غزة – حنان شبات
حذر الخبير الاقتصادي والمحاضر في جامعة الأزهر في غزة معين رجب، من تداعيات النتائج الخطيرة التي توصلت إليها المؤسسات الدولية والحقوقية، حول المأساة الاقتصادية الموجودة في قطاع غزة، والتي كان آخرها تقرير المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي ونتائج تقرير البنك الدولي السبت.
وأكد رجب في حديث مع "فلسطين اليوم" أنَّه "بالرغم من انقضاء ما يقرب من 10 أشهر منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، إلا أنها لا زالت تترك بصماتها القاتمة على حياة المواطنين"، مضيفا أن "الأوضاع ازدادت سوءا من نواحي كثيرة، كما أن الحصار الذي سيدخل عامه التاسع لا يزال قائمًا، ويمتد ليشمل كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمالية".
وأوضح أنَّ "الحصار لم يقتصر على البضائع والسلع وتداولها؛ ولكنه امتد ليشمل حركة تنقل الأفراد المسافرين، المغادرين والقادمين، الطلاب والمشتغلين، ورجال الأعمال، حتى العمرة التي ينشدها كل مسلم لم تسلم من هذا الحصار، فحتى الآن لم يتم فتح معبر رفح الذي ينتقل منه الفلسطينيون إلى جمهورية مصر العربية ومن ثم إلى العالم الخارجي".
وشدَّد رجب على أنَّ "نتائج التقارير الدولية والمحلية خطيرة، وتنذر بمستقبل قاتم، حيث إنَّ معظم سكان القطاع أصبحوا يعتمدون بشكل أساسي على مساعدات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والمؤسسات الداعمة"، مضيفا أن فرص العمل أصبحت نادرة جدًا وأن وحش البطالة أصبح يرعب الشباب والخريجين بشكل كبير.
وأشار إلى أنَّ أكثر من 80,000 شخص في القطاع يعيلون حوالي نصف مليون فرد فقدوا أعمالهم منذ عام 2007. لافتًا إلى أن ارتفاع معدل الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في قطاع غزة أكثر بمرتين منه في الضفة الغربية، وهي النسبة التي لم تمر على القطاع حتى عندما كان الاحتلال موجودا.
وبيَّن أنَّ معدل البطالة وصل إلى حوالي 42.8% في الربع الأخير من عام 2014، كنتيجة طبيعية للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وتسببت القيود الإسرائيلية بتوقف حوالي 90% من المشاريع في القطاع، منوهًا لتأكيد تقرير البنك الدولي بأن نسبة البطالة في القطاع هي الأعلى في العالم.
وأبرز رجب أن إغلاق الأنفاق أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع، والتي كانت تعتبر شريان الحياة الرئيسي لسكانه، مشيرًا إلى أن إغلاق الأنفاق أخر العجلة الاقتصادية بنسبة 90% ، حيث أن كثيرًا من مواد البناء والمواد الخام الأساسية للصناعات المختلفة، بالإضافة إلى السلع والمواد الغذائية كان يتم إدخالها عن طريق الأنفاق .
وذكر أنَّ كل هذه المؤشرات تنذر بقيام ما أسماها انتفاضة الجياع في قطاع غزة، مشددًا على أنَّ الاستقرار الاقتصادي هو المدخل الرئيسي للاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي في القطاع .
وطالب رجب جميع المؤسسات الدولية والحقوقية العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة أولًا، ودفع العجلة الاقتصادية من خلال فتح المعابر وتشغيل الأيدي العاملة، من خلال إنشاء المشاريع الاقتصادية، فضلًا عن ضرورة دعم الفئات العاملة مثل العمال والمزارعين والصيادين، لضمان أدنى مستوى اقتصادي لهم يساعدهم على إعالة أسرهم وعائلاتهم .
أرسل تعليقك