أعلنت وزارة الدفاع لجمهورية قره باغ غير المعترف بها دوليا أن الجانبين الأذربيجاني والأرمني اتفقا على وقف إطلاق النار في منطقة النزاع.
وقال المتحدث باسم وزارة دفاع قره باغ سينور أسراتيان الثلاثاء 5 أبريل/نيسان، إن "الاتفاق حول وقف إطلاق النار تم التوصل إليه اليوم في الساعة 12:00، لأنه تجري عملية المفاوضات".
من جانبه أعلن المتحدث باسم رئاسة قره باغ دافيد بابايان أن "الوضع استقر"، قائلا إنه "يجب انتظار تطور الوضع لاحقا".
من جهتها أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية وقف القتال على خط تماس قوات أذربيجان وأرمينيا في منطقة النزاع بقره باغ الثلاثاء منذ الساعة 12:00، مشيرة إلى أن القوات الأذربيجانية تقوم بتعزيز مواقعها في "الأراضي المحررة".
من جهة أخرى قال ممثل قره باغ في موسكو ألبيرت أندريان إن الهدنة تثبت تلك المواقع التي سيطر عليها الجانبان، مضيفا أن الجيش الأذربيجاني انسحب إلى مواقعه السابقة. وأشار إلى أن الرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيعلنون موقفهم من هذا الوضع، معربا عن أمله في أن "الحرب لن تستأنف".
وبهذا الصدد أعلنت وزارة الخارجية الأرمنية الثلاثاء أن الرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك الخاصة بتسوية النزاع في قره باغ سيصلون إلى يريفان في 9 أبريل/نيسان.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت سابقا أن الرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك الذين يمثلون روسيا وفرنسا والولايات المتحدة سيزورون في الأيام القريبة المقبلة عواصم أرمينيا وأذربيجان وقره باغ.
كما أكد ممثل قره باغ في موسكو في تصريحات صحفية الثلاثاء أن موقف قره باغ يتمثل في ضرورة الاعتراف بجمهورية قره باغ ووضع اتفاق واضح حول عدم استئناف العمليات العسكرية.
وكانت أذربيجان وأرمينيا قد أعلنتا الاثنين عن استعدادهما لوقف إطلاق النار، إلا أن باكو اشترطت انسحاب القوات الأرمنية من الأراضي الأذربيجانية وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. ثم حذرت وزارة الدفاع الأذربيجانية مساء الاثنين من توجيه ضربة إلى عاصمة قره باغ ستبانكرت في حال استمرار قصف البلدات الأذربيجانية القريبة من خط الجبهة.
من جهتها أكدت وزارة دفاع قره باغ أن ردها في هذه الحالة سيكون "حاسما ومدمرا".
وتتضارب الأنباء حول عدد ضحايا الجانبين منذ استئناف النزاع في قره باغ السبت الماضي، بحيث يعلن كل من الجانبين أن خسائره محدودة، بينما تصل خسائر الخصم مئات القتلى.
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية الثلاثاء أن 16 من جنودها قتلوا خلال اليومين الأخيرين بمنطقة النزاع في قره باغ، مضيفة أن الجانب الأرمني "خسر 70 جنديا ونحو 20 قطعة من الآليات العسكرية"، بحسب زعمها.
وذكرت وزارة الدفاع الأرمنية أن خسائر قره باغ بعد اندلاع المواجهات في المنطقة بلغت 20 قتيلا، بينهم طفل و3 مدنيين، و72 جريحا، مضيفة أن 26 شخصا فقدوا ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. وأشارت إلى أن جيش قره باغ خسر 7 دبابات وانسحب من 8 مواقع، إلا أنه لا يزال يسيطر على كل بلدات قره باغ.
وبحسب مزاعم جيش دفاع قره باغ، فإنه تمكن من قتل 300 جندي أذربيجاني، وتدمير 18 دبابة ومروحيتين و3 مدرعات و6 طائرات دون طيار ومنظومة راجمات من نوع "غراد".
هذا، وكان النزاع اندلع بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم قره باغ الجبلي في عام 1988. وفي عام 1991 أعلنت الأغلبية الأرمنية من سكان الإقليم، الذي كان منطقة أذربيجانية ذاتية الحكم، عن قيام جمهورية مستقلة.
ويعد التصعيد الحالي أخطر انتهاك لنظام وقف إطلاق النار في المنطقة المتنازع عليها، والذي دخل حيز التنفيذ في عام 1994 بعد التوقيع على بروتوكول بيشكيك بين ممثلي برلمانات أذربيجان وأرمينيا وجمهورية قره باغ (غير المعترف بها)، بوساطة روسية.
أرسل تعليقك