رام الله - فلسطين اليوم
تمثّل الإصابة بآلام الظهر المزمنة إحدى أبرز مصادر القلق الصحية هذه الأيام، حيث يعاني ما يقارب 80 % من البالغين من آلام أسفل الظهر خلال مرحلة ما من مراحل حياتهم المختلفة. كما تعدّ آلام الظهر إحدى أكثر أسباب التغيّب عن العمل شيوعاً.
وبحسب الدكتور علي زهران، إستشاري التخدير في مستشفى برجيل للجراحة المتطورة، تتراوح أسباب الإصابة بهذا النوع من الآلام إبتداءً من الجلوس لفترات طويلة واتباع نمط حياة يخلو من النشاط، وممارسة الأعمال الشّاقة، وصولاً إلى التقدّم في السّن.
يمكن أن تكون آلام الظهر من النوع الحادّ (تستمر لفترة قصيرة) أو المزمن (تستمر لفترة طويلة)، أو ذات منشأ عصبيّ. ويُطلق مصطلح "الألم الحادّ" على الألم الذي يمتد الشعور به خلال فترة بعد الإصابة إلى ستة أشهر، أو الألم الذي ينجم عن تعرّض الجسم لإصابة ما. كما قد يشكّل مؤشراً على الإصابة بأحد الأمراض.
وتشير الدراسات إلى إمكانية تطوّر حالات ما يقارب 20% من المرضى الذين يعانون من آلام الظهر الحادة إلى النوع المزمن في حال عدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب. وتشمل الآلام ذات المنشأ العصبي الشعور بالألم الشديد أو الوخز أو الحرقة، وذلك على طول مسار العصب إبتداءً من العمود الفقري وصولاً إلى اليدين والقدمين. وينجم هذا النوع من الآلام المزمنة عادةً عن إصابات الأنسجة وتلف الألياف العصبية.
المعالجة التداخلية للألم
وتبرز أهمية تقنيات "المعالجة التداخلية للألم" عندما يبدأ الألم المزمن بالتأثير على نوعية حياة المريض، وتُعتبر من التخصصات الطبية الحديثة نسبياً التي بدأت تكتسب أهميةً متزايدة بالتزامن مع تحوّل الآلام المزمنة من مجرّد أعراض مرضيّة إلى مصدر قلق رئيسي بالنسبة لشريحة واسعة من المرضى.
ويشرح الدكتور زهران عن تقنية المعالجة التداخلية للألم، مشيراً إلى استخدام تقنيات الحد الأدنى من التدخل الجراحي، والتي تلعب دوراً فعّالاً في التخفيف من الآلام بشكل دائم أو لفترة طويلة من الزمن، حيث تمثل خياراً علاجياً مبتكراً يُضاف إلى خيارات المعالجة الأخرى المتاحة كالمعالجة الدوائية والعمليات الجراحية التقليدية. وتشمل تقنيات الحد الأدنى من التدخل الجراحي إستخدام المعالجة بالحقن أو الإستئصال بموجات الراديو أو تحفيز النخاع الشوكي لمعالجة الآلام المختلفة.
يقوم أخصائيو المعالجة التداخلية للألم بإجراء عمليات عديدة تشمل إحصار العصب، وحقن الستيرويدات في المنطقة الرقبية والقطنية فوق الجافية، وحقن الستيرويدات في المفصل العجزي الحرقفي، والإستئصال بموجات الراديو، وتحفيز النخاع الشوكي، وحقن المفصل الوُجَيْهي، وإحصار الضَّفيرة البَطنِيَّة الودّي، وإحصار العقدة النجمية وحقن نقطة الزناد.
ويضيف الدكتور زهران أن المواد المستخدمة في الحقن، تساعد على الحدّ من تورم الأعصاب والتهابها، حيث يسهم حقن الستيرويدات في المنطقة القطنية فوق الجافية (LESI) في التخفيف من حدّة الألم في منطقة أسفل الظهر وآلام عرق النسا. وتشمل الإجراءات الأخرى أيضاً تقنية "بضع الجذر العصبي بموجات الراديو"، والتي تُستخدم لتخفيف الألم الناجم عن تلف المفاصل الوُجَيْهية، حيث يستهدف الحقن أعصاب الفرع الإنسي التي تنقل إشارات الألم.
أرسل تعليقك