كشفت استشاري التغذية الشاملة الدكتورة شريفة أبو الفتوح، عن نظام تغذية مثالي من المهم إتباعه في تغذية الأطفال لاسيما عند ذهابهم إلى المدارس؛ مستعرضة أهم الأسس والقواعد العملية الضرورية لتغذية الطفل حتى مرحلة المراهقة.
وأكدت أبو الفتوح في حوار خاص مع "فلسطين اليوم"، أنَّ تناول الطعام بالنسبة إلى الأطفال خلال فترة الطفولة والمراهقة يجب أن يكون أمرًا ممتعًا ومغذيًا في الوقت نفسه، ويجب أن نكون قدوة مثالية لأطفالنا ونشاركهم في تناول وجبة الطعام التي يتناولونها.
وأوضحت "يجب ألا نشجع أطفالنا على تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية مثل الحلوى الجاهزة والتسالي المملحة ونستبدلها بأطعمة صحية مثل الفواكه والخضروات الطازجة والزبادي".
وأشارت إلى أهمية أن "نترك لأطفالنا حرية تناول الكميات التي يرغبونها من الطعام على حسب شهيتهم وعلينا أن نشجعهم على تناول الطعام الصحي منذ الصغر فدور الأهل كبير في التوجيه السليم والذكي، إذ أن هناك الكثير من الأهالي الذين يعتنقون فكرة الأكل الصحي والسليم ولكن عند تعاملهم مع أطفالهم لا يستطيعون تعويدهم عليه نتيجة لعدم التفاهم ولذلك لا بدّ من الأسلوب الذكي الهادئ عند التعامل مع الأطفال، خصوصًا فيما يتعلق بالعادات الغذائية.
وأضافت إنَّ "هناك بعض المعلومات التي من الممكن أن تفيد الأهل والأم، خصوصًأ لكونها المسؤول الأول في هذه المرحلة وهي أولًا يتغير جسم الأطفال ما بين سن الثانية والعشرين فتقوى العضلات وتطول العظام ويزيد الطول لأكثر من الضعف".
وتابعت أبو الفتوح "أما الوزن فقد يزداد إلى أكثر من خمسة أضعاف وهذه التغيرات تكون واضحة أكثر في سن البلوغ ما بين العاشرة والخامسة عشر، لذلك فإن الأطفال يحتاجون إلى الطاقة على مدى أعوام نموهم وعادة يحتاج الطفل إلى 1000- 1300 سعر حراري يوميًا وهو في سن الثانية ثم 1500 إلى 1700 في سن الخامسة".
واستطردت "ثم يبدأ الاختلاف بين الجنسين من أول سن البلوغ إذ تحتاج الفتاة إلى 2000 سعر حراري أقل قليلًا من الولد الذي يحتاج 2500سعر، وبالطبع هنا تتحدد السعرات والحاجات على حسب التكوين والنشاط ونسبة الحرق بالنسبة إلى كل منهما وهذه المرحلة تعتبر مرحلة مهمة جدًا حيث يبدأ الأهل والشباب في جني ثمرات ما تم غرسه في الصغر من معلومات غذائية".
وأردفت "من خلال تجربتي مع الأطفال وجدت أنَّ الأطفال أكثر استجابة للأكل الصحي والتغذية السليمة، خصوصًا إذا كانت التوعية الموجهة إليهم تكون بطريقة علمية سليمة لا يستهان بها بعقل الطفل وتختلف كمية الطعام التي يحتاجها الطفل وفقًا لطوله وبنيته وجنسه كما سبق وذكرنا".
واستدركت أبو الفتوح "لا بد أن يترك للأطفال حرية اختيار الطعام ويكون دور الآباء توفير الأطعمة الصحية ليختاروا من بينها ما يرغبون فيه وهناك أيضًا معلومة مهمة جدًا وهي عدم إجبار الأطفال على تنظيف أطباق الطعام تمامًا، كما أنه يجب عدم إجبار الطفل على تناول نوع معين من المأكولات لأن كراهية الأطفال لنوع معين من الطعام قد يستمر مدى الحياة".
وشدَّدت "على معرفة الأهل بأن شهية الطفل تقل عندما يبطأ معدل النمو بعد أن يكملوا عامهم الأول ومن الطبيعي أن يأكل الطفل بنهم شديد في يوم ثم تقل شهيته في اليوم التالي، وهناك الكثير من العادات الغذائية الخاطئة التي لاحظتها في المراهقين والتي من الممكن تغييرها بهدوء".
وبيّنت "نجد أبناءنا يهملون تناول وجبة الإفطار ويذهبون إلى المدرسة ويبدؤون بتلقي دروسهم ثم يتجهون إلى الطعام السريع في المدرسة الذي يؤدي إلى تراكم الدهون والإصابة بالأنيميا ثم يتناولون غذاءهم في البيت الذي عادة ما يتكون من نشويات وبروتين ودهون، ونجدهم يقبلون على الطعام الغني بالدهون والنشويات ويهملون مثلًا السلطة أو الفاكهة حتى أن كثيرًا من الشباب أجدهم ينسون تناول الفاكهة لمدة أسبوع ويعتمدون على الحلوى السريعة لتعويض حاجهم من السكريات".
وأشارت أبو الفتوح إلى أنَّ "التوعية مهمة جدًا من الصغر مع الأخذ في الاعتبار أنَّ منع الأطفال من تناول الحلويات الجاهزة والأكل السريع دفعة واحدة قد يثير بعض المتاعب وقد يشعرون بالحرمان، خصوًصًا عندما يرون أصدقائهم يتناولونها ما قد يؤدي بهم إلى تناولها سرًا".
ونوَّهت إلى أنَّ "من الأفضل السماح لهم بتناولها بين الحين والآخر مع إطلاعهم على كل الحقائق الغذائية التي بها، كما أنه لا يجب أن تستغل هذه الحلويات كوسيلة لدفعهم إلى عمل ما أو لمكانتهم وأفضل الحلويات هي الآيس كريم لاحتوائها على بعض العناصر الغذائية مثل اللبن والفاكهة".
وقدّمت أبو الفتوح،نظامًا مثاليًامن الممكن تطبيقه لأطفالنا عند الذهاب إلى المدرسة
الإفطار :
نصف كوب من اللبن نصف الدسم مضافًًا إليه 2/1 كوب من البليلة أو الكورن فليكس مع ملعقة عسل أبيض
وجبة المدرسة :
1فاكهة و 1 عصير و 2/1 رغيف جبنة و كيس من الفشار أو بعض حبات السوداني أو الزبيب.
الغداء:
قطعة من البروتين وكوب من الأرز مع الحرص على السلطة والخضروات المطبوخة والأخذ في الاعتبار عدم استخدام الدهون المشبعة في إعداد الطعام (الدهون الحيوانية مثل الزبد والسمن حتى السمن النباتي واستخدام الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وعباد الشمس والزيتون كما أنه لابد وأن نعلم أن التحمير يفقد هذه الدهون فائدتها حيث يتأكسد فيتامين Eوبالتالي يكون ضرره أكثر من فائدته ونراعي أن يكون السمك 3 مرات أسبوعيًا والدجاج مرتين واللحوم مرتين
بعد ساعتين:
2 فاكهة و 1 زبادي أو كوب من الجيلي المضاف إليه الفاكهة ومن الممكن تناول قطعة من الشيكولاتة مرتين أسبوعيًا
العشاء :
يكون عبارة عن 2 بيضة أو 2/1 كوب من الفول وسلطة و 2/1 رغيف خبز مكون من الردة (خبز بلدي) وكوب من اللبن الخالي الدسم.
أرسل تعليقك