أعلنت اتحاد ضباط الحدود في كندا عن رغبته في تعزيز الأمن على طول الحدود مع الولايات المتحدة، بعد أن قام 382 شخصًا بطلبات لجوء عند نقطة دخول واحدة في يناير/كانون الثاني، وحاول أكثر من 200 الدخول بطريقة غير مشروعة في الأسبوع الماضي. وقال جان بيير فورتين، رئيس اتحاد الجمارك والهجرة، انه يعتقد أن هناك معابر غير قانونية موجودة بين الحدود الكندية الأميركية وأن المسؤولين يدركون ذلك.
وشهد منفذ واحد في كيبيك عددًا كبيرًا جدًاا من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين. وقال فورتين إنه في الأسبوع الماضي وحده، دخل ما لا يقل عن 200 من المهاجرين الى البلاد بصورة غير شرعية بالقرب من ميناء ليكولا. وأضاف أن ذلك التدفق بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 خلال انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.
وصرَّح مسؤولون لقناة "سي تي في نيوز"، بأن الناس الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني يسيرون نحو ثمانية كيلومترات على الطريق بأمتعتهم .واقترح اتحاد الجمارك والهجرة في كندا وجود فريق من 300 شخص في المناطق الواقعة بين نقاط الدخول الرسمية واضاف أن الحدود الكندية في الوقت الراهن تشهد حالة من الترهل غير المسبوق.
وتابع: أنه "منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وحتى الآن، هناك اتجاه واضح للهجرة وفي ازدياد.
ويعتقد فورتين، أن الاتحاد سوف يحتاج إلى أكثر من 1000 فرصة عمل من أجل توفير الأمن على الحدود الكندية. وقال وزير السلامة العامة الاتحادية رالف غودال يوم السبت ان الحكومة مستعدة لوضع المزيد من الموارد للتعامل مع تدفق طالبي اللجوء من الولايات المتحدة. وقام غودال ايمرسون بزيارة الي مانيتوبا، وهي بلدة حدودية صغيرة شهدت أكثر من 200 شخص عبروا بصورة غير مشروعة حتى الان هذا العام.
وقال في مؤتمر صحفي "نحن جميعا بحاجة إلى العمل معًا والقيام باتصالات جيدة مع بعضنا البعض. واضاف أن هذا النوع من القضايا تتجاوز المسؤوليات الوطنية والإقليمية والمحلية. وأعلن غودال انه سيتم صرف 22 الف دولار اميركي لوكالة "ايمرسون فرانكلين" وإدارة متطوعي الاطفاء ووكالات اخرى الذين تحملوا التكاليف الاضافية، لمساعدة اللاجئن وطالبي اللجوء، قائلا ان المزيد من الموارد ستصبح متاحة.
ونقلت شرطة الخيالة الملكية الكندية ووكالة خدمات الحدود الكندية بعض الموارد الى جنوب مانيتوبا في منطقة ايمرسون. كما انشأت وكالة الخدمات الحدودية مؤخرا مقطورة للمساعدة في معالجة عابري الحدود. وقالت الحكومة أن التدفق خلق المزيد من الطلب على المساكن وخدمات الدعم الأخرى.
كان المهاجرون يعبرون من خلال الحقول والخنادق بين كندا والولايات المتحدة، ورجعوا عند المعابر الحدودية الرسمية التي كانت قد قدمت بالفعل طلبات اللجوء من الولايات المتحدة .
وبالرغم من ذلك تتمسك كندا، باتفاقية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تلزمها بقبول طلبات اللجوء للأشخاص الذين يعانون بالفعل داخل أراضي أي دولة، والتي من الممكن ان تدفع الي زيادة دخولهم بطريقة غير شرعية. يسمح للقصَّر غير المصحوبين وذوي أقارب في كندا بتقديم طلبات اللجوء من الولايات المتحدة للدخول عبر الحدود.
وتعرَّض رئيس الوزراء جاستن ترودو لضغوط متزايدة للتعامل مع طالبي اللجوء الذين يعبرون بشكل غير قانوني إلى كندا من الولايات المتحدة.
ودعا المحافظ ميشيل رمبل الحكومة الي توجيه تهمة عبور الحدود بطريقة غير مشروعة للمهاجرين الذين يتسللون، لكن جودال قال إنه لا يمكن اتهامهم اذا قدَّموا طلب اللجوء.
وقال أيضا إن الحكومة تدرس طلبات لمزيد من المساعدات من وكالات دعم اللاجئين، ولكنه لم يقدم تفاصيل. ويتجنب ترودو، الذي يشدد على أن كندا ترحب باللاجئين، حتى الآن التداعيات السياسية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وجدير بالذكر أن الحلفاء والمعارضين على حد سواء يريدون استراتيجية للتعامل مع عشرات من الناس ومعظمهم من بوروندي وإريتريا وسوريا وغانا والسودان، الذين يتسللون عبر الحدود كل يوم.
وطالب رئيس وزراء اقليم مانيتوبا الغربي، (الذي استقبل الكثير من اللاجئين)، من الحكومة في أوتاوا المزيد من الموارد للتعامل مع الوافدين الجدد. في الوقت نفسه صرح بريان باليستر أنه يرحب بالمحتاجين "بأذرع مفتوحة وقلوب مفتوحة،" وجدد دعوته لوضع استراتيجية وطنية للتعامل مع الوافدين.
وقال سكوت باردسلي، المتحدث باسم وزير السلامة العامة أنه اعتبارا من 13 فبراير/شباط، قدم بعض الناس 3800 طلب لجوء في عام 2017، بزيادة كبيرة عن نفس الفترة من العام الماضي. وبخصوص هذا الموضوع قال البيت الأبيض إن ترامب أكد على أهمية العمل بشكل وثيق مع كندا بشأن قضايا الحدود، "بما في ذلك تنفيذ إجراءات إدارته لحماية أميركا من هجمات إرهابية من قبل المواطنين الأجانب وغيرهم".
وصرح مسؤولون ان ترامب سيصدر قريبًا أمرًا تنفيذيًا جديدًا ليحل محل سابقه الذي علق بخصوص السفر إلى الولايات المتحدة بواسطة مواطنين من سبع دول ذات اغلبية مسلمة. وتُظهر استطلاعات أنقسام الكنديين حول قبول عدد أكثر أو أقل من اللاجئين. ولكن حتى المشرعين الليبراليين بدأوا يشعرون بالقلق إزاء الوافدين.
وقال كيفين لامورو، عضو البرلمان عن وينيبيغ الشمالية، حيث يستقر العديد من طالبي اللجوء، إن شخصًا أو شخصين أثارا القضية معي، كما أتوقع أن عددًا قليلًا من الاستجوابات من الناخبين حول الوافدين. وقد سُجِّلت صور مأساوية أخرى لحظة إقدام ثمانية من طالبي اللجوء، بينهم أربعة أطفال على عبور الحدود الكندية عندما حاول ضابط دورية الحدود مع الولايات المتحدة ايقافهم.
الصور، التي شملت ابتسامة شرطة الخيالة الكندية الملكية وهو يحيي الرجال والنساء والمراهقين والأطفال الأسبوع الماضي. حصل ضابط الجمارك الأميركية وحرس الحدود على جوازات سفرهم واستجوبوا الرجل في الجالس في المقعد الأمامي لسيارة الأجرة. كما كان يجري استجوب الرجل، وأربعة بالغين وأربعة أطفال صغار وركضوا الى شرطة الخيالة الملكية الكندية على الجانب الآخر.
تدفق هؤلاء الناس واحدا تلو الآخر عبر وادٍ ثلجي يفصل بين البلدين. سحبوا أفراد الأسرة والأمتعة ودفعوا بطفل صغير في عربة أطفال خلال الثلج قبل اعتقال الضباط الكنديين لهم، في إجراء موحد لطالبي اللجوء. ويساعد ضباط شرطة الخيالة الملكية الكندية القادمين من الجانب الآخر، في رفع الأطفال الصغار ويسأل إذا كانت هناك أي حاجة للرعاية الطبية.
نظر الأطفال الى حيث جاءوا فقال ضابط أميركي للرجل الأول، أن أوراقه يجب ان يتم التحقق منها.
وطارد الضباط بعض الرجال في المناطق الحدودية. وقبضت الشرطة الكندية على أحد الرجال اثناء عبوره. وقال ضابط حرس الحدود أن الرجل كان في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني وأنه قد احتجزوه. حملت الشرطة الكندية الناس الى سياراتهم، وتوجهوا بهم إلى مكتب الحدود القريب لإجراء مقابلات معهم من قبل الشرطة، وتقديم طلب اللجوء. وقال ضابط إن شرطة الخيالة الملكية الكندية ليست هناك لتعاملهم مثل قطاع الطرق. انهم هنا لتطبيق القانون ".
وشهدت بلدة صغيرة موجة من طالبي اللجوء منذ تولى دونالد ترامب منصبه وقام بحظر على السفر من سبع دول ذات غالبية مسلمة، بما في ذلك السودان والصومال. على الرغم من أن الأجزاء الرئيسية من القرار التنفيذي تم ايقافها من قبل قاضٍ فيدرالي، الا أنه لا يزال هناك التباس.
أرسل تعليقك