أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الشروع في تطبيع العلاقات الثنائية مع تركيا، إثر توصله إلى اتفاق بهذا الشأن مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وكان بوتين وأردوغان قد أجريا الأربعاء 29 يونيو/حزيران أول مكالمة هاتفية بينهما منذ اندلاع الأزمة في العلاقات الروسية-التركية على خلفية إسقاط سلاح الجو التركي لقاذفة "سو-24" الروسية في أجواء سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
ونقل بيان نشره الكرملين تعليقا على مضمون المكالمة التي جرت بمبادرة الجانب الروسي، عن بوتين قوله إنه سيكلف الحكومة الروسية بإطلاق المفاوضات مع الهيئات التركية المعنية حول استئناف التعاون الثنائي متبادل المنفعة في المجال التجاري الاقتصادي وفي المجالات الأخرى للعلاقات الثنائية.
وذكر الكرملين أن من المخطط له أيضا رفع القيود المفروضة على تدفق السياح الروس إلى تركيا، مضيفا أنه يؤمل من الحكومة التركية أن تتخذ إجراءات إضافية لضمان أمن المواطنين الروس في أراضي تركيا.
وأوضح البيان أن الرئيس الروسي قدم خلال المكالمة تعازيه العميقة بضحايا الهجوم الإرهابي في مطار أتاتورك في اسطنبول وعبر عن تعاطفه مع أسر الضحايا متمنيا الشفاء العاجل لجميع المصابين.
وشدد كلا الطرفان خلال المكالمة على ضرورة تكثيف التعاون الدولي في محاربة الخطر الإرهابي الذي يهدد الجميع.
وأكد بوتين خلال المكالمة أن الرسالة التي بعث بها أردوغان إليه في وقت سابق، وفرت مقدمات لطي صفحة الأزمة في العلاقات الثنائية وإطلاق عملية استئناف العمل المشترك في القضايا الدولية والإقليمية ومن أجل تطوير مجمل العلاقات الروسية-التركية.
وأعرب الرئيس الروسي في السياق عن أمله في أن يحمل التحقيق الذي بدأ بتركيا مع المواطن التركي المتهم بقتل الطيار الروسي (قائد قاذفة "سو-24")، طابعا موضوعيا.
بدوره أعلن مكتب الرئيس التركي في بيان أن أردوغان وبوتين عبرا عن عزمهما إحياء العلاقات الثنائية والتعاون في الحرب ضد الإرهاب، واتفقا على "خطوات ضرورية" لاستئناف التعاون الثنائي.
وأكد مكتب أردوغان اتفاق الرئيسين على عقد لقاء شخصي قريبا، فيما نقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر في الرئاسة التركية قولها إن أردوغان وبوتين سيلتقيان على هامش قمة العشرين المرتقبة في الصين في سبتمبر/أيلول المقبل.
ترأس الرئيس الروسي بعد محادثته الهاتفية مع نظيره التركي، اجتماعا للحكومة الروسية أعلن خلاله عن قرار بدء تطبيع العلاقات مع تركيا.
وبدأ بوتين الاجتماع من الحديث عن موضوع استئناف التعاون مع الجانب التركي في مجال السياحة، على الرغم من تكثيف أنشطة العناصر الإرهابية في أراضي تركيا. وأكد أنه أعرب عن التعازي للرئيس وللشعب التركيين في ضحايا التفجير الأخير في اسطنبول.
وأضاف أن أردوغان أكد له خلال المكالمة أن القيادة التركية ستبذل كل ما بوسعها من أجل ضمان أمن المواطنين الروس في أراضي تركيا.
وطلب الرئيس من الحكومة الروسية بدء عملية تطبيع العلاقات التجارية الاقتصادية مع تركيا، وطلب من رئيس الوزراء دميتري مدفيديف إعداد اقتراحات بشأن التعديلات القانوينة الضرورية التي ستشكل القاعدة لعملية التطبيع.
أكدت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية أن الإرهاب لا دين له ولا جنسية، مضيفة أن الألم الناجم عن المذبحة في مطار أتاتورك مشترك.
وكتبت زاخاروفا على حسابها في موقع "فيسبوك" الإلكتروني: "أكرر مجددا: إنه ألمنا المشترك. ولا يمكن للعالم أن ينجو من هذا الشر إلا بالرفض الجماعي للإرهاب والتخلي عن تقسيم الإرهابيين إلى معتدلين وغير معتدلين وتضافر الجهود في محاربة الإرهاب".
بدوره اعتبر رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) سيرغي ناريشكين أن العمل الإرهابي في اسطنبول يؤكد أن على العالم برمته توحيد جهوده في محاربة الإرهاب. وأعرب ناريشكين عن تعاطفه وتعازيه لذوي ضحايا التفجيرات.
يذكر أن تفجيرات مطار أتاتورك نفذها 3 انتحاريين وأسفرت، حسب إحصاءات رسمية، عن مقتل 41 شخصا وإصابة 239 آخرين.
أرسل تعليقك