كشفت صحيفة "تليغراف" البريطانية، السبت 7 مايو/أيار، أن كتائب الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، انضمت للتحالف الذي تقوده دول غربية لموجهة تنظيم "داعش" المتطرف وطرده من "سرت".
وقالت الصحيفة البريطانية إن القيادات الليبية التي دافعت عن القذافي وقاتلت في صفوفه أثناء ثورة 2011 انضمت للتحالف الغربي لطرد تنظيم "داعش" من معقل الزعيم الليبي الراحل مدينة سرت.
وأضافت الصحيفة أن بعض تلك القيادات الليبية التي دافعت عن القذافي، هربوا من ليبيا بعد الثورة، يرون أن تلك الخطوة فرصة لتصحيح صورتهم أمام أبناء وطنهم، كما أنهم سيقاتلون بجانب قوات بريطانية تعمل خلف المشهد بالدعم والاستشارة.
كما أشارت "ذي تليغراف" إلى أن القوات الخاصة البريطانية والفرنسية تواجدت بالفعل منذ أشهر عدة في ليبيا لجمع المعلومات الاستخباراتة حول سرت، خوفاً من تخطيط داعش لهجمات ضد الغرب من معقله هناك.
وبالانضمام إلى التحالف ضد "داعش"، سيكون القتال على نفس الجانب مع المجموعات الليبية المسلحة المختلفة.
يبدو من الواضح أن رغبتهم في مواجهة "داعش" ومنع ليبيا أن تصبح فرعا آخر من "خلافة داعش" وحّدهم جزئيا، خاصة وأن من يتولى السيطرة على "سرت" ستكون له اليد العليا في السياسة الليبية.
وفي الصدد قال جمعة القاماطي، سياسي ليبي يشارك في تأسيس حكومة جديدة، إن الرهانات عالية جدا ومعركة ليبيا قد تكون أم المعارك.
تجدر الإشارة إلى أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية أعلنت، الجمعة، إنشاء مركز قيادة وطنية جديدة للإشراف على العمليات العسكرية المتكونة من مختلف الفصائل الليبية والتي بدأت بدورها تطويق سرت من مسافة بعيدة.
ويعتقد أن سرت تضم قرابة 6 ألاف "داعش"، مدعومين بكبار القادة من العراق وسوريا، الذين يخططون إلى معركة دامية.
تجدر الإشارة إلى أن مسلحي "داعش" شنوا الخميس الماضي هجوما مسلحا بالأسلحة الرشاشة إضافة إلى تنفيذهم هجوما انتحاريا مزدوجا على نقطة تفتيش في أبوقرين، مما أسفر عن مقتل اثنين من رجال الشرطة وأجبر قادة مصراتة إغراق المنطقة بقوات احتياطية.
جدير بالذكر أن الطرق المؤدية إلى سرت قد زرعت بالألغام والعبوات الناسفة، كما تم بناء حواجز رملية عملاقة على مشارف المدينة، فضلا عن الانتحاريين، هذا ويخشى أن يخطط التنظيم استخدام السكان المحليين كدروع بشرية.
إلى ذلك برزت خطط لإرسال قرابة 1000 جندي بريطاني إلى طرابلس كجزء من مهمة تدريبية مشتركة بريطانية إيطالية وسط مخاوف من أن ذلك من شأنه أن يجعل الحكومة الجديدة تبدو مثل دمية في يد قوات أجنية.
وللإشارة فإن الوجود الغربي في مجموعات سرية من قوات خاصة، يجرون اتصالات مع الميليشيات المحلية، لبناء صورة عن سرت للمساعدة في الضربات الجوية وتسهيل مهمتها الرئيسية.
لكن ورغم التحالف الظاهر بين الجماعات المسلحة إلا أن هناك مخاوف كبيرة من أن الفصائل المختلفة قد تتنافس بدلا من التنسيق مع بعضها البعض الدافع الذي جعل الحكومة الجديدة تحذر من أن "غياب قيادة موحدة" يمكن أن يؤدي إلى "مواجهة بين تلك القوات المسلحة".
أرسل تعليقك