إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

إطلالة جديدة لـ "بوكو حرام" بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - إطلالة جديدة لـ "بوكو حرام" بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا

إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة
ابوغا - فلسطين اليوم

بعد مرور عقد من الحرب المهلكة مع متطرفي جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، صاروا الآن أفضل تسليحاً من أي وقت مضى، ويملكون الطائرات "الدرون" المسيّرة (من غير طيار) الأكثر تطوراً من الجيش النيجيري المنهك والمحبطة معنوياته.

وقف الصبي عبدول البالغ عشر سنوات من عمره على أول الطريق الترابي في قريته المحاصَرة بين حقول الذرة البيضاء، ورفع قميصه لتظهر ندبة غائرة طويلة في أسفل بطنه كانت نتيجة تفجير انتحاري نفذه مجرمو "بوكو حرام" في يونيو/حزيران الماضي، وطارت شظاياه لتمزق بطن الصبي الصغير.

وتجمع نحو عشرة من الصبية الصغار حول عبدول رافعين قمصانهم وبكل منهم ندبته المميزة من الهجوم الدموي الجبان نفسه.

كان من المتوقَّع لدى الجميع أن تنقضي فصول حرب نيجيريا الطويلة ضد جماعة "بوكو حرام" المتطرفة.

وقد أعيد انتخاب الرئيس محمد بخاري، الحاكم العسكري الأسبق للبلاد، في وقت سابق من العام الحالي، إثر تفاخره العلني بالتقدُّم الذي أحرزه على صعيد مكافحة تلك الجماعة الإرهابية المجرمة. وكان الرئيس النيجيري قد أعلن في غير مناسبة سابقة عن "الهزيمة التقنية" التي لحقت بعناصر الجماعة الإرهابية في حين أنه أقر لاحقاً بأن أعضاءها لا يزالون يشكلون مصدراً من مصادر الإزعاج في البلاد.

وبعد مرور عشر سنوات كاملة من الحرب المستمرة، لا يزال عناصر "بوكو حرام" المتطرفون يجوبون أرجاء الريف النيجيري يبثون الرعب والفرع والعنف هنا وهناك من دون رادع أو معاقبة. وامتلك عناصر الجماعة الإرهابية اليوم معدات متطورة تفوق ما بحوزة الجيش الوطني النيجيري، صاروا بها أفضل تسليحاً وعتاداً، لا سيما في أعقاب الغارات الناجحة التي شُنّت على الألوية العسكرية التابعة للجيش النيجيري، وفقاً لإفادات مختلف السياسيين المحليين والمحللين الأمنيين في البلاد.

يسيطر المتطرفون من أعضاء الجماعة الإرهابية على أربع من أصل عشر مناطق في ولاية برونو النيجيرية الشمالية على مقربة من بحيرة تشاد، وذلك وفقاً للمحللين الأمنيين وأحد المسؤولين الفيدراليين في البلاد. وهم يواصلون شنّ وتنفيذ الهجمات الإرهابية بصفة شبه يومية، بما في ذلك إطلاق مكثف للنيران خلال الأسبوع الماضي على موكب حاكم ولاية برونو. أما بالنسبة إلى السكان الذين يعيشون في القرى الخاضعة لسيطرة الجماعة الإرهابية، مثل قرية كوندوغا، فإن هزيمة جماعة "بوكو حرام" تبدو كالحلم بعيد المنال، إذ أسفر الهجوم الانتحاري الذي وقع يوم 17 يونيو/حزيران الماضي، وأصاب عبدول ورفاقه الصغار بالندبات الغائرة في أجسامهم الضعيفة (حُجب اسم الطفل الصغير عن النشر حماية له ولأسرته من الانتقام)، عن مصرع 30 مواطناً، من بينهم ثمانية أطفال.

ووفقا لكثير من الروايات، يعاني الجيش النيجيري من إحباط شديد في حالته المعنوية، وبات يتخذ المواقع الدفاعية في التصدي لهجمات الجماعة الإرهابية. ورفع بعض الجنود شكواهم بأنهم لم يخرجوا في إجازات لزيارة أسرهم منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلى جانب أسلحتهم وعرباتهم التي أصاب بعضها العطب، وصارت في حالة يُرثى لها.

وفي أغسطس/آب الحالي، نبه القائد النيجيري الجديد لعملية "السلام بالقوة" العسكرية على ضباطه بضرورة تقديم الماء والغذاء إلى قواتهم! وهو القائد الثامن الذي يتولى قيادة هذه العملية خلال السنوات العشر الماضية.

وأعلن الجيش النيجيري في الشهر نفسه عن سحب القوات المنتشرة في المواقع البعيدة مترامية الأطراف داخل المناطق الريفية وإعادة نشرها في معسكرات محصنة أطلق عليها مسمى "المعسكرات السوبر"، وتوجد هذه "المعسكرات السوبر" داخل بلدات الحاميات المسلحة التي جذب إليها الجيش النيجيري عشرات الآلاف من المدنيين خلال السنوات الأخيرة، إثر طردهم من قراهم على أيدي الجماعة الإرهابية أو أحرق جنود الجيش تلك القرى وأحاطوا بسكانها فيما قيل إنه عمليات الجيش لتأمين المناطق الريفية من الإرهابيين.

وتحيط الخنادق المطولة ببلدات الحاميات لإبطاء الهجمات الإرهابية عليها من جانب المتطرفين، غير أن تلك التكتيكات قد أتاحت الفرصة الكبيرة لعناصر جماعة "بوكو حرام" الإرهابية لبسط سيطرتها على المناطق الريفية الخالية من السكان. وكانت دبابة عسكرية مموهة تنطلق في شوارع المعسكر السوبر في "باما" مع دخان أزرق ينطلق من جانبها السفلي، وكان يبدو أن جنزير الدبابة على وشك الانفلات، وكان هناك كثير من الجنود يعتلون ظهر الدبابة من دون خوذات مع قمصان مفتوحة، وجندي برج المدفع الرشاش يعتمر تاجاً من أوراق الشجر، واندفعت الدبابة بكل سرعتها لتسحق شاحنة صغيرة معطلة ومهملة على جانب الطريق.

وقال الرائد آك كارما، الجالس خلف أحد المكاتب بالقرب من مقر قيادة معسكر "باما"، إنهم تمكنوا من إحباط هجوم من جماعة "بوكو حرام" على المعسكر قبل أيام قليلة، غير أنه قلل من شأن تهديدات الجماعة الإرهابية، وأضاف قائلاً: "تهاجمنا عناصر الجماعة مرة أو مرتين هنا أو هناك، ولكن ذلك لا يعني أنهم يستطيعون شن الهجمات الكبيرة علينا كما كان في السابق. إن معسكر باما هو كالقلعة المحصنة"
.
هذا، وقد أفادت التقارير الإخبارية بتعرض ذلك المعسكر لهجوم من الجماعة الإرهابية في اليوم التالي لتلك التصريحات.

ودمرت الحرب الدائرة مع جماعة بوكو حرام الإرهابية حياة السكان في المناطق الريفية بشمال شرقي نيجيريا، وهي من أفقر المناطق في عموم البلاد. وتسببت الحرب في فرار أكثر من مليوني مواطن من منازلهم وقراهم، فضلاً عن مصرع عشرات الآلاف وإصابة كثيرين آخرين، مع كثير من حالات الاختطاف وإجبار الشباب على الانضمام إلى صفوف الجماعة للقتال ضد الحكومة.

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأسبوع الحالي، بأن هناك ما يقرب من 22 ألف مواطن نيجيري مفقودين خلال سنوات تلك الأزمة الراهنة.

وقبل بضع سنوات قليلة، كانت الأوضاع توحي بالمزيد من التفاؤل. ففي عام 2015، وفي أعقاب انتخاب الرئيس محمد بخاري للمرة الأولى، أحرز الجيش النيجيري تقدماً عسكرياً هائلاً في هزيمة "بوكو حرام"؛ إذ تمكن الجيش من طرد الإرهابيين من مدينة ميدوغوري عاصمة ولاية برونو الشمالية، وكذلك من المدن والبلدات الصغيرة التي سيطرت عليها عناصر الجماعة، وتعقّبتهم قوات الجيش حتى معاقلهم ومخابئهم داخل الغابات.

ومع استمرار الحرب عبر السنوات الأخيرة، تحول انتباه الحكومة النيجيرية إلى المشاكل الأمنية الأخرى من شاكلة حروب العصابات الإجرامية، والجماعات المتطرفة في ولاية زامفارا الشمالية الغربية، والمعارك الضارية حول حقوق ملكية الأراضي في أواسط البلاد، وجرائم القتل خارج نطاق القانون على أيدي قوات الشرطة، مع عمليات الاختطاف طلباً للفدى في مختلف أرجاء نيجيريا.

وقد أعلن الرئيس محمد بخاري عن خطط لنقل رعايا البلاد جواً من دولة جنوب أفريقيا حيث يتعرض المواطنون النيجيريون النازحون هناك إلى أعمال العنف الناجمة عن كراهية الأجانب.

وصرح القادة العسكريون، الذين يواجهون الشكايات المتزايدة باعتماد الأساليب القديمة وغير الفعالة، بأن المعسكرات السوبر تمثل الأسلوب الجديد والأكثر فعالية في التصدي للجماعات الإرهابية التي صارت أكثر مقدرة الآن على شن الهجمات المتطورة ضد الجيش الوطني في البلاد. ويُعدّ الفساد من عوامل إطالة الحرب الداخلية في نيجيريا بين الحكومة والإرهاب، وفقاً لما أفاد به بعض المسؤولين الحكوميين، ومحللي الشؤون الأمنية، فضلاً عن عمال الإغاثة. 

وفي شمال شرقي نيجيريا، وجهت الاتهامات منذ فترة ليست بالقصيرة ضد "جماعة بوكو حرام" لتربحها من الصيد الجائر على طول بحيرة تشاد وعرضها، التي تحظر جميع أنشطة الصيد فيها بأمر الحكومة، كما يفرضون الضرائب على السيارات والشاحنات في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. والآن، باتت نفس الاتهامات تنال من الجيش الوطني لقيامه بنفس الممارسات ضد مواطني البلاد.

ورغم أن الحكومة النيجيرية تخصص ما يقارب 80 مليون دولار كل ثلاثة أشهر لصالح المجهود الحربي الوطني، فإن جنود الجيش يفتقرون إلى كثير من الذخيرة، والعتاد، والرعاية الطبية مما يثير تساؤلات المواطنين عن أوجه إنفاق تلك الأموال.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

فوز الرئيس النيجيري محمد بخاري بولاية رئاسية ثانية

"بوكو حرام" جماعة مُتطرِّفة فتّاكة تنشر الموت والرعب في كلّ مكان

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا إطلالة جديدة لـ بوكو حرام بالطائرات المسيرة بعد 10 سنوات من العنف في نيجيريا



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday