تعرضت الانتصارات السياسية الأخيرة لـ«حزب البديل من أجل ألمانيا» (AfD) المُعارض لائتلاف المستشارة أنغيلا ميركل لهزة قوية إثر استقالة أكثر من نصف نواب الحزب في ولاية بادن-فورتمبيرغ
الواقعة في جنوب-غرب البلاد، بعد محاولة فاشلة لإطاحة زميلهم عضو الكتلة النائب فولفغانغ غيديون المُتَّهم بـ"معاداة السامية".
وبحسب محطة «دويتشه فيله» الألمانية (DW)، فقد قلَّل غيديون في كتاباته من حجم الجرائم بحق اليهود إبان فترة الحكم النازي، وقال في كتاب إن النصب التذكاري للمحرقة اليهودية (الهولوكوست) المقام في العاصمة الألمانية برلين يستخدم فقط للفت الانتباه إلى "جرائم معينة".
وفي كتابه المؤلف من ثلاثة مجلدات بعنوان "التحديات المفروضة على أوروبا من قبل العلمانية والصهيونية والإسلام"، وصف غيديون المحرقة النازية لليهود بأنها أصبحت "الديانة المدنية للغرب". كما عرَّف اليهودية بأنها "العدو المحلي"، والإسلام بـ"العدو الخارجي" لـ"الغرب المسيحي"، بحسب تعبيره.
كما رأى غيديون أن ما يُعرف بـ"بروتوكولات حكماء صهيون" التي يُنسب إليها بعض النظريات حول مؤامرة يهودية على أوروبا، أنها ليست وهمية.
وعقب هذه الحادثة، انسحب يورغ مويتن زعيم الكتلة البرلمانية للـAfD في برلمان الولاية و12 عضواً آخرين من الكتلة.
وقال مويتن: "نحن نعرب عن أسفنا لأننا اضطررنا إلى الانفصال عن الكتلة"؛ مشيراً إلى أن السبب في ذلك هو التصويت حول طرد غيديون، الذي لم تكتمل له غالبية الثلثين اللازمة لاستبعاده من الكتلة. وأكد مويتن ضرورة عدم جواز السماح بوجود معاداة للسامية داخل الحزب.
يُذكر أن الكتلة تمتلك 23 من أصل 143 مقعداً داخل برلمان الولاية، وأعلن النواب المنسحبون اعتزامهم العمل مبدئيا كنواب مستقلين.
ومن الجدير بالذكر أن حزب الـAfD تأسس فقط في عام 2013، وعزز شعبيته بعد معارضته للسياسة الليبرالية للائتلاف الحاكم في ألمانيا بشأن استقبال اللاجئين والمهاجرين. وفي آخر استطلاعات الرأي، ارتفعت شعبية حزب "البديل" المعارض بشكل ملحوظ؛ حيث حصل على 15.1 في المئة من الأصوات في الانتخابات الإقليمية الأخيرة في ولاية بادن-فورتمبيرغ في آذار/مارس الماضي.
كما قدَّم انسحاب بريطانيا من المنظومة الأوروبية دفعة قوية لحزب الـAfD المتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي، حيث رأى الحزب أن البريطانيين أسدوا "خدمة جليلة لأوروبا" عبر "قرارهم السيادي".
ورحب نائب رئيس حزب "البديل" ألكسندر غاولاند الشعبوي في تغريدة له على موقع "التويتر" بنتائج الاستفتاء؛ مؤكداً أن "البريطانيين صوتوا لمصلحة الديمقراطية المباشرة".
وحمَّل غاولاند المستشارة الألمانية المسؤولية، مؤكداً أنها "دفعت البريطانيين عبر سياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي".
ودعا الحزب المعادي للاتحاد الأوروبي وعملته (اليورو) بالعودة إلى الحدود الوطنية للدول الأوروبية وضبط الحدود أمام تدفق اللاجئين.
وفي سياق متصل بموضوع الهولوكوست، حصل «مؤتمر المطالبات» الذي يتولى إدارة المساعدات للناجين من المحرقة اليهودية، على زيادة كبيرة في الميزانية خلال عام 2018، تشمل أكبر زيادة في تمويل الرعاية المنزلية للمنظمة منذ بدء سياسة التعويضات.
وبعد مباحثات مع الحكومة الألمانية، أمَّن مؤتمر المطالبات ما يقرب من 312 مليون دولار لتمويل الرعاية المنزلية للناجين في عام 2016، وما يقرب من 350 مليون دولار لعام 2017، وأكثر من 380 مليون دولار لعام 2018.
ووفقاً لنائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر المطالبات غريغ شنايدر، فإن أهم جزء من هذا الاتفاق هو أنه يزيل الغطاء عن عدد ساعات الرعاية المنزلية للناجين من المحرقة. ففي السابق، كان يحق للناجين الحصول على رعاية منزلية لمدة أقصاها 25 ساعة في الأسبوع. لكن هذه الاتفاقية ستعطي للناجين من "الغيتو" ومعسكرات الاعتقال رعاية منزلية غير محدودة.
أرسل تعليقك