فتح مسلحون النار على مدنيين لاجئين في قاعدة تابعة للامم المتحدة في جنوب السودان، في هجوم اوقع خمسة قتلى بحسب ما اعلنت الامم المتحدة الخميس، في ماساة جديدة في هذا البلد الذي يعاني من حرب اهلية.
بدأ اطلاق النار في قاعدة ملكال بشمال شرق البلاد مساء الاربعاء واستمر اطلاق النار حتى صباح الخميس.
وقالت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب نحو ثلاثين بجروح وفق المعلومات الاولية المتوفرة. واضافت ان جنود حفظ السلام اطلوا قنابل مسيلة للدموع لتفريق الحشود في القاعدة المكتظة بالهاربين من القتال.
وقالت البعثة في بيان ان مواجهات اندلعت باستخدام اسلحة نارية وسواطير وادوات اخرى.
وتحدث سكان عن سقوط عدد اكبر من الضحايا.
ويقيم اكثر من 47500 شخص داخل قاعدة ملكال وهم جزء من 200 الف مدني لجأوا الى ثماني قواعد للامم المتحدة في بلد يشهد حربا اهلية مستمرة منذ 2013.
وقال جاكوب نيال المقيم داخل القاعدة الواقعة في ملكال في شمال شرق البلاد ان 12 شخصا على الاقل قتلوا واصيب العشرات بجروح.
واضاف "استخدموا اسلحة رشاشة وكلاشنيكوف... الوضع شديد التوتر" وقال ان جنود حفظ السلام يجولون داخل القاعدة في دباباتهم.
وقال الزعيم المحلي دنغ اموم لاذاعة "عين جوبا" ان خمسة اشخاص على الاقل قتلوا وان 38 اخرين اصيبوا بجروح في الهجوم. واكد متمردون سودانون الهجوم لكن لم يتسن تاكيد عدد الضحايا من مصدر مستقل.
لم تتضح على الفور هوية منفذي الهجوم على قاعدة ملكال الواقعة في منطقة تسيطر عليها حكومة جوبا عند تخوم المناطق التابعة للمتمردين.
وسبق ان اعلنت الامم المتحدة ان الهجمات على قواعدها في جنوب السودان يمكن ان تشكل جرائم حرب.
- "وحشي وجبان" -
وندد المعارض التاريخي لام اكول المتحدر من ملكال بهجوم "وحشي وجبان على مدنيين ابرياء وعزل".
وتعد بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان اكثر من 12 الف جندي نصفهم مكلف حماية المدنيين اللاجئين في قواعدهم.
وفي نيسان/ابريل 2014، قتل ما لا يقل عن 48 مدنيا في هجوم شنه مسلحون على قاعدة الامم المتحدة في بور (شرق) ورد جنود القوة الدولية فقتلوا ما لا يقل عن عشرة من المهاجمين.
حصل جنوب السودان على استقلاله في تموز/يوليو 2011 بعد نزاع استمر عقودا مع الخرطوم. واندلعت الحرب الاهلية في كانون الاول/سبتمبر 2013 في جوبا، عندما اتهم الرئيس سلفا كير، وهو من قبيلة الدينكا نائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير، بالاعداد لانقلاب.
ونزح اكثر من 2,3 مليون شخص من منازلهم وقتل عشرات الالاف نتيجة الحرب والتجاوزات الواسعة النطاق التي رافقتها من مجازر اتنية وعمليات اغتصاب وتعذيب وجرائم وتجنيد اطفال وعمليات تهجير قسرية للسكان يتحمل الطرفان مسؤوليتها.
واعاد كير في منتصف شباط/فبراير تعيين مشار نائبا له في خطوة تشكل تقدما رمزيا في تطبيق اتفاق السلام الموقع في آب/اغسطس الماضي. ولم يتوجه مشار بعد الى جوبا لتولي مهامه فيما تتواصل المعارك بين القوات النظامية ومختلف مجموعات المتمردين المحلية.
ووجهت اتهامات الى الحكومة والمتمردين بارتكاب مجازر اتنية وبتجنيد اطفال وقتلهم وبارتكاب جرائم اغتصاب وتعذيب ونزوح قسري للسكان على نطاق واسع.
يواجه جنوب السودان وضعا انسانيا كارثيا. وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 2،8 مليون شخص يحتاجون الى المساعدة الانسانية العاجلة، اي ربع السكان، وبلغ 40 الفا عتبة العوز.
أرسل تعليقك