كشفت أخصائي علم النفس والكلام وتعديل السلوك وأخصائي الاضطرابات الدكتوره سهام حسن أن السبب الأساسي لمشكلة قرض الأظافر عند الأطفال هو القلق، والقلق عند الأطفال ربما يبدو بسيطًا، لكن ينبغي مراعاة أن الطفل مخلوق ضعيف وحساس، بالتالي من غير الحكمة أن نخضعه لمقاييس البالغين.
وأوضحت أن أسباب القلق متعدده لدى الأطفال فقد تكون توتر في العلاقة بين الطفل وبين والديه أو بين الطفل وأقرانه، أو نتيجه لانتقال الطفل من مرحلة الرضاعة والتي يكون فيها مرتبطًا بأمه بدرجة كبيرة إلى الاختلاط بالمجتمع الخارجي في محيط الأسرة.
وأشارت إلى أسباب أخرى للقلق لدى الأطفال، الذي قد ينجم عن حدوث تغييرات كثيرة في حياة الطفل في وقت واحد كالذهاب إلى الحضانة أو إصابته بمرض جسمانى طويل المدى، أو وصول مولود جديد للأسرة، الذي قد يعتبر صدمة شديدة للطفل.
ولفتت حسن إلى أنه أثناء المرحلة الفمية المتأخرة عند الطفل أي بداية العام الثانية عندما تظهر أسنان الطفل فيعض الأم أثناء الرضاعة، فإنها ربما تمنعه من الرضاعة أو تفطمه إذا تكرر العض وسبّب لها ألمًا شديدًا وصل إلى إيذائها صحيًا، ونتيجة لهذا ربما يتسرب إلى الطفل شعور أنه اعتدى على أمه وأنها في المقابل تعاقبه بالحرمان من اللبن، بالتالي يتكون لديه في اللاشعور رغبة مضادة بأن يعتدي على نفسه بالعض عقابًا لنفسه.
وأكدت أن الأم تحتاج إلى مساعدة متخصص إذا كان يقوم الطفل بقضم أظافره بشدة بحيث يجرح نفسه، أو إذا كان قضم الأظافر مصحوبًا بسلوكيات أخرى مقلقة مثل قرص نفسه أو شد رموشه أو شعره، أو إذا تغير نمطه في النوم بشكل ملحوظ، كذلك في حالة إذا كان هناك تاريخ شخصى لديكِ أو لدى زوجك لذلك السلوك، أو إذا كان أحد أفراد أسرتيكما مصابًا بالوسواس القهري.
وأضافت أن التوقيت المناسب لعلاج مشكلة قضم الأظافر عندما يصبح طفلك مستعدًا تمامًا للتخلص من هذه العادة، وتدركين منه رغبته في ذلك، إما بطلب مساعدتك بشكل مباشر أو بإظهار رغبته في أن يتخلص منها بعبارات مثل "أصدقائي يسخرون من شكل أظافري" أو "المدرسة قالت لي أن هذا الفعل سيء"، فإذا لم يكن مستعدًا الآن، فلا بأس من الانتظار ولو حتى لشهور.
تابعت: "ما هي النصائح والأساليب التي يمكن أن تتبعها الأم لحث طفلها للتخلص من هذه العادة السيئة؟، لابد من البحث عن سبب قلقه والتعامل معه فمن المهم أن تنتقلي من موقف الصراع مع طفلك حول هذه العادة إلى موقف الراغبة في الفهم أولاً ثم الحل، وضرورة تقليم أظافره بانتظام حتى لا يكون هناك ما يقضمه".
وشددت على ضرورة ملاحظة متى وأين يقوم بالسلوك، وحاولي تشتيت انتباهه بمشاركته لعبة ما أو التحاور معه لينشغل عن الأمر الذى يقلقه، ولا تلفتي انتباهه للمشكلة فقد يكون مجرد الكف عن محاولات أثناء الطفل عن سلوك ما دافعًا له لإيقافه، بينما تمثل محاولات منعه بأي شكل، إضافة إلى توتره ودافعًا للاستمرار في السلوك المرفوض، وضرورة مساعدته على تعديل مشاعره تجاه نفسه، واغمريه بالحب والحنان، واحذري استخدام الحب كأداة في العقاب والثواب، فالحب ثابت لا يتغير وما نرفضه أو نكرهه هو السلوك وليس الطفل.
وبينت أنه يجب تشجعيه على التعبير عن مشاعره وأفكاره دون قلق، من خلال الرحلات والألعاب، الرسم الذى يعد وسيلة رائعة يعبر بها الطفل عما بداخله، أو أي هواية يحبها لتمتص توتره بدلاً من لجوئه إلى تفريغه عن طريق قضم أظافره، التحدث معه وليس إليه، مشاركته فى أنشطته وإشراكه فى أنشطة الأسرة، فضلاً عن ضرورة تخصيص وقتًا للعب معه لأن الطفل يحب اللعب مع أمه، حيث يشعره ذلك باهتمامها، إلى جانب أن العلاج باللعب ركن أساسي في العلاج النفسي للأطفال، لأن اللعب هو الحاجة الغريزية الأولى للطفل بعد تناول الطعام والشراب، حيث يحقق له المتعة ويكون له أبلغ الأثر في علاج القلق والخوف الموجود داخله، وأفهميه سوء هذه العادة وأثرها على صحته وتشويه شكل يديه، ووجهيه إلى قبحها بكلمات مشجعة تبث الثقة في نفسه، وممنوع معاقبة الطفل فهو سلوك لا واعٍ، أي تدخل مباشر منكِ كدهان الأصابع بدواء مر، أو ذي رائحة كريهة سيكون بمثابة عقاب، حتى إن لم يكن هذا قصدك، الأدوية المرة يمكن استخدامها في مرحلة متقدمة من عمر الطفل عندما يكون فى المرحلة الابتدائية مثلاً، وعندما يريد هو أن يتوقف.
وشرحت أنها إذا وجدتِ لديه استعدادًا أو رغبة فى التخلص من هذا السلوك فيمكنك تتفقي معه على علامة سرية لتنبيهه عندما يقوم بقضم أظافره ككلمة سر أو لمسة خفيفة على الذراع، كذلك يمكنك أن تلبسيه قفازات أو تضعى له لواصق طبية على أطراف أصابعه، ويمكنك أن تفعلى ذلك بأظافرك أو بأحدها أيضًا.
وفضلاً عن الاتفاق معه على أسلوب للتحفيز وإذا أحرز تقدماً، انتقلي إلى الاتفاق التالي وهو أنه إذا طالت أظافره بحيث كان هناك احتياج إلى قصها فستكون هناك جائزة كبرى.
أرسل تعليقك