لم تفلح الغارات المتوالية على تنظيم "داعش" حتى الآن في بتر إرهابه سواء كان داخل سوريا أو خارجها، بل تمادى التنظيم في البحث عن أساليب متنوعة لتنفيذ عملياته الإرهابية.
"داعش" أصبح فزاعة العصر نظرا لوحشية جرائمه وأضحى "إرهابه" واقعا لا يمكن إنكار وجوده بأي حال من الأحوال.
لكن اللافت في خصوصية هذا التنظيم المسلح قدرته على تطوير أساليبه الهجومية وتنوعها، ليخرج بذلك عن السائد لدى المنظمات الإرهابية المتعارف عليه.
صحيفة ديلي ميل، نقلت تحذيرات أطلقها خبراء الاستخبارات البريطانية بخصوص إقدام "داعش" على استخدام طائرات من دون طيار تستهدف عددا من الملاعب الرياضية في أوروبا والولايات المتحدة.
"داعش" يغزو السماء
وقال مجموعة من خبراء الاستخبارات إنها مسألة وقت قبل أن ينفذ "داعش" هجمات إرهابية على الفعاليات الرياضية الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة باستخدام طائرات من دون طيار.
ويوافق عدد من المحللين في مركز "أوبن بريفينج" للأبحاث تصور الخبراء بقدرة "داعش" على استهداف الملاعب الكبرى حيث يعتقدون أن التنظيم قادر على استخدام سرب من الطائرات من دون طيار، التي تتسم بثمنها الرخيص وقدرة التنظيم على الحصول عليها بسهولة لتوظيفها في مهاجمة حشود ضخمة في مناطق مفتوحة.
وأوضح المحللون أن مثل هذا الهجوم قد تنفذه خلايا نائمة تابعة للتنظيم في أوروبا أو الولايات المتحدة، أو ممن يسمون بالذئاب المنفردة الذين أغواهم التنظيم واستطاع غسل أدمغتهم.
ويفسر الرئيس التنفيذي لمركز "أوبن بريفنج" كريس أبوت خطورة هذه المسألة ومدى قدرتها على تحقيق مجزرة حقيقية في حال حدوثها ويقول: داعش يستخدم بالفعل طائرات من دون طيار في العراق وسوريا لجمع المعلومات الاستخباراتية، وهو أمر ناجح تماما في ساحات المعارك، لكنهم الآن في منافسة مباشرة مع تنظيم القاعدة، وهم في أمس الحاجة إلى شن هجوم ضخم يوقع عددا كبيرا من الضحايا خصوصا الأهداف الغربية".
ويرجع أبوت ارتفاع احتمالية حدوث هذا الأمر إلى مدى التطور التكنولوجي الذي يستغله التنظيم، مضيفا أنه قد يزود الطائرات من دون طيار بكاميرات لتصوير الهجمات قبل وقوعها.
عجز الدول
في المقابل، تحدث كريس عن عجز الدول عن مواجهة هذا الأمر مؤكدا أنه لا توجد أي تدابير في أي دولة قادرة على منع مثل تلك الهجمات، وأن مواجهة مثل هذه العمليات لا بد أن تبدأ بتنظيم وتقييد من يمكنه امتلاك مثل هذه الطائرات.
وبحسب أقواله، فإن الطائرة من دون طيار تستطيع حمل حوالي 10 كغ من المتفجرات أو الأحزمة الناسفة، وبذلك سيكون هجومها قاتلا إذا ما وجهت إلى هدف محدد.
ولا تزال هجمات باريس الدامية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تذكر ببشاعة عمليات "داعش"، سيما أن فرنسا تفادت مجزرة حقيقية بتجنب وقوع تفجير داخل ملعب فرنسا الدولي بين آلاف الحشود منهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمتابعة مباراة كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا.
فقد اقترب "داعش" لوهلة من تحقيق مجزرة إنسانية في تلك الأحداث المروعة التي شهدتها باريس، لكن التحذيرات الاستخباراتية هذه تؤكد أن التنظيم مصمم على اقتراف مجزرة العصر ليحفر اسمه في قبور التاريخ.
أرسل تعليقك