القاهرة - فلسطين اليوم
كثيرا ما يتحدث الجميع عن الفوائد العلاجية والصحية للضحك ولكن ماذا عن البكاء؟ إذا كان الضحك يمثل جانب شعوريا هاما لدى الإنسان فإن البكاء بدون شك يمثل الجانب الآخر، وإذا كان الأمور كذلك فلماذا نزيد من أهمية الضحك وما يمثله للإنسان ونقلل من أهمية البكاء وفوائده الصحية؟
في كل مكان في العالم تقريبا يعتبر البكاء علامة من علامات الضعف والعجز، والكثيرون يعتبرون أن البكاء هو أمر مهين وطفولي للغاية وخاصة بالنسبة للبالغين، ولكنهم ينسون أن البكاء هو شكل من أشكال تفاعل الإنسان مع ما يعتريه من مشاعر وهو رد فعل طبيعي في حالة المرور بمواقف محزنة ومحاولة كتمان هذه المشاعر لن يجعلها تذهب بعيدا أو تختفي ولكنها قد تزيد من حالة الألم والضغط التي يعاني منها الإنسان وتسبب أضرارا نفسية وصحية له، ولذلك فإن الجسد يقوم بمحاولة التعامل مع هذه المشاعر السلبية بالبكاء، وتشير الدراسات إلى أن 88.8% ممن يبكون يشعرون بشعور أفضل مما كانوا عليه بعد البكاء، وتؤكد الدراسات أن البكاء من الطرق الفعالة التي تساعد الجسم على الشفاء واستعادة طاقته.
ولأننا نتحدث عن البكاء يجب أن نعرف المزيد عن الدموع، الدموع تفرزها الغدة الدمعية (lachrymal gland) في العين وهي تنقسم إلى 3 أنواع:
الدموع القاعدية (Basal tears): الدموع القاعدية هي دموع تفرزها العينين حتى تبقي سطح العين رطب ومحمي بشكل دائم، هذا النوع من الدموع يتكون من الماء، لبيدات (lipids) أو مواد دهنية، مواد بروتينية، مركبات تحمي العين من الإصابة بالعدوى، الغدد الدمعية في الإنسان الطبيعي تفرز كل يوم من 5-10 أونصات من الدموع القاعدية يوميا، وعندما يبكي الإنسان لسبب أو لآخر ستجد أن الدموع القاعدية تتسرب في تلك الأثناء عبر التجويف الأنفي ولذلك ستجد أنه عندما تبكي تصبح أنفك سائلة قليلا.
الدموع المنعكسة (Reflex tears): ووظيفتها حماية العينين من المهيجات القوية كالدخان والروائح النفاذة كرائحة البصل ومن الرياح الترابية، الأعصاب الحسية في قرنية العينين ترسل رسالة بوجد مصدر لتهيج العنين إلى جذع الدماغ، والذي بدوره يرسل الهرمونات إلى الغدد في الجفون، وهذه الهرمونات تتسبب في حث العينين على إنتاج الدموع لتقليل نسبة التهيج فيهما.
الدموع النفسية (Emotional tears): هذا النوع من الدموع كما يعرف الجميع يحدث عندما يمر الإنسان بموقف مؤثر أو محزن، هذه الدموع تتضمن مادة إنكيفالين (enkephalin) وهي من مجموعة الإندورفين (endorphin) وتعتبر مسكن طبيعي، وكلما شعر المخ بوجود موقف محزن أو مؤثر يقوم المخ بحث نظام الغدد الصماء في الجسم (endocrine system) على إفراز هرمونات تتجه لمنطقة العينين وتقوم بحثها على تكوين الدموع النفسية.
والآن لنتعرف معا على الفوائد الصحية للدموع:
الدموع تقوم بتحسين الرؤية في العينين وذلك لأنها تحافظ على ترطيب العينين وتمنع جفاف الأغشية المخاطية، وتغسل سطح العينين من الأتربة والشوائب.
الدموع تقتل البكتريا وذلك لاحتوائها على إنزيم الليزوزيم (lysozyme) الذي يقتل 90-95 % من الخلايا البكتيرية في فترة من 5-10 دقائق.
البكاء يخلص الجسم من السموم الضارة: السموم والمواد الضارة التي تتواجد في أجسامنا يتم طردها خارج الجسم من خلال الدموع، وهذا يخلص الجسم من المواد الضارة التي تزيد من ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول (cortisol)، والذي يعرف باسم هرمون الانفعال.
البكاء يحسن المزاج العام: الدموع النفسية تعمل على تنشيط نظام الغدد الصماء (endocrine system) وهو النظام المسئول عن إفراز الإندروفين وهي مادة طبيعية تفرز في الجسم تساعد على تحسن الحالة المزاجية.
البكاء يقلل من الضغط العصبي وذلك لأنه يساعدك على إخراج المشاعر السلبية التي توجد بداخلك بدلا من أن تتراكم داخلك وتسبب لك ضغوطا عصبية تؤثر على صحتك أو تدفعك إلى التصرف بشكل عنيف بفعل الضغوط.
وفي النهاية الدموع هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع المواقف المؤلمة كخسارتك لشخص عزيز عليك، وفي مثل هذه المواقف الكلمات لا يمكنها أن تفعل لك الكثير أو أن تكون مصدرا للراحة بالنسبة لك لذلك عليك أن تخرج ما بداخلك من حزن بصورة دموع.
أرسل تعليقك