غزة ـ حنان شبات
أكد محاضر علم الاجتماع في جامعة الأقصى الدكتور سعدي أبو طه، أنَّ عملية التواصل والتفاهم بين الحماة والكنة لا تعتبر من عمليات التواصل السهلة، إذ تعتبر كل واحدة من جيل مختلف له أطباعه وصفاته الخاصة، فضلًا عن أنهما مطالبتان في الوقت نفسه بالتواصل بحكم أنهما أسرة واحدة.
وأوضح أبو طه في مقابلة مع "فلسطين اليوم"، أنَّ بعض الأمهات يلجأن إلى تزويج أبنائهن من بنات العائلة تخوفًا من وقوع المشاكل، لاسيما أنَّ الضيفة الجديدة تكون على علم ودراية بعادات وتقاليد أفراد العائلة وطرق معيشتهم، مشيرًا إلى أنه سرعان ما يكتشفن أنهن أخطأن الاختيار، إذ أنَّ المشاكل آتية سواء كانت زوجة الإبن قريبة أو بعيدة.
وأبرز أنَّ بعض الأسر أصبحت تٌفضل زواج أبنائها خارج بيت العائلة في منزل مستقل، تجنبًا للمشاكل والعوامل التي تثير الأزمات يوميًا، وحتى تحافظ هذه الأسر على العلاقة الحسنة بينها وبين زوجات الأبناء.
وبيَّن أبو طه، أنَّ الأسر الممتدة التي تتكون من الأب والأم والأبناء وزوجاتهم، تزيد فيها المشاكل، إذ أثبتت آخر دراسات القضاء الشرعي، أنَّ 65% من حالات الطلاق تحدث داخل هذا النوع من الأسر, نتيجة عدم استقلالية الأبناء مع زوجاتهم بعيدًا عن أهلهم وذويهم.
وأشار إلى أنَّ أهم الأسباب التي تجعل زوجة الإبن تثير المشاكل, هي عدم تأقلمها مع عائلة زوجها وفق المعايير الاجتماعية والقيم والعادات التي تستند عليها هذه الأسرة, كالنوم مبكرًا, وإنجاز الأعمال المنزلية منذ الصباح الباكر، مشيرًا إلى أنَّ ذلك قد لا يتلاءم مع زوجه الإبن فتطلب السكن بعيدًا عن عائلة زوجها لتكون ذات استقلالية.
وشدَّد على أنَّ تزويج الشاب من فتاة من عائلته كي يتم تجنب المشاكل ليست حلًا صحيحًا؛ لأنَّ المشاكل موجودة بالفطرة بين الحماة والكَنَّة بغض النظر عن درجة القرابة بينهما، وذلك يرجع لطبيعة الشخصية وأسلوب التربية والتفاهم بين الطرفين.
وأضاف أبو طه، "حتى لو الكنة سكنت في بيت مستقل، ستوجد المشاكل، لأنَّ الحماة ممكن أن تجدها تقول زوجة إبني لم نرها منذ أسيومين، "شكلها متكبرة علينا"، أو إننا لسنا على قدر المقام، فضلًا عن أنَّ الحماة لن يعجبها أن تكون زوجة الإبن مثل الضيفة أن تأتي ساعة وتذهب إلى بيتها وغيرها من المشاكل التي تحدث في مجتمعنا الفلسطيني وهو ما يؤكد حديثي في السابق أنَّ مشاكل الحماة والكنة موجودة بالفطرة".
ونصح محاضر علم الاجتماع في نهاية حديثه بضرورة التباعد بين زوجة الإبن وعائلة زوجها إذا استحالت العشرة بينهم، ولم تتأقلم الزوجة مع عائلتها الجديدة، للبعد عن المشاكل الاجتماعية، ولخلق حياة هادئة بعيدة عن المناوشات العائلية ومبنية على الحوار الإيجابي والمحبة بين الطرفين.
أرسل تعليقك