بغداد ـ نهال قباني
تصطف الدبابات والعربات المدرعة احتياطيا، تحت جسر الموصل الخامس، الذي يعبر نهر دجلة شمال المدينة القديمة، ووسط حشد من الجنود، الذين يستريحون على آلاتهم، يوجد رجل، تم تجريده من ملابسه إلى زوج من السراويل الفضفاضة ويداه مربوطة، ويتم دفعه، وأحد الجنود يحمله من الشعر، بينما يركله آخر من الخلف، ويطلب الأسير الرحمة بينما يتم حشد الجنود حوله، وفي النهاية، يتم اقتياده إلى مركز احتجاز مؤقت، وإعداده لفحص الهاربين من مدينة الموصل القديمة.
واعتبرت المدينة العراقية، مكانًا مستمرًا للقتال، وكانت نهاية لتنظيم "داعش"، حيث تم الإعلان عن تحرير المدينة الأسبوع الماضي وبدأت زوجات بعض المقاتلين بهجمات انتحارية عندما اقترب الجنود العراقيون، ويعمل الجنود العراقيون على النظر في أي شخص ما زال محتجزا داخل البلدة القديمة كعدو.
وقال الرقيب فاضل، وهو جندي من الفرقة العراقية التاسعة المدرعة، أنّ "كل الرجال هناك مع "داعش"، ومعظم العائلات من "داعش" ونتيجة لذلك، أصبحت معاملة الجنود للمدنيين أكثر صرامة، ولا يقدم سوى القليل من المساعدة للنساء والأطفال والشيوخ الذين يعانون من الهزال والذين يكافحون من أجل سلامتهم في ظل الحرارة الحارقة ويتم الاشتباه في أي رجل فى سن القتال بأنه جهادي يحاول الفرار، و يوجد تقارير متزايدة عن عمليات إعدام سريعة خلف خطوط الجبهة، حيث تحذر جماعة حقوق الإنسان أن الالتزام بقوانين الحروب قد انهار
وشاهدت "التلغراف"، رجلا يحتجزه جنود يعتقد أنهم من القوات العراقية لمكافحة الإرهاب، الأسبوع الماضي، بالقرب من أنقاض مسجد النوري الشهير، ويرتدي قميصًا وبنطالًا من الجينز بشكل محرج ويديه مربوطة خلف ظهره بقطعة من القماش، رأسه قد انحنى، يمشي دون احتجاج، قبل أن يدفعه الجنود إلى متجر في منزل متهدم وقد سمع دوى طلقات للرصاص، وخرج الجنود ليعودوا إلى مواقعهم في خط المواجهة، وتم قصف المبنى الموجود بداخله الرجل ووقع ميتًا على سرير من الأنقاض، ويداه لا تزال مرتبطة معًا وتقول منظّمة "هيومن رايتس ووتش" إن هناك شهادات "عديدة" من شهود العيان عن التعذيب وعمليات القتل خارج نطاق القانون.
ويبدو أن هناك شريط فيديو جديد، تم تصويره أخيرًا في المنطقة، يظهر مجموعة من الجنود يضربون أحد المحتجزين ضربًا مبرحًا قبل أن يلقوه من منحدر على ضفاف النهر ويطلقون النار عليه، و جثة رجل آخر موجودة بالفعل هناك، وليست هي المرة الأولى التي تتهم فيها القوات العراقية بتنفيذ فظائع في معركة تحرير معقل "داعش" وفي مايو/أيار، خاطر المصوّر العراقي علي أركادي بحياته لتوثيق التعذيب وكان على نطاق واسع من قبل المشتبه بهم من قبل وحدة عراقية نخبة، لكن المراقبين يقولون إن العنف المستهدف أصبح أكثر صرامة مع اقتراب معركة الموصل.
وبيّنت الباحثة في منظّمة "هيومن رايتس ووتش"، بلكيس ويلي، أنّه "في العراق لقد أعطاني العديد من الشهود على خط المواجهة تقارير مفصلة ليس فقط عن زيادة كبيرة في التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء من المشتبه بهم، بل والقبض عليهم وهم يفرون من المدينة القديمة"، وأضافت أن القوات "وضعت انتصارا لقوانين الحرب، ووصف العقيد سعد المتحدث باسم الفرقة التاسعة الاتهامات بأنها "اختلاقات"، "نحن نعامل السجناء وفقا للقانون".
أرسل تعليقك