لندن ـ فلسطين اليوم
أفادت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية أن تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي يلجأ إلى "إقراض الأموال" من أجل تجنيد أعضاء جدد ضمن صفوفه، في محاولات للحفاظ على عدد عناصره في مواجهة الحملة الأمنية المستمرة من قبل قوات الحكومة النيجيرية.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، الاثنين، إنه رغم بناء الفصيل الإرهابي - الناشط في نيجيريا - سمعة دولية عن طريق أعمال وحشية واسعة مثل هجمات على مدارس وعمليات خطف جماعي للفتيات، إلا أنه سعى من قبل لاستخدام الأموال لتحريك الأمور عندما يكون تحت الضغط.
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان أن "بوكو حرام" يحاول تجنيد التجار الفقراء للتجسس على المجتمعات التي يعيشون فيها وتوفير معلومات عن تحركات الجيش النيجيري لصالح التنظيم الإرهابي، وذلك مقابل المال، مضيفة أنه في منتصف العام الماضي خطف التنظيم تاجر سمك خمسيني يدعى إبراهيم، وتاجر خضراوات عشريني يدعى موسى من منطقة أسكيرا أوبا بإقليم بورنو شمال شرق البلاد، حيث تم أخذهما كل على حدا إلى غابة سامبيسا وهي الملجأ المفضل للتنظيم.
وحسب ما جاء في الصحيفة، روى التاجر إبراهيم أن مختطفيه استخدموا مادة على منديل لإفقاده وعيه، وأشار التاجر الآخر موسى إلى أن 9 رجال اصطحبوه إلى الغابة، وقال كلاهما إن أول ما فعله رجال "بوكو حرام" بعد الوصول للغابة كان محاولة إقناعهم بأهمية الانضمام إليهم.
وتابع إبراهيم قائلا: "بعد عدة أسابيع في الغابة تغيرت الخطة فجأة، وعرضوا علي قرضا بقيمة 4ر1 مليون نايرا (4800 جنيه استرليني) لدفع تجارته، مقابل أن انضم لصفوفهم"، مؤكدا أنه لم يصدق ما سمعه حتى أظهروا الأموال من شنطة حتى يراها، وحينها علم على الفور أنه مرغم على قبول قرضهم "لأنهم سيقتلوني إذا رفضت، بعدما سمعت ما يفعلونه في الناس الذين يرفضون".
وفي السياق ذاته، أكد التاجر موسى أنه لم يذكر أي من عناصر التنظيم موعد تسديد هذا القرض المالي، ولكنه سألهم عن ذلك وقيمة الفائدة التي سيتقاضونها، مشيرا إلى أن "قائدهم قال لي إنه عندما يأتي موعد السداد سيبلغوني".
وقالت الصحيفة إن إبراهيم تم إخباره بأن يستمر في تجارته بمنطقته بينما تم إرسال موسى إلى مادوجوري عاصمة إقليم بورنو، وكلاهما طلب منهما توفير معلومات حول عمليات الهيئات الأمنية خاصة قوات الحكومة والمليشيات المحلية المعروفة باسم "مجموعات المدنيين المشتركة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "بوكو حرام" أبدى حرصه على معرفة آخر تطورات الملابس والأحذية التي يرتديها الجنود، حيث عكف الجيش النيجيري في الفترة الأخيرة على تنويع زيه في محاولة لوقف عمليات انتحال شخصية جنوده من قبل عناصر التنظيم الإرهابي.
وأوضحت الصحيفة أن التاجر العشريني موسى كسر شريحة هاتفه بمجرد وصوله إلى مادوجوري حتى لا يجده عناصر "بوكو حرام"، وفتح محل للمشروبات الباردة بالأموال التي أعطاها له التنظيم.
بينما إبراهيم الذي نقل تجارته إلى محل أكبر بالأموال التي تقاضها من التنظيم، أعطاهم بعض المعلومات حول أماكن وروتين دوريات القوات في بلدة دامبوا، وذلك قبل هربه إلى مادوجوري وكسر هاتفه، بعد أن هاجم "بوكو حرام" بلدته واستولوا عليها.
أرسل تعليقك