الدار البيضاء ـ الزهرة غانم
يُعاني الكثير من الناس رجالاً ونساءً من قشرة الرأس، وقد يبدو الأمر بسيطًا بالنسبة لمن لم يتعرضوا لتلك المشكلة، ولكن ظهور ذلك المسحوق الأبيض على الشعر وتناثره على الكتفين يسبب الكثير من الحَرج، الذي يتحوّل إلى انزعاج.
وعندما تعجزين قارئتنا العزيزة من معالجتها وتستنفذين الكثير من الجهد والمال والنصائح لاستعادة شعر صحي، فإليك هذا الحوار الذي أجريناه مع خبير الجمال عضو الجمعية الفرنسية للحلاقة، والحائز على عدّة جوائز في الحلاقة والتجميل في منتديات دولية، ومدير مدرسة لتعليم الحلاقة والتجميل في الدار البيضاء مع خبرة 35 سنة في عالم الجمال، مع الخبير عبدالصادق حسني.
وبداية، أكد حسني أن أسباب الإصابة بقشرة الشعر تكون في معظم الحالات ناتجة عن نوع من الطفيليات التي تصيب فروة الرأس، كما يُمكن أنَّ تنتج عن بعض الأمراض مثل التهاب موضعي في فروة الرأس ناتجًا عن تمشيط الشعر بعنف أو استعمال مواد مُهيّجة لجلد الرأس، وقد يكون الإصابة بمرض الصدفية (PSORIASIS)، ويتميز هذا المرض بكونه غير مُعدٍ، ولكنه ينتشر بشكل خاص على مستوى أعلى الجبين وخلف الأذنين، ويتمّ تخفيف آثاره المشوِّهة للجمال بتناول علاجات من الكورتيكويد ذات المُضاعفات الجانبية السيّئة.
وأضاف الخبير عبدالصادق حسني، في حديث خاص لـ"فلسطين اليوم": "كما يمكن أنَّ تؤثر العوامل المناخية على الإصابة بالقشرة، حيث يشكو العديد من الأشخاص من ارتفاع حِدّتها في فصل الشتاء، ويرجع ذلك إلى انخفاض عدد مرات تنظيف الشعر أسبوعيًا، مما يساعد على نمو وتكاثر الطفيليات والفطريات بفروة الرأس، فتتكون طبقة من الدهون والقشور، إضافة إلى أنَّ نشاط مُعدل انقسام الخلايا يرتفع نسبيا خلال الشتاء.
وعن إذا كان انخفاض نسبة الفيتامين"أ" في الجسم له دور في الإصابة بقشرة الرأس، أوضح أنه قد يؤثر بالفعل؛ فانخفاض كمية الفيتامين "أ" في الجسم هو من أسباب ظهور القشرة، وكذلك الرضاعة والحمل المتكرر، وهناك أسباب مرتبطة بسوء التعامل الجمالي مع الشعر كاستعمال صباغات من النوع الرديء، أو استخدام مُجفف الشعر الكهربائي بطريقة غير صحيحة ولمرات كثيرة جدًا في الأسبوع، ويمكن أنَّ يكون السبب هو تناول حبوب منع الحمل، وزيادة إفراز العرق الناتج عن ارتداء القبعات الضيقة، وأغطية الرأس المصنوعة من مواد غير قطنية يزيد من احتمالات ظهور قشرة الشعر.
وأضاف: "يؤدي نشاط الغدد الذهنية إلى ظهور قشرة الشعر خاصة في سن البلوغ، وتزداد الإصابة بقشرة الرأس لدى الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عامًا، فخلال هذه الفترة تكون الغدد الذهنية في أعلى معدلات نشاطها. لذلك فنادرًا ما نلاحظ ظهور القشرة عند الأطفال بسبب قلة إفرازهم لهذه الدهون، وبالمناسبة فالحجاب بريء من قشرة الرأس عكس ما هو مُنتشر، وسبب الإصابة بالقشرة هو، كما قلت، مرتبط بنوعية نسيج الرداء".
وعن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بقشرة الرأس، أوضح حسني: "أصحاب البشرة الذهنية هم الأكثر عرضة لتلك المشكلة، ويرجع ذلك إلى كثرة إفرازهم للدهون التي تحفّز تكوين طبقات من القشور بفروة الرأس، فجلد الرأس يتكون من طبقتين تُجدد الطبقة الأعلى نفسها بنفسها وتتجدد معها بالضرورة الخلايا فتموت القديمة لتصبح عبارة عن قشورٍ، وفروة رأس الإنسان تغطيها طبقة معينة من الخلايا الكيراتينية، وهذه الطبقة تتجدد بصفة مستمرة، ويعنى ذلك أنَّ هناك خلايا جلدية تشيخ فتموت، وتسقط لتحلّ محلها خلايا أخرى شابة سليمة وقوية، ولا يمكن ملاحظة ذلك في الحالات الطبيعية، لكن في حالة إصابة الرأس بالطفيليات تتكون طبقة من الدهون والقشور التي نتحدث".
وإذا ما كان الشعر الطويل يمكن أنَّ يُزيد من قشرة الشعر، شدد حسني أنه بالفعل أصحاب الشعر الطويل أكثر عرضة للإصابة بقشرة الرأس؛ ففي بعض الحالات نلاحظ بأن الشعر إذا كان طويلاً يُعيق سقوط هذه الخلايا الميتة، مما يؤدى إلى تراكمها وتجمّعها على شكل صفائح دقيقة وصغيرة الحجم تلتصق بعضها ببعض، وذلك بسبب وجود عملية إفراز الغدد الذهنية بفروة الرأس، ولكن هناك اليوم عدد هام ومتزايد من العلاجات التي تبتكرها مختبرات الجمال العالمية مثل لوريال "فيشي، كيراستاس"، نيفيا، جونسون إند جونسون، إيف روشي، أوريفلام، وكل تلك الابتكارات الجمالية تعطي نتائج باهرة.
وصرّح بأنه هناك بعض العلاجات الطبيعية المُضادة لقشرة الشعر، ويمكن للسيدات إعداد خليط من زيت الزيتون وزيت الصبار وزيت الخروع، ودهن الشعر بهذا المزيج مرة في اليوم لمدة أسبوع كامل، كما يمكنهنّ استعمال خلّ التفاح كمٌنظف للشعر مرة كل أسبوع، لكن عندما تكون فروة الرأس حمراء وملتهبة، أو تنزف من وقت لآخر، فلابد من زيارة طبيب اختصاصي في الأمراض الجلدية.
وأضاف حسني: "أنه يمكِن تجنب قشرة الشعر أو التقليل من حدّة ظهورها بالاهتمام بتنظيف الشعر باستمرار؛ ففي الصيف يجب ألا يقلّ عدد مرات تنظيفه عن 3 مرات في الأسبوع، وفي الشتاء يتمّ غسل الشعر مرة كل 4 أيام على الأقل، وكذلك استخدام شامبو صحي من نوع ممتاز، والتوتر والقلق يجعلان أيّ علاج مُضاد لقشرة الشعر، ومهما كانت درجة فعّاليته وجودته يفقد دوره العلاجي، لذا فإننا ننصح السيدات بتجنب التوتر والسهر والتدخين، والحرص على تغيير الجو من وقت لآخر، كما ننصحهنّ بتناول تغذية متوازنة بعيدة ومزولة نوع خفيف من الرياضات كرياضة المشي الصباحية مثلاً".
أرسل تعليقك