التقى مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر الاربعاء في محافظة صعدة بشمال البلاد زعيم التمرد الزيدي الشيعي عبد الملك الحوثي فيما تواصلت المواجهات الدامية قرب العاصمة صنعاء وفق مراسل وكالة فرانس برس.
وقتل 32 شخصا على الاقل الاربعاء في مواجهات بين المتمردين الحوثيين وانصار التجمع اليمني للاصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين في الضاحية الشمالية لصنعاء ما يرفع الى 43 حصيلة القتلى في يومين وفق مصادر عسكرية وطبية وقبلية.
ووقعت حوادث اخرى دامية في المنطقة نفسها ولكن تعذر الحصول على حصيلة من مصدر مستقل.
وكان مبعوث الامم المتحدة وصل على متن طائرة الى صعدة سعيا "الى احياء المفاوضات المتعثرة" بين المتمردين الحوثيين وحكومة صنعاء.
وقال مسؤول في حركة التمرد لفرانس برس ان ممثلا لرئاسة الجمهورية ورئيس الاستخبارات اليمنية يشاركان في الاجتماع بين بن عمر والحوثي الذي كان مستمرا حتى المساء.
وينشر الحوثيون الالاف من انصارهم، بينهم مسلحون، في صنعاء ومحيطها منذ ان اطلق عبدالملك الحوثي تحركا احتجاجيا تصاعديا في 18 اب/اغسطس للمطالبة باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود.
وفشلت المساعي حتى الآن في ابرام اتفاق تسوية بدا في الايام الاخيرة وشيكا مع موافقة الرئيس عبدربه منصور هادي على تشكيل حكومة جديدة وخفض اسعار الوقود بما يؤدي الى حسم اكثر من نصف الزيادة السعرية التي اعتمدت في نهاية تموز/يوليو.
وساد التوتر الاربعاء الضواحي الشمالية والشمالية الغربية لصنعاء بشكل خاص.
وفجر الحوثيون مباني في ضاحية شملان تابعة لاطراف محسوبة على التجمع اليمني للاصلاح، وهو الحزب الاسلامي الاساسي والمعادي للحوثيين وللواء علي محسن الاحمر، وهو ايضا من ابرز اعداء المتمردين الشيعة.
وتحدث مصدر امني عن 32 قتيلا الاربعاء في شملان، وقال لفرانس برس ان "الصليب الاحمر اليمني سحب عشرين جثة من تحت انقاض مبنى و12 اخرى من الشوارع".
وهذه الحصيلة التي اكدتها مصادر عسكرية وقبلية ترفع الى 43 عدد القتلى في يومين.
وفي ضاحية جنوب صنعاء، قتل جنديان واصيب ستة اخرون في هجوم شنه الحوثيون على نقطة تفتيش للجيش، وفق مصدر امني.
وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن مؤخرا بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل الى الطائفة السنية، وهم بشكل اساسي التجمع اليمني للاصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة.
ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، الا ان الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في اقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.
ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.
أرسل تعليقك