يشهد الوضع في شرق اوكرانيا توترا بعد هدوء نسبي لم يستمر طويلا وخصوصا اثر اطلاق قذائف على وسط دونتسيك واتهامات كييف لموسكو بارسال 700 جندي روسي دعما للتمرد الانفصالي.
وقد شهدت نهاية الاسبوع معارك شرسة حول مطار دونتيسك لكن المعقل الانفصالي عاش فترة هدوء ليل الاحد الاثنين بالتزامن مع عيد الغطاس لدى الارثوذكس.
وظهر الاثنين اعلنت وزارة الاوضاع الطارئة في "جمهورية" دونيتسك الانفصالية عن سقوط صاروخ اصاب مستشفى وجامعة في وسط المدينة، ما ادى الى سقوط ستة جرحى هم طبيب وخمسة مرضى.
وقال دنيس ريبكين الذي كان في الموقع لفرانس برس "خرجت من احد المحلات قرب المستشفى وسمعت دوي قصف وسرعان ما انبطحت ارضا ورايت القرميد الاحمر يتطاير من سقف المستشفى والزجاج يتهشم".
وقال سكان ان القصف كان يستهدف مقر "وزارة الامن" التابعة للانفصاليين التي تبعد حوالى مئة متر عن المكان.
وافاد مراسلو فرانس برس ان دوي القصف كان يسمع مجددا بعد الظهر في محيط مطار دونتيسك لكن بوتيرة اقل عنفا مما شهدته المنطقة نهاية الاسبوع.
واعلنت كييف ان مجموعتين من الجنود الروس، اي حوالى 700 عنصر دخلوا الاراضي الاوكرانية لمساعدة المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد.
وقال الناطق العسكري الاوكراني اندريه ليسنكو لوكالة فرانس برس "هذا الصباح، اجتازت مجموعتان من القوات المسلحة التابعة لاتحاد روسيا الحدود"، موضحا ان كلا من هاتين المجموعتين يعد ما بين "300 و350 جنديا".
وتتهم اوكرانيا والدول الغربية منذ عدة اشهر روسيا بنشر قوات نظامية في شرق البلاد حيث اوقع النزاع مع المتمردين الموالين لروسيا اكثر من 4800 قتيل منذ اندلاعه في نيسان/ابريل الماضي.
وبحسب اخر تقديرات كييف، فان اكثر من 8500 جندي من الجيش الروسي كانوا متواجدين في الشرق الانفصالي في منتصف كانون الثاني/يناير.
لكن روسيا تنفي اي ضلوع لها في النزاع الاوكراني.
وتثير عودة اعمال العنف القلق بعد اسابيع من الهدوء النسبي الناجم عن توقيع اتفاق هدنة في التاسع من كانون الاول/ديسمبر الماضي.
امام استئناف العنف الذي اسفر عن سقوط عدد من القتلى المدنيين والعسكريين، وجهت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي يتابع مراقبوها الوضع الميداني، نداء الى وقف الاعمال الحربية فورا.
واعلن وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داجيتش الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، في بيان نشر ليل الاحد الاثنين "ادعو كافة الاطراف المتورطة في النزاع الى بذل جهود فورية لخفض مستوى التوتر واحترام وقف اطلاق النار" واتفاقات السلام التي ابرمت في مينسك في ايلول/سبتمبر.
واضاف ان "موجة اعمال العنف الدامية هذه والتصعيد المستمر للاعمال الحربية لا يمكن ان تتواصل".
لكن السلطات الاوكرانية دافعت عن نفسها ازاء اي اتهامات بالعنف.
وقال الرئيس بترو بوروشينكو انه "اعطى اوامر للرد لانهم ( الانفصاليون) لا يسمحوا لنا باستعادة القتلى والجرحى".
كما اكد الجيش من جهته عدم اجتياز خطوط التماس التي حددها اتفاق مينسك.
واوضحت سلطات كييف انها عرضت الاحد على موسكو التوقيع على نص يهدف "الى ضمان وقف الاعمال الحربية" اعتبارا من الاثنين.
وهذه الوثيقة الموقعة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر تشكل الاجندة المتعلقة بتطبيق اتفاقات السلام المبرمة في مينسك، كما اعلنت الدبلوماسية الاوكرانية في بيان نشر ليل الاحد الاثنين.
وردا على ذلك، اكدت موسكو ان قادة الانفصاليين كانوا وقعوا على اجندة 13 تشرين الثاني/نوفمبر، ملمحة الى ان توقيع الممثلين الروس غير ضروري.
وقالت وزارة الخارجية الروسية "اذا كانت كييف مستعدة بصدق لسحب متبادل للاسلحة الثقيلة (...)، فينبغي الانتقال الى الاعمال الملموسة على الارض".
وكان الكرملين اتهم كييف الاحد بانها رفضت "خطة ملموسة لسحب المدفعية الثقيلة" والتي عرضها الرئيس فلاديمير بوتين الخميس على نظيره الاوكراني بترو بوروشنكو.
وعلى الصعيد الدولي، سيتم بحث الازمة الاوكرانية الاثنين في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي المجتمعين في بروكسل.
أ ف ب
أرسل تعليقك