حملت تركيا الخميس المتمردين الاكراد على ارضها وابرز فصيل كردي سوري مسؤولية تفجير بالسيارة المفخخة استهدف قافلة عسكرية موقعا 28 قتيلا في انقرة، في تطور من شأنه ان يزيد حدة التوتر في سوريا المجاورة.
واكد الرئيس رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة احمد داود اوغلو الخميس ان حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا يقفان وراء الهجوم.
وصرح داود اوغلو "هذا الهجوم الارهابي نفذته عناصر من المنظمة الارهابية في تركيا (حزب العمال الكردستاني) وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا"، مضيفا ان الشرطة اوقفت تسعة اشخاص في اطار تحقيقها.
واضاف اردوغان ان "المعلومات التي اصدرتها وزارة الخارجية والاستخبارات تظهر مسؤولية" هذه الجهات.
وقال صالح مسلم، رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، في اتصال هاتفي مع فرانس برس "ننفي اي ضلوع في هذا الهجوم"، مضيفا ان "هذه الاتهامات مرتبطة بشكل واضح بمحاولة التدخل في سوريا".
ونفى المسؤول في حزب العمال الكردستاني جميل بايك بدوره ضلوع حزبه في التفجير.
واستهدف التفجير القوي خمس حافلات تنقل عسكريين اثناء توقفها عند اشارة المرور في وسط العاصمة مساء الاربعاء. واصيب 65 شخصا بجروح لا يزال قرابة 30 منهم في المستشفى بحسب القيادة العسكرية. وهو من اكثر الهجمات دموية في السنوات الماضية ضد جيش تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي.
- قصف تركي -
ومنذ السبت، تقصف المدفعية التركية بوتيرة يومية مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في مناطق قريبة من الحدود التركية. وكان المقاتلون الاكراد احرزوا تقدما في هذه المنطقة بعد معارك مع فصائل مقاتلة معارضة للنظام، ويحاولون التقدم نحو مدينة اعزاز القريبة من الحدود التركية.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ليل الاربعاء الخميس ان ما لا يقل عن 500 مقاتل سوري معارض عبروا الحدود التركية الى اعزاز.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان عبور المقاتلين تم "بإشراف من السلطات التركية".
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديموقراطي وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" "منظمتين ارهابيتين" على ارتباط بمتمردي حزب العمال الكردستاني.
وتصنف الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني "منظمة ارهابية"، لكنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب في اطار الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وقال اردوغان المعارض للدعم الاميركي للميليشيات الكردية "ربما سيتفهم اصدقاؤنا الان قلق تركيا".
واضاف اوغلو "اسم منفذ الاعتداء صالح نصار وقد ولد في عام 1992 في مدينة عامودا بشمال سوريا (...) وشاركت وحدات حماية الشعب، التنظيم الارهابي في تنفيذ الاعتداء".
وتوعد داود اوغلو بان المنفذين "سيدفعون الثمن".
واوردت صحيفتا يني شفق (المؤيدة للحكومة) وشوجو (المعارضة) ان الشرطة الجنائية حددت هوية الانتحاري المفترض الذي تمزق اشلاء في الانفجار من خلال بصماته المسجلة لدى مصلحة الهجرة عند دخوله مؤخرا الى تركيا بصفته لاجئ.
وتابع اردوغان ان الشرطة التركية اوقفت 14 شخصا في التحقيق حول الاعتداء.
واضاف "هذه العمليات متواصلة لانه تبين لدينا ان منفذي الجريمة لديهم روابط في الداخل وفي الخارج".
- "دفاع مشروع عن النفس" -
وندد اوغلو ايضا بالرئيس السوري بشار الاسد الذي يتهمه بدعم وحدات حماية الشعب الكردية. وقال "نحتفظ بحق اتخاذ اي اجراء ضد النظام السوري".
وبعد ساعات على وقوع الاعتداء، شن الطيران الحربي التركي غارات على اهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بناء على معلومات استخباراتية افادت عن وجود عشرات المقاتلين بينهم قيادي في المنطقة، كما اعلن الجيش.
وقال داود اوغلو ان 70 مقاتلا قتلوا في الغارات.
ووقع هجوم الاربعاء في منطقة يقع فيها مقر رئاسة اركان الجيش والبرلمان التركي ومكاتب رئيس الوزراء.
وكان اردوغان تعهد منذ مساء الاربعاء بالرد على اعتداء انقرة معللا ذلك "بالدفاع المشروع عن النفس".
وجددت تركيا التي تخشى قيام حكم ذاتي كردي على حدودها يشجع اكراد تركيا على المطالبة بالمثل، هذا الاسبوع المطالبة ب"منطقة آمنة" في سوريا تشمل اعزاز.
وقتل ستة جنود اتراك على الاقل واصيب عدد من الاشخاص بجروح الخميس في هجوم على قافلتهم في جنوب شرق تركيا، نسبته مصادر امنية الى المتمردين الاكراد كذلك.
وتخوض تركيا منذ عقود مواجهات دامية مع حزب العمال الكردستاني.
وتركيا في حال تأهب منذ اشهر عدة بعد سلسلة هجمات على اراضيها منذ الصيف الماضي نسبت السلطات التركية معظمها الى تنظيم الدولة الاسلامية. وكان اكثرها دموية في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر وقد اسفر عن مقتل 103 اشخاص في انقرة اثناء تجمع استعدادا للمشاركة في تظاهرة.
أرسل تعليقك