تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان
آخر تحديث GMT 16:30:17
 فلسطين اليوم -

تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان

تصفية ناشط سياسي
إسلام آباد ـ فلسطين اليوم

تعرض ناشط سياسي للتصفية بالرصاص بعد مضي نحو سبع سنوات من واقعة كشفه عن إحدى أشهر جرائم الشرف في باكستان والتي هزت الرأي العام في البلاد. وأظهر مقطع فيديو التقط عام 2011 في ريف باكستان، رجلين يرقصان وأربع نسوة يغنين أغنية زفاف على وقع تصفيق، قاد إلى تبعات دامية.

ولقي أفضل كوهيستاني، وهو شقيق الرجلين اللذين ظهرا في الفيديو، مصرعه مؤخرا؛ إذ يُعتقد أن النسوة اللائي ظهرن في مقطع الفيديو بالإضافة إلى فتاة تنتمي للعائلة كانت في المشهد أيضًا، قد لقين مصرعهن على أيدي بعض أقاربهن من الرجال بدعوى أنهن "لطّخن شرفهم".

وأتى مقتله في خضم خصومة ثأرية دامية سقط فيها ثلاثة من إخوته قتلى. وأُردي كوهيستاني قتيلا بالرصاص في منطقة تجارية مزدحمة شمال غربي مدينة أبوت آباد مساء يوم الأربعاء، بحسب الشرطة نقلا عن شهود عيان.

وجذب كوهيستاني اهتمام الرأي العام في 2012 كأحد أوائل الباكستانيين الذين رفضوا الأعراف السائدة في منطقة نائية شمالي باكستان حيث تُسوّى الأمور المتعلقة بالشرف في العائلات بالدم. ويكون القتل عن رضا من العائلتين المعنيتين بجريمة الشرف هو جزاء مَن يُعتقد أنهم انتهكوا أعراف المجتمع.

وبحسب نشطاء وحقوقيين، تُسجَل في باكستان سنويا نحو 1000 "جريمة شرف" تقتل فيها نسوة على أيدي أقاربهن. ويُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير. بينما يقل عدد الذكور الذين يقتلون بسبب جرائم الشرف مقارنة بالنساء.

وطبقا للعُرف المتبع، فإنه ينبغي على الذكور من أعضاء العائلة التي يُشتبه بأن إحدى إناثها أقامت علاقة خارج نطاق الزواج أن يقتلوها قبل أن يتعقبوا الرجل الذي أقامت معه العلاقة، والذي لا تُعارض عائلته أن يُقتل جراء ذلك أيضا.

أقرأ أيضا غزة والقدس المحتلة تحتفيان باليوم العالمي للمرأة وسط الانتهاكات

ولم يراعِ كوهيستاني هذا العُرف السائد، وعرض قضية فيديو الزفاف الشهير للرأي العام في البلاد في يونيو/حزيران 2012، عندما زعم أن النسوة في الفيديو قُتلن على أيدي عوائلهن قبل شهر من نشره مقطع الفيديو، وأن حياة إخوته الصغار من الذكور، الذين شوهد اثنان منهم يرقصان في الفيديو، كانت في خطر.

واختفى الأخوان الراقصان بعد ذلك، وعندها اهتمت جماعات حقوقية بالقضية وبدأت في الدفع بها إلى ساحات المحاكم، مما دفع المحكمة العليا بالبلاد إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق.

لكن المحققين لم يجدوا دليلا قاطعا على أن النسوة قُتلن في جرائم شرف، وهي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الباكستاني. ويقول حقوقيون إن ثلاث نسوة آخريات انتحلن شخصيات المجني عليهن أمام المحكمة بدافع خداع القضاة وإنقاذ الجناة من العقوبة. وهو ما استند عليه أعضاء في العائلة للبرهنة على أن هؤلاء النسوة لا يزلن على قيد الحياة.

وقالت فارزانا باري، وهي ناشطة حقوقية وأكاديمية شاركت في التحقيق، إن لديها شكوكا قوية في أن اثنتين على الأقل من النسوة كانتا "محتالتين"، لكن المحكمة العليا أغلقت القضية. ونجم عن قرار أفضل كوهيستاني كَسْر هذا العُرف أن اشتعلت خصومة ثأرية بين عائلته وعائلة النسوة اللائي ظهرن في مقطع الفيديو.

وتعتبر منطقة كوهيستان إحدى أكثر المناطق المحافِظة في باكستان. وقُتل ثلاثة من إخوة أفضل كوهيستاني الكبار عام 2013، واتهم ستة رجال من عائلة النسوة بتورطهم في عمليات القتل تلك، وهو الأمر الذي برز كقضية شهيرة في المنطقة. ومع ذلك برأت المحكمة العليا ساحة هؤلاء الرجال عام 2017.

وفي خضم الخصومة الثأرية، تعرض منزل كوهيستاني للقصف والتدمير، إلا إنه لم يستسلم، وإنما انتقل إلى مسكن جديد واستمر في رواية ما تعرضت له النسوة، وجذب بذلك اهتمام وسائل الإعلام.

وقالت باري: "كان صوتا جريئا في باكستان. هذا رجل ظل يناضل على مدى سنواته السبع الأخيرة لتحقيق العدالة، ليس فقط لنفسه ولعائلته، وإنما أراد العدالة للنسوة في كوهيستان وباقي أنحاء باكستان".

وفي يوليو/تموز 2018، أمرت المحكمة بأن تجري الشرطة تحقيقات جديدة، والتي تمخضت عن اعتقال خمسة رجال آخرين من عائلة نسوة الفيديو. وبحسب الشرطة، فإن الرجال اعترفوا أثناء استجوابهم بأن ثلاثة من النسوة الأربع اللائي شوهِدن في الفيديو تعرضن للقتل، لكنهم تراجعوا عن اعترافهم ذلك عندما مثلوا أمام القاضي.

ولا تزال القضية مفتوحة، لكن مقتل أفضل كوهيستاني عمّق المأساة التي بدأت فصولها بمشهد غنائي راقص سرعان ما انقلب إلى أحداث دامية، على غرار بعض مسرحيات شيكسبير، بعد أن قتل فيها ما لا يقل عن تسعة أشخاص.

ولطالما حذر أفضل كوهيستاني على مدى سنوات أن حياته كانت في خطر، وقد صرح لخدمة بي بي سي باللغة الأوردية في حوار حديث أن عائلته كانت تعيش تحت تهديد دائم، قائلا: "لن يتحقق العدل إلا بمحاكمة قتلة النسوة وإخوتي، عندئذ فقط يمكننا أن نتطلع إلى يوم يُسدل فيه الستار على جرائم الشرف والثأر في كوهيستان".

وقبل مقتله بساعات، أخبر أفضل كوهيستاني صحفيين محليين في أبوت آباد أن يد العدالة باتت على مقربة من القتلة، كما أخبرهم بأنه تلقى تهديدات بالقتل على نحو باتت معه حياته في خطر وشيك.

قد يهمك أيضا

"الوزراء الفلسطيني" يشيد بتقرير "حقوق الإنسان" بشأن الجرائم الإسرائيلية

لجنة تحقيق أمميه تتّهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد مُتظاهري قطاع غزة

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان



GMT 22:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الفلسطينيون ينتظرون من هاريس وترامب خطوة واحدة "وقف الحرب"

GMT 11:08 2020 السبت ,15 شباط / فبراير

مقتل 8 جنود ماليين في هجوم وسط البلاد

GMT 07:45 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 09:17 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

روحاني يتعهّد بقطع "أرجل أميركا" في المنطقة بعد مقتل سليماني

GMT 10:03 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

تركيا تعتقل طيارين على خلفية هروب غصن
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:02 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 13:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 19:16 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 14:22 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 07:37 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 07:39 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء مهمة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 22:52 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

هيفاء وهبي تتألّق بفستان مرصع بالكريستال

GMT 01:41 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 05:58 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

أميركا توسع قائمة العقوبات ضد إيران
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday