من تكريم الجرحى الى وعود بشن عمليات "واسعة"، تحاول الامم المتحدة استعادة زمام المبادرة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية بعد اسبوع على اسوأ هجوم يتعرض له جنود لحفظ السلام تابعين للمنظمة الدولية منذ 24 عاما.
وتفقد الامين العام المساعد للامم المتحدة جان بيار لاكروا صباح الجمعة جنودا تنزانيين في قوة حفظ السلام الدولية نجوا من الهجوم على قاعدة سيموليكي في اقليم شمال كيفو الذي يشهد اعمال عنف منذ عشرين عاما.
وقال لاكروا للجنود الجرحى الذين يعالجون في مستشفى بعثة الامم المتحدة في الكونغو في غوما "عدت للتو من تنزانيا حيث لاحظت ان بلدكم يقف وراءكم". وكان لاكروا قد شارك الخميس في تكريم الجنود التنزانيين ال14 الذين قتلوا في الهجوم على القاعدة.
وما زال 44 جنديا يعالجون في المستشفيات، بينهم 27 في غوما وسبعة في بيني، حيث تقع القاعدة التي تعرضت للهجوم، وخمسة في كمبالا وخمسة في كينشاسا كما قال ناطق باسم بعثة الامم المتحدة.
وتمكن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة خلال زيارته الى المستشفى الذي تشرف عليه الكتيبة الهندية، من الاطلاع على معاناة الجنود المصابين بجروح في الرجل والساق والكتف.
وروى بعض الجنود تفاصيل عن الهجوم ليل السابع الى الثامن من كانون الاول/ديسمبر ويعتقد ان مسلحين تابعين للمجموعة الاوغندية المسلمة "القوات الديموقراطية المتحالفة" شنوه على قاعدة سيموليكي على محور مبو-كامانغو الذي يعد واحدا من اخطر الطرق في الكونغو الديموقراطية.
وقال جنديان في سريرين متجاورين لوكالة فرانس برس ان "عدد المهاجمين كان كبيرا جدا، حوالى 300. كانوا بملابس مدنية وبعضهم يرتدون سترات للقوات المسلحة الكونغولية".
ويتعرض الجيش الكونغولي ايضا لهجمات "القوات الديموقراطية المتحالفة" في شمال كيفو.
واكد جنود الكتيبة التنزانية ان المهاجمين كانوا مدججين بالسلاح ولديهم قاذفات صواريخ ومضادات للدروع. وقد اصيبوا خصوصا بشظايا قذائف.
- "عمليات واسعة" -
قال مصدر في الامم المتحدة ان الموظف المكلف تشغيل اللاسلكي حاول الابقاء على الاتصالات مع مقر قيادة البعثة الى ان اصيب برصاصة.
وقال خبير نفسي في الكتيبة الهندية اللفتنانت كولونيل راغو ماني "انهم يعانون من اضطرابات نفسية واجهاد ما بعد الصدمة. بعضهم لا ينامون كثيرا وهم لا يتكلمون كثيرا".
بعد ذلك عقد لاكروا اجتماعا مع المسؤولين المدنيين والعسكريين في بعثة الامم المتحدة في الكونغو التي تعد اكبر مهمات المنظمات الدولية اكثرها كلفة (18 الف شخص و1,2 مليار دولار)، لكن فاعليتها تثير تساؤلات الخبراء في شؤون الكونغو.
واكدت بعثة الامم المتحدة الخميس "بعد الهجوم نشرت القوات الخاصة في المنطقة للقيام بعملية واسعة النطاق"، وقدمت صورا تثبت صحة اقوالها لاحد ضباطها وهو يزور قاعدة سيموليكي.
واكد مصدر عسكري في الامم المتحدة "اذا كانت القوات الديموقراطية المتحالفة تريد دفعنا الى الرحيل ليواصلوا اعمالهم التجارية الصغيرة، فقد فشلوا والقاعدة تواصل عملها"، ملمحا بذلك الى منجم يحفز نشاط المجموعات المسلحة الصغيرة في شمال كيفو.
وذكرت معلومات لا يمكن التحقق من صحتها لاسباب امنية رسميا، ان الجيش الاوغندي يقوم بعمليات اعادة تجميع للقوات على طول الحدود في هذه المنطقة التي لا يمكن لوسائل الاعلام دخولها.
وقال مصدر في الامم المتحدة ان القوات الديموقراطية المتحالفة "مجموعة طبيعتها عنيفة وربما اسلامية وتمثل مشكلة اقليمية".
ولم تعلن القوات الديموقراطية المتحالفة مسؤوليتها عن الهجوم. وهذه المجموعة هي واحدة من الميليشيات الاجنبية النادرة في شمال كيفو حيث تنتشر مجموعات اخرى كونغولية.
وقال مصدر في الامم المتحدة "انها مجموعة غامضة ونحن نجري اتصالات مع مجموعات اخرى لنطلب منها وقف تجنيب الاطفال او العودة الى الحياة المدنية".
وتنطش المجموعة منذ عشرين عاما في شر الكونغو الديموقراطية رسميا ضد نظام الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الذي يحكم البلاد منذ 31 عاما.
وويتوجه لاكروا السبت الى كينشاسا لاجراء محادثات مع مسؤولين كونغوليين.
أرسل تعليقك