تواصل السلطات البجليكية جهودها للقبض على الشخص الثالث المشتبه بضلوعه في تفجيرات مطار بروكسل الدولي، الذي أعلن أنه لن يستأنف أعماله بشكل كامل قبل عدة أشهر.
وفيما تبذل بروكسل جهودا للوقوف على أقدامها مرة أخرى، تزايدت الانتقادات للطريقة التي تعاملت بها بلجيكا مع القضية بعد أن تبين أنه تم الإفراج عن الشخص الذي يشتبه بأنه شارك في تنفيذ تفجيرات القطار والمطار بسبب غياب الأدلة التي تربطه بالاعتداءات.
ووجه الادعاء إلى المشتبه به ويدعى فيصل شفو (30 عاما) تهمة "القتل الإرهابي" وحقق فيما إذا كان هو الشخص الثالث الذي حاول تفجير قنبلة معه إلا أنه فر عندما لم تنفجر.
وبالإفراج عن شفو الاثنين، عادت عملية البحث عمن يسمى "الرجل الذي يعتمر القبعة" الذي شوهدت صوره على كاميرات المراقبة في المطار وهو يقف إلى جانب الانتحاريين اللذين قتلا في التفجيرات.
والمطار مغلق منذ الانفجارات التي هزت مبنى المغادرين. ويستعد المطار لإجراء تجربة الثلاثاء يشارك فيها مئات الموظفين المتطوعين للتأكد من مدى الاستعداد لاستئناف الرحلات ولكن بطاقة محدودة الأربعاء.
وصرح الرئيس التنفيذي لمطار بروكسل أرنو فيست لصحيفة "ليكو" اليومية بأن استئناف المطار لعملياته بشكل كامل قد يستغرق "أشهرا".
وفيما سارعت السلطات البلجيكية إلى تحديد هوية المشتبه بهم الثلاثاء، إلا أن الانتقادات وجهت إلى السلطات بأنها تجاهلت مجموعة من الأدلة أثناء تفكيك شبكة جهادية ترتبط بتفجيرات بروكسل واعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني التي أدت إلى مقتل 130 شخصا.
وأعرب رئيس بلدية بروكسل أيفان مايور الثلاثاء عن أسفه لإفراج القضاء البلجيكي عن فيصل شفو، بعد القبض عليه عقب الهجمات. وكان أولفييه مارتينز محامي شفو قال لتلفزيون "ار تي بي اف" إنه تم الإفراج عن موكله لأنه كان لديه دليل براءته وهو تحليل مكالمة هاتفية أثبتت أنه كان في منزله وقت وقوع الهجمات.
وألمح مايور إلى شبهات بأن شفو يجند إرهابيين، وقال للإعلام الفرنسي "هناك خيط رفيع بين متطرف غاضب ومتطرف يجند إرهابيين، وفي هذه القضية لم يرد القاضي أن يتخطى الحدود".
واعترفت الحكومة البلجيكية بارتكاب أخطاء وسط ضغوط من الداخل والخارج على تفويتها عددا من المؤشرات أثناء متابعتها للمجرمين المرتبطين بشبكات "جهادية".
وفي مثال صارخ على ذلك اتهمت تركيا بلجيكا الأسبوع الماضي بتجاهل خطر واضح بعد أن كشفت أنها رحلت إبراهيم البكراوي الذي نفذ أحد التفجيرات الانتحارية في المطار العام الماضي لأنه "مقاتل إرهابي" بعد اعتقاله قرب الحدود السورية.
وعرض وزيران بلجيكيان من بينهما وزير العدل كوين جينس استقالتهما بعد الاتهام التركي.
وفي محاولة للكشف عن هوية المشتبه به الثالث في تفجيرات المطار، نشرت الشرطة تسجيل فيديو لرجل يعتمر قبعة ويرتدي سترة بيضاء يدفع أمامه عربة تحمل حقيبة ضخمة في مبنى المغادرين إلى جانب الانتحاريين إبراهيم البكراوي ونجم العشراوي.
أرسل تعليقك