تمارس سلطات الاحتلال الابتزاز في حق المسيحيين الفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة عام 1948 من خلال مقايضة الخدمات المقدمة إليهم بتجنيدهم في صفوف جيش الاحتلال، الأمر الذي رفض من المسيحيين بشكل مطلق.
وأوضحت مصادر داخل الأراضي المحتلة عام 1948 بأن الابتزاز يمارس من خلال القائمين على ما يسمى "صندوق هيديدوت" الإسرائيلي أقسام الرفاه الاجتماعي في السلطات المحلية العربية في داخل إسرائيل الذي طالب بالتوقف عن تقديم المساعدات للعائلات العربية المسيحية، بعد أن تقرر تحويل ملفات هذه العائلات إلى ما يسمى" المنتدى لتجنيد المسيحيين".
وأشارت المصادر إلى أن ذلك يندرج ضمن مساعي المؤسسة الإسرائيلية لفرض التجنيد على الشباب المسيحيين العرب، إذ تنشط الأحزاب والحركات السياسية العربية في الداخل بكل طاقاتها وإمكانياتها لمناهضة مشروع تجنيد الشباب المسيحي في الجيش الإسرائيلي.
وكان جيش الاحتلال أرسل دعوات تجنيد تطوعي للشباب المسيحيين إلى بيوتهم، لدعوتهم إلى الانضمام طوعيًا للجيش، بعد فشله في محاولات تجنيد سابقة، إلا أن تلك الدعوات لم تتم الاستجابة إليها.
وبدأت سلطات الاحتلال للضغط على المسيحيين بابتزازهم من خلال منع الخدمات والمساعدات عنهم حتى يستجيبوا لدعوات تجنيدهم في صفوف جيش الاحتلال.
وأرسل "صندوق هيديدوت" الإسرائيلي أقسام الرفاه الاجتماعي رسالة أبلغهم فيها بأنه تم تغيير طريقة منح المساعدات، وأن الصندوق قرر تغيير طريقة إدارة توزيع المساعدات في الأعياد غير اليهودية بدءًا من عيد الميلاد القريب، بحيث سيتم توزيع المساعدات بواسطة "المنتدى لتجنيد المسيحيين".
ويعرف الصندوق نفسه على أنه تنظيم خيري وطوعي يسعى لتدعيم "الحصانة القومية والاجتماعية للشعب اليهودي وإسرائيل"، وأنه يجند الأموال من مسيحيين مؤيدين لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة والعالم أجمع.
وأعرب النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي باسل غطاس عن اشمئزازه ورفضه لهذا الطلب والتوجه نحو استغلال الضائقة الاقتصادية للعائلات المسيحية في محاولة لتجنيد الشباب العرب في جيش الاحتلال.
ووجه غطاس في بيان صحافي الثلاثاء انتقادات شديدة إلى نهج وطلب إدارة ما يسمى "صندوق هيديدوت" من السلطات المحلية العربية عدم معالجة ملفات العائلات المحتاجة وتحويلها لمنتدى تجنيد المسيحيين.
ودعا القائمين على الصندوق التراجع عن هذه الخطوة التي وصفها بالمحاولة الحمقاء والمشينة، وطالب أقسام الرفاه بالمجالس العربية عدم التعاون أو الانصياع لهذه الإجراءات، على أن هذا القرار يحول مكاتب الرفاه والخدمات الاجتماعية والعاملين الاجتماعيين في السلطات المحلية العربية لمقاولين لتجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال، مشيرا إلى أن "قرار إدارة الصندوق تحويل البرنامج الذي تفعله إلى منتدى تجنيد المسيحيين، يأتي لدوافع سياسية قبيحة، إذ يمس هذا القرار بغرض المساعدات الانسانية التي يزعم الصندوق أنه أقيم وينشط من أجل تحقيقها".
وأضاف "هكذا سيتحول الصندوق إلى أداة لشراء النفوذ واستغلال ضائقة العائلات، ويحول مكاتب الرفاه والخدمات الاجتماعية والعاملين الاجتماعيين بالسلطات المحلية العربية لمقاولين لتجنيد المسيحيين للجيش ، فهذا الإجراء ضد عملهم وضميرهم.
وكان غطاس دعا إلى حرق أوامر التجنيد علنًا أو إعادتها إلى مرسليها، وضرورة استخدام وسائل غير عادية من إضراب شامل ومفتوح كمقدمة لعصيان مدني محتمل تعبيرا عن حالة الرفض الشعبي للتجنيد.
وحذر غطاس من أن هذه مقدمة لفرض التجنيد الإجباري ربما خلال أشهر، وأنه في هذه الحالة سيتعين على الحركة الوطنية العمل بوتيرة واستنفار عاليين لرفض وإفشال المشروع
أرسل تعليقك