الدوحة ـ فلسطين اليوم
بعد أقل من ثمان وأربعين ساعة، يدخل الرئيس الأمريكي، دونالد جون ترامب، البيت الأبيض ليكون الساكن رقم 45 في قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية خلفاً للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما (2009-2017).
ويبدأ يوم تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة من أمام (الكابيتول) وهو مبنى الكونجرس بمجلسيه "الشيوخ والنواب"، حيث يؤدي ترامب اليمين في حضور الرئيس أوباما ورؤساء أمريكيين سابقين، ودبلوماسيين، وأعضاء مجلس الوزراء ومرشحي انتخابات الرئاسة الماضية، وأعضاء الكونجرس وقضاة المحكمة العليا الأمريكية والضباط الأعلى رتبة في البنتاجون، بالإضافة إلى حاملي ميداليات الشرف الأمريكية بمختلف فئاتها وعدد كبير من الجمهور.
ووفقاً للسلطات الأمريكية، فإن نحو 50 وكالة أمنية واستخباراتية أمريكية ستتولى تأمين الحدث، حيث سيتم نشر قرابة 28 ألف عنصر أمني لتأمين الحفل الذي توقع أن يشارك فيه ما بين 700 و900 ألف شخص، بما في ذلك 99 مجموعة احتجاجية مختلفة.
وقبل حفل التنصيب، أظهر استطلاعان للرأي بالولايات المتحدة أن دونالد ترامب هو الرئيس "الأقل شعبية" في يوم تنصيبه منذ عقود بنسبة 40% فقط، مقارنه بأوباما الذي حظي بشعبية بلغت 84 % يوم تنصيبه رئيساً للبلاد.
كما أثار ترامب حفيظة أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي بعد أن هاجم النائب جون لويس الرئيس الجديد، ووصفه بأنه "غير شرعي"، مما دعى ترامب إلى السخرية منه، معتبرا أن كلامه "لا قيمة له"، إثر ذلك أعلن 26 عضوا من الكونجرس مقاطعتهم لحفل التنصيب.
وفي هذا اليوم، ينتقل ترامب وأسرته للإقامة في البيت الأبيض والذي أطلق عليه في فترات مختلفة من التاريخ الأمريكي بـ "قصر الرئيس" أو "بيت الرئيس" أو "القصر الرئاسي" قبل أن يطلق عليه الرئيس الأسبق ثيودور روزفلت اسمه الحالي "البيت الأبيض" عام 1901.
ويضم السكن الجديد للرئيس ترامب وعائلته 132 غرفة و 35 حماماً يربط بينها 8 سلالم و3 مصاعد كهربائية، إضافة إلى 28 مدفئة، ومطبخا قادرا على توفير وجبة عشاء لـ140 شخصاً دفعة واحدة، ليضطر الرئيس دونالد ترامب أن يودع منزله الكائن في الطابق الـ66 أعلى برج ترامب بحي منهاتن والذي قدر ثمنه بنحو 100 مليون دولار، وربما يكون من الصعب على أسرته أن تترك وراءها منزلا معظم ما فيه من صحون ومزهريات ومصابيح هي من الذهب الخالص والأحجار الكريمة ومنقوش على السقف واحدة من قصص الحب اليونانية الشهيرة (ابولو وزيوس) ويضم 126 غرفة معيشة وطعام، و58 غرفة للنوم، و33 حمامًا.
ولم يعرف بعد ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيدير أعماله من "المكتب البيضاوي" في البيت الأبيض مثل كافة الرؤساء السابقين أم ينوي التعديل والتغيير.. ومكتب الرئيس هو المكان الرسمي الذي يدير منه أعماله وتتوافر به كافة وسائل الاتصال بمستشاريه ومعاونيه التنفيذيين، حيث تم صنع هذا المكتب من خشب سفينة البحرية الملكية البريطانية وقدمته الملكة فيكتوريا هدية للرئيس الأسبق رزفورد هايز عام 1880 ومنذ ذلك التاريخ استخدمه كل الرؤساء عدا ليندون جونسون وريتشارد يكسون وجيرالد فورد.
ولم تتبدل زينة المكتب البيضاوي على مر تاريخ البيت الأبيض، حيث بقيت القطعة الرخامية فوق المكتب الخشبي كما هي منذ وضعت عام 1909 وذاك الختم الرئاسي على السقف وفي الخلفية علم الولايات المتحدة الأمريكية وعلم رئيس البلاد، ولم يضف الرئيس السابق أوباما في هذا المكتب سوى سجادة بيضاوية الشكل يتوسطها شعار الرئاسة تحيط بها عبارات تاريخية لكل من مارتن لوثر كينج والرؤساء ابراهام لنكولن، ثيودور روزفلت وفرانكلين روزفلت وجون كينيدي.
وفي نفس الجناح الذي يوجد به المكتب البيضاوي، ربما يجد الرئيس ترامب نفسه في موقف يستدعي أن يلتقي هو وفريقه الأمني والرئاسي في "غرفة العمليات" وهي الغرفة الشهيرة التي ظهرت صورتها في وسائل الإعلام وظهر فيها الرئيس أوباما يتابع سير عملية الهجوم على منزل زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في مايو 2011، وتأسست هذه الغرفة عام 1961 بناء على طلب الرئيس الأسبق جون كينيدي ليتابع من خلالها الأزمة مع كوبا والتي عرفت وقتها بإسم أزمة "خليج الخنازير"، وهذه الغرفة مجهزة على مدار الساعة بأجهزة مراقبة استخباراتية وشاشات ووسائل اتصال تتيح للرئيس التواصل في أي وقت مع أي من القادة والجنرالات في أي مكان بالعالم.
ورغم أن دونالد ترامب لم يسم بعد متحدثاً بإسم البيت الأبيض لكن هذا لا ينفي أن تكون قاعة "جيمس برادي" التي تستقبل الصحفيين جاهزة لاستقبال المتحدث الجديد، وقد أنشئت هذه القاعة في عهد الرئيس الأسبق ليندون جونسون عام 1970 فوق أنقاض حوض سباحة قديم كان يتلقى فيه الرئيس فرانكلين روزفلت علاجه الطبيعي.
وأطلق عليها إسم قاعة "جيمس برادي" تكريما للسكرتير الصحفي للرئيس رونالد ريجان الذي أصيب في محاولة اغتياله عام 1981 وتتسع القاعة لـ200 صحفي.
كما شهد البيت الأبيض عبر تاريخه عدداً ممن قاموا بأشياء هي الأولى من نوعها خلال فترات حكمهم، فالرئيس الأسبق جيمس بولك (1845-1849) كان أول رئيس التقطت له صورة داخل البيت الأبيض، أما ثيودور روزفلت (1901-1909) فهو أول رئيس يركب سيارة في أمريكا، وأول رئيس سافر خارج البلاد عندما زار بنما، بينما الرئيس فرانكلين روزفلت (1933-1945) كان أول رئيس يسافر بالطائرة.
واستعداداً لبدء مرحلة جديدة للرئاسة الأمريكية، فقد اختار الرئيس دونالد ترامب جانباً من أعضاء إدارته وأبرزهم وزير الخارجية ريكس تيليرسن ووزير الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس ووزير التجارة ويلبورروس ووزير الخزانة ستيفن منوتشين ووزيرة التعليم بيتسي ديفوز ووزير النقل إلين تشاو، وروبرت لايتهايزر مندوبا للتجارة الخارجية، أي المسؤول عمليا عن المفاوضات التجارية الدولية.
وفي منصب وزير العدل اختار السيناتور جيف سيشنز المؤيد لسياسة الحزم الشديد فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، أما منصب مستشار الأمن القومي الذي يعتبر مهما جدا وتشغله حاليا سوزان رايس فسيتم إسناده إلى الجنرال المتقاعد مايكل فلين الذي كان يترأس جهاز الاستخبارات العسكرية من قبل .
كما أعلن أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ستكون بقيادة مايك بومبيو عضو مجلس النواب عن ولاية كنساس، فيما سيصبح رينس بريبوس الرئيس الحالي للحزب الجمهوري في منصب كبير موظفي البيت الأبيض.
كما عين ترامب صهره جاريد كوشنر ضمن أكبر مستشاريه في البيت الأبيض وكان كوشنر البالغ من العمر 35 عاما وهو زوج ابنة ترامب ايفانكا قد لعب دورا كبيرا من وراء الكواليس في حملة ترامب الانتخابية.
وفي فريق مستشاريه اختار الأمريكية من أصول مصرية، دينا حبيب كمستشارة للمبادرات الاقتصادية وتشغل حاليا منصب رئيسة مؤسسة "غولدمان ساكس" فيما يتعلق بالمبادرات الخيرية.
وللرئيس أجهزه داخل البيت الأبيض لأداء مهامه منها المكتب التنفيذي (البيت الأبيض) ويبلغ عدد العاملين فيه 485 , بإدارات ومستشارين كلهم متخصصون لضمان وصول الموضوعات والقضايا المحلية إلى مكتب الرئيس في وقتها, ومن الوظائف الهامة التأكد من إلتزام الإدارات المختلفة بالسياسات والتوجهات الرئاسية ويستمد المساعدون هؤلاء سلطتهم الحقيقية من اقترابهم بالرئيس.
أما مكتب الإدارة والميزانية فيتولى إعداد الميزانية الفيدرالية التي يقوم الرئيس بتسليمها للكونجرس كل سنة, ويعتبر مدير الإدارة أحد المستشارين الاقتصاديين للرئيس, وهذا المنصب يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ.
ويعد مجلس الأمن القومي بمثابة العقل المفكر للرئيس في المسائل العسكرية الخارجية والداخلية المتعلقة بالأمن القومي, ويتكون المجلس من الرئيس نفسه ونائب الرئيس وسكرتاريي الدفاع والخارجية ويضم رئيس الأركان ومدير وكالة المخابرات الأمريكية، إضافة إلى مجلس المستشارين الاقتصاديين ويضم خبراء ومتمرسين في مجال الاقتصاد يقدمون النصيحة للرئيس ويرسمون الخطوط العريضة للسياسة الاقتصادية.
أرسل تعليقك