القاهرة-فلسطين اليوم
تحولّت مشاعر الحب إلى جريمة قتل كان بطلها الابن الذي عاش طوال حياته بارًا لوالدته ويقضي وقته ما بين خدمة الأم المسنة والتردد على المسجد الذي يقع على بعد أمتار قليلة من المنزل، لينتهي الأمر بتهشيم رأس الأم، ثم محاولة الابن الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الثالث، وسط ذهول من الجيران، الذين دأبوا على بر الابن لوالدته المسنة.
يقطن "خالد.م" صاحب الـ 45 عامًا، برفقة والدته المسنة "نوال.أ" 70 عامًا في منطقة القلج في الخانكة في محافظة القليوبية ، حيث أن بناتها الثلاثة تزوجن، ولم يبقى معها سوى خالد بعد انفصاله عن زوجته قبل 3 سنوات من الآن.
وكانت الحياة تسير بطريقة طبيعية داخل الشقة التي يقطنها خالد برفقة والدته في منزل بسيط، حيث كان الجيران يتعجبوا من مدى بر هذا الشخص بوالدته، حيث فضّل خدمتها والجلوس أسفل قدميها بعد انفصاله عن زوجته وتركها للمنزل برفقة بناته الثلاث لخلافات زوجية متكررة، بخاصة أن الزوج كان يعاني من اضطرابات نفسية في بعض الأحيان، بحد وصف الجيران.
كانت عقارب الساعة تشير للتاسعة مساءً، وقد تصاعدت الأصوات الصادرة من شقة أم خالد في الطابق الثالث، لدرجة أنها فاقت أصوات مركبات التوكتوك التي تملأ الشارع، لكن الجيران لم يلتفتوا للأمر، حتى فوجؤوا في صباح اليوم التالي بـ"خالد" قد سقط في "منور" المنزل مصابًا، وعندما صعدوا به لشقته، اكتشفوا جثة الأم.
وتدهورت حالة الابن القاتل بعد الواقعة ليردد "قولوا لأمي تسامحني..أنا بأحبها..عايز أموت عشان أروح لها"، وكان في حالة بكاء لا تتوقف على أمه بعد قتله لها، قبل أن يصطحبه رجال الشرطة للقسم.
و قتل الابن والدته بـ"يد الهون" حتى فارقت الحياة، ثم جلس بجوار جثتها يبكي 10 ساعات، وفي الصباح تسلل لـ"منور" المنزل وألقى بنفسه من الطابق الثالث بهدف الانتحار غضبًا على والدته، خاصة أنها تركت وصية تقول فيها :"كل ما أملك أعطوه لحبيبي خالد بعد وفاتي"، هكذا تحدثت "أم أحمد" جارة القتيلة عن اللحظات الصعبة التي عاشها أهالي المنطقة، من خلال جريمة لم يألفوا مفرادتها من قبل.
وبرر الجيران ارتكاب خالد, للجريمة بسبب سوء حالته النفسية خاصة بعد انفصاله عن زوجته وعدم موافقتها على العودة للمنزل مرة أخرى، وأنه ارتكب جريمته البشعة في غير وعيه، فكان لا يتحمل "شوكه" في والدته، لكن الأمر انتهى بقتلها.
تلقى اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية إخطارًا من العميد شريف الهامي مأمور حازم مركز الخانكة، بتلقيه إشارة من مستشفى السلام باستقبالها جثه سيدة تدعى "نوال ا" 70عامًا، ربه منزل، مصابه بكسر بقاع الجمجمة، ونزيف حاد بالمخ، أدى إلى وفاتها، وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الجريمة ابنها "خالد.م" 45 سنة، حيث أمسك بـ"إيد الهون" وانهال على والدته المجني عليها حتى فارقت الحياة.
أرسل تعليقك