"واشنطن بوست" تنتقد ردود فعل الولايات المتحدة حيال سياسة روسيا في أوكرانيا وسوريا

انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ردود فعل واشنطن حيال استمرار روسيا في التدخل في شئون جارتها الصغيرة أوكرانيا بل وإصرار البيت الأبيض على التعاون مع روسيا في القضايا الدولية كالأزمات في أوكرانيا وسوريا.

وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها المنشورة على موقعها الإلكتروني اليوم /الأحد/ - إن رد فعل إدارة الرئيس باراك أوباما حيال سياسة روسيا في أوكرانيا أصبحت مألوفة بشكل مؤلم، حيث يأتي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليفعل خطط وقف إطلاق النار وعندما يتم اختراقها من جانب روسيا يظهر كيري مرة أخرى ويعرب عن استيائه، ثم يعود إلى موسكو ويتفاوض على اتفاق جديد، حتى بدا في الأفق أن الرئيس أوباما يصر على أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات في العالم يتمثل في التعاون مع روسيا، إلا أن احتمالية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يكون غير مهتم بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة فيما يخص أوكرانيا أو سوريا أصبحت فكرة غير مريحة لأوباما.

وأضافت "أن تأكيدات المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب بأن روسيا لن تتوغل مجددا داخل أوكرانيا تذكرنا بالتقارير القليلة للغاية التي نُشرت خلال الأشهر الأخيرة حول حالة الصراع في المقاطعات الشرقية من مدينتي دونيستك ولوهانسك الأوكرانيتين- اللتين توغلت داخلهما روسيا في مطلع عام 2014، ويعد هذا الأمر مؤسفا للغاية، لأنه في حين انشغال الغرب بعدة قضايا مختلفة في هذا الصيف، صعدت روسيا ووكلائها بشكل مطرد من حدة القتال في أوكرانيا".

وأوضحت الصحيفة أن الأمم المتحدة أفادت أن 20 مدنيا قتلوا، بينما أصيب 122 آخرون في شهري يونيو ويوليو – وهي حصيلة تفوق ضعف متوسط الحصيلة الشهرية للقتلى والمصابين في أوكرانيا على مدار التسعة اشهر الماضية،" 

في غضون ذلك، تستمر إمدادات الأسلحة في التدفق على الحدود الشرقية لأوكرانيا- والتي تسيطر روسيا على أجزاء كبيرة منها بشكل حصري - وفقا لبيانات صادرة عن مسئولين أوكرانيين - حيث عبر 19 قطارا على الأقل يحمل معدات عسكرية ثقيلة الحدود الأوكرانية في شهر يوليو وذلك على الرغم من تكرار روسيا التزامها بسحب جميع الأسلحة من الخطوط الأمامية ووضعها تحت المراقبة.

واستطردت الصحيفة الأمريكية تقول إن "التدخل الروسي في أوكرانيا يشبه عملها في سوريا على عدة طرق رئيسية، فقد اعتمد الرئيس بوتين على الحيلة والخداع والأكاذيب من أجل الهاء الرأي العام العالمي عن عمليات روسيا وأهدافها داخل سوريا بجانب أن مساعديه يحرصون خلال المفاوضات والمؤتمرات التي يعقدونها مع الدبلوماسيين الغربيين على إعلان موافقتهم على خطط إنهاء القتال، بينما تعمل القوات الروسية المحاربة في سوريا على ارض الواقع على مواصلة أعمال القصف والقتال".