القاهرة - فلسطين اليوم
مصر تعيد ترتيب أوراق أمنها القومي وسياساتها الخارجية من خلال زيارة للرئيس عبدالفتاح السيسي لمقر جهاز المخابرات ، ولقاء لوزير الخارجية سانح شكري مع كبار مساعديه.
السيسي يستطلع رؤية أجهزة الأمن القومي في مستجدات المنطقة
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا في مقر المخابرات العامة المصرية، مع رئيس الجهاز بحضور قيادات وأعضاء المخابرات العامة، وناقش أهم التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على الأمن القومي المصري.
وجرى بحث تقديرات الموقف بالنسبة للتعامل الاستراتيجي مع التحديات المختلفة.
الرئيس المصري يزور مقر المخابرات للمرة الثالثة خلال حكمه
زيارة لسيسي، إلى مقر جهاز المخابرات العامة، هي الزيارة الثالثة له لمقر الجهاز بعد زيارته الأولى في يناير 2015 والثانية في أكتوبر الماضي، وتكرار هذه الزيارات يعد عرفا جديدا يضيفه الرئيس السيسي للأعباء الرئاسية إذ كان في السابق يتخذ اللواء عمر سليمان مكتبا قريبا من الرئاسة في عهد مبارك لتيسير عملية التشاور، فضلا عن أن الجهاز يعرض تقارير تقدير موقف في مختلف القضايا في الداخل والخارج بشكل يومي، وهذه الزيارة تعكس مستجدات المنطقة خارجيا الى جانب قرب ذكرى 25 يناير والقلق الذي تستشعره الرئاسة لدرجة جعلت السيسي يتحدث علانية قبل نحو أسبوعين في احتفال المولد النبوي محذرا من الانسياق وراء الدعوات التي تطلق لثورة جديدة.
باشات: السيسي يقيم الأوضاع الاستراتيجية في المنطقة
حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق عضو مجلس النواب، قال إن زيارة الرئيس السيسي، لمقر المخابرات المصرية جاء لتقييم الأوضاع الإستراتيجية والأمنية، و كرسالة لتجديد الثقة في القيادات الحالية، ويدل على ثقة الرئيس في الجهاز الذي استطاع أن يستعيد قوته خلال الآونة الأخيرة، لاسيما الـ 5 سنوات الماضية.
كامل: الرئاسة تعي كل التهديدات المحيطة وتضعها في محلها الدقيق
من جهته اعتبر مساعد مدير المخابرات العسكرية المصرية الاسبق، اللواء، أحمد إبراهيم كامل، أنّ الهدف من الزيارة طمأنة الشعب المصري بأن مؤسسة الرئاسة على دراية كاملة بكل المخاطر التي تحيط بالمنطقة ، وأنّ مصر ليست بمعزل عما يدور حولها من مخاطر، مؤكدًا أنّ الرئاسة تعي كل هذه التهديدات وتضعها في محلها الدقيق ، وأنّ المخابرات العسكرية قادرة على رد أي عدو يستهدف الإضرار بالبلاد، خاصة و أنّ مصر تعيش وسط منطقة مليئة بالتهديدات وأخطرها الآن على الحدود الغربية.
شكري يعيد ترتيب أولويات السياسة الخارجية المصرية مع كبار مساعديه
على جانب متصل، وفي اليوم التالي مباشرة لزيارة السيسي للمخابرات، عقد وزير الخارجية سامح شكري لقاء موسعا مع كبار مساعديه في اجتماع قال عنه المتحدث الرسمي باسم الوزارة المستشار أحمد أبو زيد إنه تناول التحديات المختلفة المحيطة بالسياسة الخارجية المصرية ومنهج العمل داخل ديوان وزارة الخارجية خلال عام 2016.
وأشار إلى تطرق الاجتماع بشكل تفصيلي للأزمات الإقليمية المحيطة بمصر، حيث دار نقاش مطول تم خلاله استعراض العديد من الأفكار والمقترحات والتقديرات الخاصة بالسياسة الخارجية المصرية، وسبل تعزيز قدرتها على تحقيق المصالح المصرية، وكذا تناول تقييم منظومة العمل داخل وزارة الخارجية وسبل رفع كفاءة الأداء ومعايير اختيار العناصر الدبلوماسية الشابة بالشكل الذي يؤهلها لأداء المهام والأعباء المتزايدة المرتبطة بالعمل الدبلوماسي، وكذا استعرض خطة العمل الخاصة بمتابعة المشاركة المصرية في أعمال مجلس الأمن، حيث تم مناقشة دور ومهام مجموعة العمل المشكلة داخل الوزارة في هذا الشأن، التي وجه الوزير شكري بضرورة أن تواصل عملها على مدار الساعة لضمان موافاة بعثة مصر الدائمة في الأمم المتحدة بالتقديرات والتوجيهات الخاصة بمواقف مصر تجاه القضايا المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن في الوقت المطلوب.
وكان سامح شكري كشف من قبل عن أبرز أهداف السياسة الخارجية لمصر في 2016 مقدما أهمية إنهاء الأزمات في سوريا وليبيا واليمن ووضع أسس متفق عليها لتسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وأن دحر الإرهاب ومحاصرته على المستوي الداخلي والإقليمي والدولي من أهداف مصر في 2016، فضلًا عن أهمية تنفيذ إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان، والانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون وبناء الثقة بين الدول الثلاث، واستمرار إعطاء أولوية خاصة للترويج لمصر دوليا وجذب الاستثمارات ستظل مستمرة خلال عام 2016.
الأمن القومي المصري والملف الخارجي إثنين من أبرز الملفات التي يعول الرئيس السيسي حكمه عليها إلى جاني الجيش الذي يقوم على مكافحة الارهاب وحماية الحدود وتحديث تسليحه إلى جانب المساندة في تنمية البلاد.
مراجعة مصر لأوراقها الرئيسة ليست بمعزل عن أمرين رئيسيين أولهما التغيرات الخارجية المتسارعة في الشرق الاوسط وخاصة الصراع السعودي الإيراني واحتمالات التقارب مع تركيا وملفات اليمن وسوريا وليبيا، كل هذا يأتي إلى جانب حالة قلق تنتاب النظام بشكل أو بآخر من ذكرى يناير المقبلة.
أرسل تعليقك