كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، عن محاذير تناول حلاوة المولد التي يتناولها الكثيرون احتفالا بالمولد النبوي الشريف.
وقال الدكتور مجدي بدران، لـ"فلسطين اليوم": "لا مانع من حلاوة المولد بلا تفريط، وحساسية مكونات حلاوة المولد متمثلة في الحمص، الفول السوداني، المكسرات، والسمسم، والسكر، والمواد الحافظة، والإضافات خاصة مكسبات الطعم واللون والرائحة".
وحساسية السمسم نادرة، تصيب 1 لكل ألف من البشر، والسمسم موجود في الأطعمة والمقبلات الصوص، زيت السمسم، الحلوى، الطحينة، الحلاوة الطحينية، والمخبوزات، والأدوية، والماكياج، وحساسية مشتركة مع الفول السوداني.
وأعراض حساسية السمسم ربما تشمل إحمرار الوجه، والطفح الجلدي، وحكة في الجلد، وتورما في العينين، وتورما في الوجه والشفاه والحلق واللسان، وصعوبة التنفس، وصعوبة الحديث، وصعوبة البلع، والقلق والضيق، وإغماء، وشحوبا، وتشنجات، وإسهالا، وقيئا، وانخفاض ضغط الدم، وسرعة ضربات القلب وفقدان الوعي (في الحالات الشديدة).
وحساسية الفول السوداني ازدادت مؤخرا لانتشار مشتقات الفول السوداني في الأغذية الصناعية، وتصيب نحو 1.4% في الولايات المتحدة الأميركية، وتشخص في 4000 مواطن في إنجلترا كل عام، وتم تحديد 8 مسببات لحساسية الفول السوداني، ونصفها يسبب حساسية تهدّد الحياة لذوي الاستعداد الوراثي، و40% حساسية صدرية، و50% حساسية نتيجة لمس الفول السوداني، و90% لديهم أعراض جلدية بعد 30 دقيقة من التناول.
ويتابع: "تتعرض حلاوة المولد في كثير من الأحيان للكثير من الملوثات كالأتربة والميكروبات والحشرات، كما أن التغليف لا يعني غياب التلوث، ويتم ضبط أطنان كل عام حلويات غير صالحة للاستهلاك الآدمي مجهولة المصدر".
وحلاوة المولد تحتوي على 90% من مكوناتها سكر، ويولد كل غرام سكر 4 سعرات حرارية.
ولكن حلاوة المولد بها دهون وسكريات لذا لو تناول الفرد 100 غرام يحصل على 400 إلى 600 سعر حراري.
وبعضها لا تصنع من سكر القصب أو سكر البنجر لارتفاع التكلفة، لكنها تصنع من السكريات الصناعية التي تكسب مذاقا أحلى بكثير من السكر الطبيعي.
ومصانع بير السلم تعتمد على الجلوكوز والفركتوز لرخص سعرهما، والإكثار من السكر، ويخفض المناعة، ويسبب اضطراب العلاقة بين المعادن في الجسم.
واختزان كميات كبيرة من السعرات الحرارية، وارتفاع الدهون، وارتفاع السكر في مرضى السكر يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
وضعف تدفق الدم والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) في القدمين، وزيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى، واعتلال الشبكية السكري، وأضرار الكلى، وقد وصل استهلاك الفرد للسكر في مصر إلى 33 كغم سنويا وهو أعلى من 2.22 غم سنويا المعدل الذي توصي به منظمة الصحة العالمية، و17% من المصريين يعانون من مرض السكر والنسبة العالمية 9%.
وزاد استهلاك السكر بسبب غياب ثقافة التغذية وتغير النمط الغذائي والدعاية المكثفة لمنتجات السكر، وإدمان السكر، والسكر الزائد يعمل كمخدر في المخ والمخ يعتبر السكر مكافأة له.
والكشف عن سر للأغذية والمشروبات الصناعية الذي جعلها أكثر قبولا وبالتالي يتعود عليها ويطلبها المستهلكون باستمرار للوصول إلى الشعور باللذة، والذين يقلعون عن الكحوليات يلجؤون إلى إدمان السكر.
وهناك سر جديد إضافة الدهون مع الملح للسكر تزيد من إدمانه، والسكر مادة تستوفى معايير الإدمان حيث يحفز إطلاق الناقلات العصبية في الدماغ مثل الدوبامين والسيروتونين كيمياء السعادة بطريقة مشابهة للكحول والكوكايين وبعض الأدوية المخدرة.
والسكروز ينشط الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة خاصة في المخ ويترافق إطلاق الدوبامين بالشعور بالتلذذ والسرور والمتعة والسعادة والانتباه.
والبعض يضطر إلى تناوله بصورة قهرية بالرغم من معرفة الأضرار وتوفر النية في عدم تناوله، وبعض المستهلكين للسكر لا يستطيعون العمل دونه.
وغياب السكر أو صعوبة الحصول عليه يسبّب أعراضا انسحابية مثل الصداع، القلق، التعب، ومع تناوله يتعوّد المخ عليه فيقل إنتاج الدوبامين، ويضطر المرء إلى تناول جرعات أعلى من السكر لإنتاج مزيد من الدوبامين والشعور بالسعادة.
أما الممنوعون من تناول حلوى المولد فهم عشر فئات: ذوو الحساسية خاصة ضد مكونات حلوى المولد، وذوو أنيميا الفول يمنعون من الفولية والحمصية، ومرضى النقرس، ومرضى السكر، ومرضى القلب، وذوو النسب العالية من الكوليسترول والدهون، ومرضى الكلى، وذوو السمنة، وذوو زيادة الوزن، ومرضى الكبد.
وسموم الأفلاتوكسين هي سموم الفطريات تنمو على المكسرات خلال التخزين، وأغلب المعروض من المكسرات التي لا تباع، وبعد تعرضها للرطوبة والأتربة والملوثات يعاد استخدامها في صنع حلاوة المولد، وتسبّب خللا في وظائف الكبد وترسب الدهون في الكبد مما يؤدي إلى تشحمه.
ويمكن أن يتعرض البشر للأفلاتوكسين من خلال تناول المنتجات النباتية الملوثة مثل الفول السوداني أو المكسرات أو من خلال تناول اللحوم أو منتجات الألبان لحيوانات أكلت أعلافا ملوثة بسموم الأفلاتوكسين.
وربما يتعرض المزارعون لسموم الأفلاتوكسين خلال استنشاق غبار المحاصيل الزراعية أثناء التعبئة والتجهيز.
وللوقاية من سموم الأفلاتوكسين اشترِ كميات قليلة من الأغذية القابلة للفساد ذات جودة عالية، ويجب شراء حلوى المولد من المتاجر التي تخزن هذه المواد في أماكن جافة وباردة بعيدة عن الرطوبة والأتربة، وتجنب شم الحلوى عند الشراء لأنها ربما تهيّج الجهاز التنفسي خاصة مع مرضى الحساسية، وتجنب إزالة الفطريات أو التخلص من بعض أجزاء الحلوى، بل يتم التخلص من كامل القطعة الملوثة، والاعتدال في التناول قطعة واحدة من 25 غراما إلى 50 غراما.
هناك نصائح بعد تناول تلك الحلوى وهي ممارسة الرياضة خاصة المشي لحرق السعرات الحرارية الزائدة، وتناول كميات كبيرة من الماء والمشروبات الدافئة بعد تناول حلوى المولد، مثل البردقوش أو الشاي الأخضر أو الزنجبيل بالقرفة لتقليل السكر في الدم، وغسل الأسنان جيدا، والإكثار من الألياف الغذائية مثل السلطة الطازجة والفواكه الطازجة.
أرسل تعليقك