قال مستوطنون من كيبوتس "زرعيت" في شمال فلسطين على الحدود مع لبنان إنهم كانوا يسمعون أصوات حفر تحت غرف نومهم لمدة شهور. وقاموا مؤخرا باستدعاء مقاول للفحص وادعى الأخير أنه عثر على علامات تشير إلى وجود بنى تحتية تحت الأرض.
وتأتي أقوال المستوطنين في ظل هاجس أنفاق المقاومة سواء في غزة والتي كانت بمثابة المصيدة لجيش الاحتلال في عدوانه الاخير على القطاع أو أنفاق حزب الله اللبناني التي توصف بانها أخطر وأكثر تجهيزا من أنفاق المقاومة في غزة، بل قالت مصادر إسرائيلية أن أنفاق حماس لعب أطفال أمام انفاق حزب الله.
وفي حين يتواصل الحديث في صفوف الاسرائيلي بشأن ما يوصف ب "شبح الانفاق" قال موقع "واللا" الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه رغم انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة (الجرف الصامد) إلا أن الحديث عن خطر الأنفاق الهجومية في الجنوب، ومسألة وجودها في الشمال لا يزال قائما.
وأشار الموقع إلى أن سكرتير كيبوتس "زرعيت"، عوفر شمير، بعث مؤخرا رسالة حادة إلى القائد العسكري الإسرائيلي لمنطقة الشمال، يائير غولان، يعبر فيها عن مخاوف المستوطنين من وجود أنفاق هجومية تبدأ من لبنان وتدخل إلى داخل إسرائيل بالقرب من منازلهم.
وبحسبه فإنه تم استدعاء مقاول خاص، وباستخدام تكنولوجيا بسيطة تم العثور على مسار نفق يسير تحت الكيبوتس، يبدأ من قرية مروحين في جنوب لبنان، ويصل إلى المخرج الجنوبي من الكيبوتس.
وطلب شمير من غولان أن يأخذ الموضوع بمنتهى الجدية. وبحسبه فإنه ليس الحديث عن مجموعة من الخائفين، وإنما عن "سكان الشمال المجربين الذين يعيشون قرب السياج الحدودي على مر السنوات".
ويجزم شمير بوجود نفق يصل إلى كيبوتس "زرعيت"، وذلك في رسالته التي بعث نسخا منها إلى رئيس الحكومة وإلى مراقب الدولة ووزير الأمن ورئيس أركان الجيش.
وقال موقع "واللا" إن العاصفة الجديدة قد ثارت قبل شهر ونصف، وذلك مع نشر شهادات مستوطنين يعيشون في البلدات الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان تتضمن سماعهم لأصوات عمليات حفر. ويدعي مستوطنون كثيرون أنهم سمعوا أصوات حفر تحت غرف نومهم، كما عبروا عن استغرابهم من رؤيتهم منذ سنوات لشاحنات محملة بالأتربة وهي تدخل وتخرج تباعا من دفيئات زراعية جديدة أقيمت في لبنان.
وكتب شمير في رسالته إنه كانت هناك تحذيرات من الأنفاق منذ العام 2009، تضمنت إشارة إلى مسارات الحفر، وذلك بناء على شهادات تم جمعها من مزارعي المستوطنات في المنطقة.
ونقل عن المقاول ساسون يحزقيئيل قوله إنه وصل إلى كيبوتس "زرعيت" لإجراء فحص بواسطة تقنيات بدائية ومعروفة يستخدمها خلال عمله الجاري لفحص البنى التحتية القائمة تحت الأرض. وادعى أن الفحوصات التي أجراها تشير إلى وجود نفق يبعد 50 مترا عن منزل مواطنة تحدثت عن سماعها أصوات الحفر تحت الأرض، وأن النفق يأتي من جهة جنوب لبنان.
ويقول مستوطنون من الكيبوتس إنهم ليسوا على استعداد للمخاطرة، ويطالبون بنفي أو تأكيد الشكوك بشأن الأنفاق الهجومية.
في المقابل، يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يجري "عمليات أمنية جارية" في المنطقة الحدودية، مع التركيز على المركبات الدفاعية والمعلومات الاستخبارية المتنوعة، ومع الأخذ بالحسبان أن الأنفاق تعد ضمن مختلف التهديدات القائمة في المنطقة.
وبحسبه فإنه جرى فحص الادعاءات بسماع أصوات حفر في المنطقة، وأن الفحص ينفي وجود نفق. وأضاف أنه في أعقاب التوجهات الأخيرة فإن ستجري محادثات مع السكان لتوضيح المسألة. كما أشار إلى أنه يجري العمل على تطوير تكنولوجيا جديدة للكشف عن الأنفاق الهجومية.
وهاجس أنفاق حزب الله شمالا يتفاعل في إسرائيل، وخاصة بين سكان مستوطناتها في شمال فلسطين، فيما جيش الاحتلال لا يؤكد ولا ينفي أن لدى الحزب "أنفاقاً هجومية" عابرة للحدود
منذ بدء العدوان على قطاع غزة والإسرائيليون يقيسون أداءهم وقدراتهم ونتائج عدوانهم بحرب لبنان السابقة والمقبلة. وأسئلة المسؤولين الإسرائيليين، وتبعاً لهم الخبراء والمحللين، لم تتوقف منذ الرصاصة الأولى في غزة: كيف يفهم حزب الله هذا؟ وكيف يفهم ذاك؟ إلا أن الأيام الأخيرة للعدوان شهدت تظهير هاجس قديم ـــ جديد، ولا يقاس بما واجهه الاحتلال في القطاع: أنفاق حزب الله الهجومية.
وبدأت القضية تتفاعل منذ اسابيع بعد أن زاد مستوى ضغط المستوطنات على الحكومة والمؤسسة العسكرية، حيث جمع قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يائير غولان، مسؤولي المستوطنات بهدف "تهدئة روعهم"، وخاصة بعد توقيع أكثر من 3000 مستوطن، على عريضة تطالب الجيش بالتدخل قائلين في عريضتهم " الوقت ليس وقت دفن الرأس في الرمال، فدمنا ودم أولادنا ليس مباحاً. وللأسف، فإن عملية الجرف الصامد في غزة أظهرت كم أن هذه الظاهرة (الأنفاق) خطيرة ومعقدة، وعلينا أن نتعامل معها كتهديد استراتيجي لأنها قد تؤدي إلى نتائج كارثية".
أرسل تعليقك