تلاحق السلطات الأمنية البلجيكية، الرجل الثالث المتورط في هجمات بروكسل، ويدعى نجيم العشراوي، كما حددت هوية الشخصين اللذين نفذا هجومين انتحاريين الثلاثاء الماضي في مطار بروكسل.
وذكرت وسائل إعلام بلجيكية، الخميس 24 مارس/آذار، أن الهجمات كانت ستستهدف محطات نووية في بلجيكا، لكن اعتقال المشتبه به الأول في اعتداءات باريس، صلاح عبد السلام، جعلهم يعجلون بتنفيذ الهجوم.
وأفادت مصادر أمنية لوسائل إعلام بلجيكية أن المهاجم الثالث، ويدعى نجم العشراوي، مقاتل إسلامي بلجيكي مخضرم حارب في سوريا ويشتبه في أنه أعد الأحزمة الناسفة التي استخدمت في هجمات باريس، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، والذي فجر أيضا حقيبة ملغومة في مطار بروكسل.
وأصبح نجم العشراوي، الذي رصدته كاميرات المراقبة في المطار وهو يدفع عربة أمتعة في صالة المغادرة إلى جانب الشقيقين خالد وإبراهيم البكراوي، هدفا لعملية الملاحقة التي تنفذها الشرطة.
وقال ممثلو الادعاء، إن المشتبه به فر من المكان يوم العملية الإرهابية وعثر فيما بعد على حقيبة ملغومة هي الأكبر بين الحقائب الثلاث.
وكان المحققون البلجيكيون ذكروا اسم العشراوي، غداة هجمات بروكسل، وذلك بعد توقيف المشتبه به الأول في اعتداءات باريس، صلاح عبد السلام.
وذكروا أنه سافر إلى هنغاريا تحت اسم مستعار، وهو "سفيان كيال"، في سبتمبر/ أيلول، بصحبة عبد السلام المشتبه به الوحيد الباقي على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت هجمات باريس، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويذكر أن العشراوي (25 عاما) والمولود في المغرب، نشأ في منطقة شاربيك في بروكسل التي انطلق منها فجر الثلاثاء مهاجمو المطار، بحسب النيابة البلجيكية.
وأفاد مصدر قريب من التحقيق الفرنسي بالعثور على الحمض النووي "DNA" للعشراوي على المتفجرات التي استخدمت في اعتداءات باريس.
وقالت النيابة البلجيكية إن البصمة الوراثية للعشراوي عثر عليها، في ديسمبر/كانون الأول، داخل شقة في حي شاربيك في بروكسل ضبطت فيها الشرطة أيضا معدات لصنع عبوات ناسفة وبصمة لصلاح عبد السلام. ويشتبه أيضا بأن العشراوي سافر إلى سوريا في فبراير/شباط 2013.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إن إراقة الدماء في عاصمة الاتحاد الأوروبي وعلى مسافة ليست بعيدة عن مقر حلف شمال الأطلسي تبين أنه يتعين على حلفاء واشنطن الأوروبيين عمل المزيد لقتال الدولة الإسلامية إلى جانب الجهود الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقال كارتر، في حديث لمحطة "سي.إن.إن"، إن "حادثة بروكسل ستوضح للأوروبيين بدرجة أكبر أنه في الوقت الذي نسرع فيه وتيرة حملتنا لهزيمة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق وأماكن أخرى فإنهم بحاجة إلى تسريع جهودهم للانضمام إلينا".
وعرض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، "أي مساعدة يمكننا القيام بها" لبلجيكا للمساهمة في تقديم المهاجمين الذين على قيد الحياة للعدالة.
وأعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، سيزور بلجيكا يوم الجمعة القادم للتعبير عن التضامن.
من جانبه، انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بلجيكا، قائلا إنها أخفقت في تعقب إبراهيم البكراوي الذي رحلته أنقرة العام الماضي والذي فجر نفسه في المطار يوم الثلاثاء قبل ساعة من قيام شقيقه خالد بقتل نحو 20 شخصا في محطة قطارات أنفاق ميلبيك في وسط المدينة. وكان قد سبق إدانة إبراهيم وخالد بالسطو المسلح.
ورفضت الحكومة البلجيكية انتقادات الرئيس التركي، وقالت إن البكراوي (29 عاما) لم يتم ترحيله إلى بلجيكا إنما إلى هولندا المجاورة.
وتسلط القضية الضوء على المشكلة التي تواجهها بلجيكا مع نحو 300 بلجيكي حاربوا في سوريا، وهو أكبر عدد من أوروبا قياسا بعدد سكانها البالغ 11 مليون نسمة.
وقال وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز، إن الأمن يجب أن يكون متوازنا مع الحقوق المدنية. ويقود ريندرز جهودا للتصدي لانتقادات دولية لسياسات بلجيكا المتعلقة باحتواء المتطرفين الذين ينتهجون العنف ضمن جاليتها المسلمة التي تشكل نحو 5% من السكان.
وفي السياق، يعقد وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي اجتماعا في مقر المفوضية ببروكسل، في 24 مارس/آذار، لبحث سبل تحسين التنسيق، لكن مسؤولين يقولون إن كثيرا من الدول تحجب أهم البيانات رغم إعلان استعدادها لتقاسم المعلومات الاستخباراتية.
أرسل تعليقك