بيروت ـ غنوة دريان
تزداد نسبة الإصابة بأمراض القلب بشكل خاص في العالم العربي، خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، للتوعية بأبرز هذه الأمراض، وهو ما يوضحه أخصائي أمراض القلب والشرايين، البروفيسور محمد صعب في البداية يؤكّد صعب أن أعراض الإصابة بمرض القلب متنوعة، ومنها الشعور بألم في الصدر بعد عمل جهد بدني كبير، صعوبة التنفس أو الشعور بقصر النفس، الشعور بانتفاخ القدمين والبطن، الشعور بالدوران وأحيانا الإغماء نتيجة القيام بجهد كبير، عدم الانتظام بضربات القلب.
وأضاف أن انسداد الشرايين التاجية هي الأكثر شيوعًا، وتصيب تلك الحالة الأفراد عندما تكن الشرايين المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم ضيقة، وتضّيق الشرايين التي تزود عضلة القلب بالدم نتيجة لزيادة الدهون والكولسترول مما تتزايد بشكل كبير داخل تلك الشرايين مكونة ما يسمي باللويحة، ومع مرور السنوات تزداد تلك اللويحة في التضخم وتكبر ويصبح هناك عدد كبير من اللويحات مما يتسبب في تقليل نسبة الدم المارة من خلال تلك الشرايين، فتُصاب عضلة القلب بالعجز نتيجة لقلة الدم الواصل إليها، وأيضا قلة الأكسجين، وتبدأ هناك بما يسمى بالنوبة القلبية أو الذبحة القلبية .
وتابع أن المريض عليه القيام بمجموعة من الأمور للوقاية من هذا المرض، ومنها متابعة طبيب بصفة دورية وربما يحتاج البعض من المصابين بتلك الانسدادات إلى التدخل الطبي والجراحي، ولذلك فعلى الفرد أن يلجأ إلى الطبيب عند الشعور ببعض الآلام في القلب لمعرفة تلك الأسباب، أما لمريض الانسدادات القلبية ومن يريدون الوقاية من تلك الأمراض فعليهم في البداية من تغير نمط الحياة بالكامل، بداية من تغير نظام الغذاء والمداومة على ممارسة الرياضة المستمرة، محاولة انضباط لضغط الدم الخاص بالفرد، كما يجب تقليل نسبة الكولسترول والبعد عن تناول الدهون بكميات كبيرة، وأيضًا يجب الانتباه إلى أن الأدوية التي يتناولها مريض الانسداد للشرايين التاجية تعمل على البعد عن تشكل الجلطات الدموية التي قد تتسبب في حدوث جلطات.
وتحدث صعب عن صمام القلب، فأوضح أننا "لا نقول صمام القلب إنما صمامات القلب، لان القلب له أربع صمامات، وهي المسؤولة عن سير الدم بشكل صحيح في مجراه، وتحدث مشكلة عندما يتوقف أحد الصمامات عن العمل، فقد يؤدي وقوف أحد الصمامات عن العمل إلى الكثير من الأخطار، أولها ربما يعود الدم مرة أخرى عبر الصمام، وتحدث هذه الحالة عندما يزداد سُمك الصمام فيحدث تضيق له، وتسمي تلك الحالة “بالقلس”، ولكن هناك الكثير ممن يولدون بتلك الحالة، فانسداد الصمامات القلبية لا يعد من الأمور الخطيرة خاصة عند ولادة الأفراد بها، ولكن البعض يصاب بالانسدادات في الصمامات الخاصة بالقلب نتيجة لمروره بنوبة قلبية أثرت عليه مما تسبب في انسدادا الصمامات القلبية، أو مريض القلب ويتطور الأمر وصولًا إلى انسداد الصمامات القلبية".
أما عن علاج أمراض صمامات القلب، أوضح أنه في الكثير من الأحيان لا تحتاج إلى معالجة، فكما سبق ذكره أن الكثير يولدون وهم مصابون بعيب خلقي في هذه الصمامات، ولكن الكثير يلجئون إلى المعالجة عند انسداد الصمامات القلبية فيضطر الطبيب إلى تغيير تلك الصمامات، كما أن مصابي الصمامات القلبية يؤثر على صحته بشكل كبير وربما يتطور الأمر إلى حدوث عدوي لبطانة القلب.
ومع انتشار الإصابة بأمراض عضلة القلب، لفت إلى تعرض عضلة القلب إلى الكثير من الأمراض، وهذه الأمراض قد تتسبب في حدوث تضخم بالعضلة، وهو ما يعني أن يصبح أكثر سمكا وأكثر صلابة، ويؤدي الإصابة باعتلال عضلة القلب بصعوبة القلب لضخ الكمية المناسبة من الدم إلى الجسم، وربما يتسبب في حدوث ما يسمي بالفشل القلبي، مشيرًا إلى أن النوبات القلبية تتسبب في حدوث اعتلال بعضلة القلب وأيضا يتسبب ارتفاع ضغط الدم لحدوث اعتلال بعضلة القلب، كما أن أنواع العدوى المختلفة قد تتسبب في حدوث هذا الاعتلال، بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير ممن يولدون بهذا العيب الخلقي أو يحدث الأمر نتيجة للوراثة بالعائلة .
ونوه إلى أن العلاج يحدث بأن يبدأ المريض بمتابعة نمط حياة مختلفة، كإتباع نظام غذائي صحي وسليم وأيضا ممارسة التمارين الرياضية، وفي بعض الحالات لابد من التدخل الطبي لها، كما أن الأدوية في هذه الحالة تساعد على تنظيم ضربات القلب وتقليل معدلها، كما تعمل على تخفيض ضغط الدم، أما التدخل الجراحي في هذه الحالة فهي تعمل على إزالة كل الأجزاء السميكة المتواجدة بعضلة القلب، كما يتم زرع بعض الأجهزة لتوسيع عمل الشرايين وتمكنها من جريان الدم بشكل سليم .
وأكّد صعب أن هناك مجموعة من الأسباب التي يجب الانتباه إليها وتؤدي إلى الإصابة بمرض القلب، وهي باختصار شديد مرض السكري، فمصابيه أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ويجب الحذر والمتابعة، وأيضًا ارتفاع ضغط الدم من المسببات الرئيسية لحدوث أمراض القلب، فكثيرًا ما يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث جلطات ونوبات قلبية وبدء أمراض القلب، وكذلك التدخين فمن الشائع بين الكثير أن السبب الرئيسي للإصابة بمرض القلب هو التدخين، فكثير من المدخنين يتعرضون للإصابة بأمراض القلب، كما أن التدخين يتسبب في انسداد الشريان التاجي ويتسبب أيضا في الإصابة بالنوبات القلبية، وكذلك السمنة من أخطر المسببات لحدوث أمراض بالقلب وخاصة انسداد الشرايين التاجية، وزيادة الدهون والكولسترول بالجسد تتسبب في انسدادا الشرايين التاجية وحدوث نوبات قلبية .
وللوقاية من أمراض القلب، لفت إلى أنه في البداية لا بد من المحافظة على نظام غذائي سليم وصحي، فهو النافذة للحماية ومن اعتلالات القلب المختلفة، كما أن ممارسة الرياضة ترتبط ارتباط وثيق بتناول الطعام الصحي، وتساعد على الحفاظ على صحة وسلامة الجسم وسلامة وصحة القلب، وأيضًا تناول الأطعمة قليلة الكولسترول لحماية الشرايين التاجية من الانسداد الناتج عن تلك الأطعمة، وتناول اللحوم البيضاء والابتعاد عن الحمراء بقدر الإمكان، وأيضا اللجوء إلى تناول الأسماك التي تساعد على الحفاظ على صحة القلب وسلامة الإنسان من أمراض القلب، وذلك تحت بند الغذاء السليم والصحي ولذلك لا بد من تناول الخضروات والفواكه، بينما يُفضل تقليل نسب الأملاح في الطعام لأنها تتسبب في ارتفاع ضغط الدم وهو أحد المسببات في حدوث أمراض للقلب.
وأشار صعب إلى أن أهمية التمارين الرياضية في المساعدة في سلامة وصحة القلب، فهي أيضا تساعد على نقصان الوزن بشكل كبير، فلا بد من الحرص على وزن طبيعي والابتعاد عن السمنة، مع ملاحظة أن التعب النفسي من أحد مسببات الأساسية بأمراض القلب، فالكثير من الضغط النفسي وضغوط الحياة تتسبب في الإصابة بأمراض القلب، فلا بد من الابتعاد والتقليل من الشعور بالضغط والتعب النفسي المستمر .
أرسل تعليقك