غزة – حنان شبات
أكد الأخصائي النفسي الدكتور يوسف عوض الله، أنَّ ظاهرة اتكال الأزواج الأصحاء على زوجاتهم لإعالة أسرهم تعود إلى أسباب عدة، منها اللامبالاة التي يبديها هؤلاء الأزواج، خصوصًا إذا كانت الزوجات هن اللاتي عودنهم وساهمن في بقاء هذا الوضع الشاذ حيث المرأة تعمل والرجل ينام.
وأوضح عوض الله في حديث مع "فلسطين اليوم" أنَّ هذه "عملية تراكمية تحدث مع تكرار تجارب سلوكية تصبح متأصلة في الزوج"، ضاربًا مثال على ذلك "من الممكن أن تحدث ضائقة مادية، فيطلب الزوج من الزوجة إيجاد المال من أي مكان، من أهلها مثلا، فإذا نجحت التجربة يتعود حتى يصبح الأمر عاديًا عند الرجل".
وشدَّد على أن البطالة والوضع الاقتصادي في البلد سبب مقنع في انتشار هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أنَّ نسبة الفقر في غزة بلغت90% والبطالة 65% حسب آخر الإحصاءات، منوهًا إلى أن من الممكن أن يكون قدر هذه المرأة أن رزقت بزوج "مدمن" أو زوج مضطرب عقلًيا، فمن الطبيعي أن تكون هي المعيل للأسرة.
وأشار إلى أنَّه خلال حياته العملية اكتشف أنَّ بعض الرجال يبيعون المساعدات الغذائية التي يحصلون عليها من وزارة الشؤون الاجتماعية كي يشتروا بثمنها المواد المخدرة أو السجائر، ونوه إلى أن بعض النساء يقبلن بهذا الواقع؛ لأنه فرض عليهن، موضحًا أنَّ المرأة تلجأ إلى أن تؤدي دور الأب، وإلا فالبديل هو الموت من الجوع.
وأضاف عوض الله: "لا يجب أن تقبل المرأة بهذه الظاهرة؛ لأنها ستكون عرضة للذئاب البشرية التي ستستغلها عاطفيًا أو جنسيًا"، مشددًا على ضرورة رفض المرأة لهذا الواقع والتوجه إلى العيادة القانونية للمطالبة بحقوقها.
وكشف أنَّ غالبية النساء يجهلن حقوقهن، مؤكدًا أنَّ من الممكن وبالتعاون مع العيادة القانونية إجبار الزوج على العمل، قائلًا: "ينبغي على المرأة أن تشارك في جلسات حوار وتوعية تتعلق بحماية المرأة المستضعفة كما ينبغي إشراك رجال الشرطة، لإشعارهم بأهمية دورهم في تقديم الدعم ومساندة النساء المستضعفات اللواتي يلجأن إليهم وتفعيل الدعم المجتمعي للمرأة وتمكينها للوصول إلى العدالة".
أرسل تعليقك