برلين - جورج كرم
اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنَّ أوروبا "لم تقم بواجبها" على المدى البعيد في ما يتعلق بتدفق المهاجرين إلى القارة بعد قرارها بفتح الباب أمام الفارين من الشرق الأوسط. وقالت ميركل أمس الثلاثاء إنه قبل عامين كان من المهم والصحيح أن تقوم ألمانيا بـ"وضع استثنائي" مع اللاجئين ولكن من المهم أيضًا وجود "هياكل مستدامة طويلة الأجل". وأضافت أنَّ "أوروبا ما زالت لم تقم بواجبها إلى يومنا هذا، حيث رفضت بعض الدول قبول حصة من اللاجئين الذين يصلون إلى أوروبا".
وتعتبر قضية الهجرة موضوعًا كبيرًا على جدول أعمال سباق الانتخابات العامة الألمانية، ولم يتبقَّ سوى أقل من شهر حتى نعرف ما اذا كانت ميركل قد تفوز بفترة أخرى كمستشارة. غير أن ألمانيا أصبحت متورطة في سلسلة من القضايا المتعلقة بالمهاجرين خلال فترة ولايتها. وأضافت ميركل: "لا يمكن أن تُظهر أوروبا التضامن فقط عندما تُساعد البعض".
وعقدت المستشارة الألمانية مؤتمرًا صحفيًا الثلاثاء تناولت فيه عددًا من القضايا بداية من روسيا لدعم الاتحاد الأوروبي. لكنها قدمت أيضا انتقادات قوية لالجارة بولندا. وقالت ميركل إنَّ النزاع المُتفاقم بين وارسو وبروكسل حول التغييرات في النظام القضائي في بولندا يمس "أساس التعاون داخل الاتحاد الأوروبي". وأوضحت أنه "مهما كنت أريد أن أقيم علاقات جيدة جدًا مع بولندا، لا يُمكننا ببساطة أن نُغلق أفواهنا ولا نقول شيئًا من أجل السلام".
وكان الاتحاد الأوروبي وألمانيا قد انتقدا الحكومة البولندية لتهديدها سيادة القانون في البلاد، حيث قالت ميركل إنها يمكن أن تقوض التعاون داخل الاتحاد المكون من 28 دولة. ورفضت المفوضية الأوروبية، وهي السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تعليقات الحكومة البولندية بانه ليس لها الحق في التدخل في العملية التشريعية.
وكانت احتفالات رأس السنة الجديدة في كولونيا والمدن الألمانية الأخرى مشوبة بحوادث عنيفة من الغوغاء من قبل المهاجرين الذين يهاجمون الشابات جنسيا. كما أن "الإرهاب الإسلامي" في البلاد مرتبط ارتباطا وثيقا بالهجرة، وقد حذر الخبراء أنه مع زوال "داعش" الوشيك في سورية والعراق، فإن موجة جديدة من المتطرفين يمكن أن تكون في طريقها إلى ألمانيا.
وفي الشهر الماضي حذر قائد الشرطة من إن البلاد توطن الأن حوالي 700 اسلامي يعتقد انهم يشكلون تهديدا إرهابيا. وقال رئيس الشرطة الفيدرالية هولغر مونش إنَّ المجموعة تُشكل اكبر تهديد لألمانيا التي هزتها الهجمات الإرهابية مما أدى إلى انتقاد سياسة الهجرة المفتوحة التي تتبعها أنجيلا ميركل.
ويعتقد أن عدد المتطرفين الذين يحتمل أن يكونوا مستعدين لتنفيذ هجمات إرهابية في ألمانيا يصل إلى 690، أي ما يقرب من مائة اكثر من الرقم الذى أصدرته وزارة الداخلية في فبراير/شباط. وفي حديث لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" اليومية الألمانية قال إن هناك تيارًا متشددًا من المتطرفين اليمينيين واليساريين إلا إن الإسلاميين يُشكلون اكبر تهديد.
أرسل تعليقك