ثلاث حقائق تُفسر موقف حزب الله الغامض من الانتخابات الرئاسية
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

ثلاث حقائق تُفسر موقف "حزب الله" الغامض من الانتخابات الرئاسية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - ثلاث حقائق تُفسر موقف "حزب الله" الغامض من الانتخابات الرئاسية

"حزب الله
بيروت - فلسطين اليوم

قدّم الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً في ظل المنافسة الشديدة بين باسيل وزعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية، صورة شبه متكاملة لتشكيل الحكومة الجديدة، وتصدر المشهد "الثُلث المُعطل"، ولكن "حزب الله" تراجع في خلفية المشهد دون أن يحدد له موقفًا، وقد تردد كثيرًا أن الوزير جبران باسيل حاول أن ينتزع تعهداً رئاسياً من «حزب الله» شبيهاً بالتعهّد الذي أعطاه للعماد ميشال عون ولكنه لم يوفّق.

وكشفت مُجريات الانتخابات، ثلاث حقائق رئاسية أساسية تتحكّم بانتخابات الرئاسة وهي: كل استحقاق رئاسي محكوم بلحظته السياسية وتوازناتها الداخلية والخارجية؛ منطق تعيين الرئيس من الخارج انتهى؛ اي جهة داخلية منفردة غير قادرة على إيصال مرشحها الرئاسي، والدليل انّ «حزب الله» لم يتمكن من إيصال عون إلى بعبدا إلا بعدما أيّدته «القوات اللبنانية» ومن ثم تيّار «المستقبل» والحزب «التقدمي الإشتراكي».

وتتحدث معلومات عن انّ عدم حسم «حزب الله» خياره الرئاسي، فتح الباب أمام تعدّد الخيارات داخله، حيث عمدت وتعمد مواقع النفوذ الحزبية إلى الترويج للمرشح الذي تؤيّده وتدفع في اتجاه تبنّيه لدى القيادة.

وتؤكّد المعلومات، انّ الترشيحات غير محصورة بين باسيل وفرنجية، في ظل وجود رأي ثالث يدعو إلى انتخاب رئيس من خارج ثنائية «التيار الوطني الحر»- «المردة».

ويرتكز الرأي الثالث على وجهة نظر تقول، إنّ أي خيار سيلجأ إليه الحزب بالمفاضلة بين باسيل وفرنجية سيؤدي إلى خسارة أحدهما، ولن يستطيع الحزب التوفيق بينهما. إذ على رغم من مشروعية عون التاريخية وتمثيله وعمره وحسم تبني ترشيحه باكراً، فإنّ تداعيات هذا الخيار لم تنتهِ فصولاً بعد مع رئيس «المردة»، فكيف بالحري في حال تبنّي الحزب باسيل؟.

وتقول المعلومات، إنّ الحزب لن يحسم في هذا الإتجاه أو ذاك، وسيترك الدينامية الرئاسية تأخذ مجراها وصولاً إلى رفع مسؤوليته عن عدم إنتخابهما تبعاً للظروف الموضوعية والتحالفات السياسية.

ويبدو انّ وجهة النظر أعلاه هي الراجحة حتى اللحظة، كون «حزب الله» لا يريد خسارة علاقة تاريخية مع فرنجية، ولكنه غير مستعد في المقابل ان يخسر «الغطاء المسيحي» الذي يوفّره له «التيار الحر» على رغم من إدراكه انّ شعبية هذا «التيار» ستتراجع كثيراً بعد عون، أطال الله في عمره.

فترشيح باسيل سيؤدي إلى خسارة «حزب الله» فرنجية، والعكس صحيح، لأنّ الخلاف بينهما من طبيعة شخصية حادّة، فضلاً عن أنّ فرنجية يعتبر أنّ من حقه أن يخلف عون لسببين: لأنّه المرشح الطبيعي بعد عون، في نظره طبعاً، وليس باسيل الذي يستطيع ان ينتظر ليخلفه كما هو ينتظر ليخلف عون، ولأنّ الرئاسة وصلت إلى الفم قبل أن تُسحَب مجدداً لمصلحة عون في ظل تأييد داخلي واسع وعربي ودولي. ولذلك الحل الأمثل، بالنسبة إلى هذا الخط، استبعاد باسيل وفرنجية معاً تجنباً للإحراج وللانعكاسات السلبية المتأتية من تفضيل مرشح على آخر.

وفي موازاة هذا الخط، هناك من يروِّج داخل «حزب الله» لأهمية ان يخلف باسيل عون. وكلام الحاج وفيق صفا الأخير والذي قال حرفياً «إنّ باسيل ينظر الى السيد نصرالله على أنّه من القديسين»، موجّه إلى قواعد الحزب، التي من الواضح ليس فقط لا تنظر إلى باسيل النظرة نفسها إلى عون، إنما لا تتعامل معه كحليف موثوق وتواصل انتقادها لمواقفه، وبالتالي أراد صفا اللجوء إلى المسألة التي لها التأثير الأكبر عاطفياً على هذا الجمهور.

والترويج لباسيل لا ينحصر عند هذا الحد طبعاً، بل الخط الداعم لانتخابه رئيساً يرتكز على أربعة عناصر أساسية: حاجة «حزب الله» إلى الغطاء المسيحي، والذي مهما تراجع يبقى عابراً للمناطق؛ حاجته إلى علاقات باسيل الديبلوماسية، حيث أثبت أنه قادر ان يكون وزير خارجية الحزب؛ ديناميته السياسية، وإمكانية تسويقه دولياً وعربياً أكثر من فرنجية، الذي يُعتَبَر حليفاً وصديقاً لبشار الأسد.

أما الخط الثالث داخل الحزب فيتمسك بخيار فرنجية للاعتبارات الآتية: الاقتناعات المشتركة مع رئيس «المردة» ليست ظرفية ولا مصلحية، بل وليدة اقتناعات سياسية؛ فرنجية مؤمن عن حق بخيار المقاومة والتحالف مع الحزب؛ وموقف الحزب هو الذي حال دون انتخاب فرنجية من خلال تمسكه بعون، وبالتالي يجب إعادة تصحيح الوضع والتعويض عليه؛ ضرورة تطبيق المداورة والتي يجب ان تكون موضوعياً بين عون وفرنجية، أي الثنائية المسيحية المتحالفة معه، فيما ترشيح باسيل يعني انّ هناك قراراً بالتعامل مع فرنجية كمرشح احتياط؛ قاعدة فرنجية المسيحية ثابتة وغير متحرّكة بعكس باسيل الذي ستتراجع شعبيته حكماً بعد عون، وبالتالي لا يمكن القول إنّه رئيس غير تمثيلي؛ العلاقة معه تشكّل عامل ثقة، فحليفه حليف وخصمه خصم، ولا يدخل في مواجهات غير مفهومة، والقوى السياسية الأساسية ترتاح إليه وتعتبره يشبهها خلافاً لباسيل، الذي دخل في مواجهات مع معظمها بسبب وبلا سبب؛ انتخاب عون تمّ في المرحلة التي كان فيها الأسد مأزوماً، فيما انتخاب فرنجية يأتي في المرحلة التي بدأ فيها الأسد يستعيد عافيته.

وهذا غيض من فيض الأسباب ضمن الخطوط الثلاثة داخل «حزب الله»، إنما السؤال الأساس يبقى: اي خط من هذه الخطوط ستتبناه القيادة في الحزب؟

قد يهمك ايضا :سلاح "حزب الله" اللغز المعقد في البيان الوزاري للحكومة اللبنانية

واشنطن تحذر من استحواذ "حزب الله" على أموال الحكومة اللبنانية

 

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث حقائق تُفسر موقف حزب الله الغامض من الانتخابات الرئاسية ثلاث حقائق تُفسر موقف حزب الله الغامض من الانتخابات الرئاسية



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday