لندن كاتيا حداد
كلفت القناة الرابعة، امرأة شابة من حلب العام الماضي، تدعى وعد الكاتب، بتقديم فيلم عن الحياة داخل مدينة حلب السورية، ودارت أحداث الفيلم عن مراهق كان يخطط إعادة بناء حلم حلب، مستخدمًا الورق المقوى والغراء وقطع من القمامة في مشهد نادر من الأمل، من داخل المدينة المحطمة، وزادت الأوضاع سوءًا في حلب في وقت سابق من هذا العام، لكن على الرغم من ذلك، أخذت القناة قرارًا بأن تعين المخرجة وعد الكاتب منفذًا لهذا الفيلم، وكانت النتائج الأليمة تعرض الحياة تحت الحصار في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شرق البلاد، في أكبر مدينة سورية.
وقدمت وعد العشرات من التقارير على مدار العام، والتي سيطر عليها برنامج القناة، وشاهدها مئات الملايين من الناس من جميع أنحاء العالم.
وكان الكثير مما قدمته وعد يدور في غرفة الطوارئ في المستشفى، حيث يعمل زوجها الطبيب هناك، لكنها لم تكن مشاهد لصراخ المصابين والموتى فحسب، فقد قدمت أكثر الأشياء أهمية في مجال الصحافة من خلال عرض المصابين والعائلات في أسوء أوقاتها وتاريخ آلامهم، وأظهرت للعالم حالة الرعب دون تدخل بمهارة عالية تتطلب عقودًا لتعلمها، والآن ومع التحول القليل ضد المتمردين، تجد هناك الكثير من الأسئلة عن ما يحدث لمن تعتقلهم الحكومة سواء كانوا مدنيين أو مقاتلين، ولم تتمكن وعد من مغادرة المدينة لمدة أشهر، وكان لها طفل وحامل في الثاني، وبقيت جنبًا إلى جنب مع الملايين من المواطنين المحاصرين داخل المدينة، وهي الآن تحت رحمة القوات التي تحاصر المدينة، لكن باعتبارها صحافية ضمن الموظفين الطبيين الذين بقوا ببساطة لمساعدة المصابين والقتلى في حلب، وتوقعنا في القناة أن تكون كمثلها بأن تمدد لها الحقوق التي يمتلكها أي شخص، ونوقع أن تحمي الحكومة السورية حياة المدنيين خاصة غير المقاتلين، والطاقم الطبي والنساء، والأطفال، كما أعلنت مرارًا وتكرارًا.
وفازت وعد هذا الأسبوع بجائزتين من منظمة العفو الدولية، وعلى الرغم من أنها لم تتمكن من الحضور، إلا أنها أرسلت بكلمة تقول فيها "قد يكون هذا هو خطابي الأخير لكم، وللعالم أجمع، فأنا في أخطر مدينة في العالم، وسقط اليوم 30 قنبلة برميل و110 قذيفة مدفعية فقط، على الحي الذي أعيش فيه "السكري"، وكنت أود أن أكون معكم، لكن حصار المدينة منعني، وأنا فقط مجرد واحدة من بين 270 ألف شخص آخر، يعيش تحت نفس الحصار، والشيء الوحيد المتاح لنا في هذه المدينة، هو الهواء، لكن الهواء في معظم الأحيان يكون ملوثًا بالغازات السامة والكلور، كما أننا لسنا المدينة الوحيدة المحاصرة في سورية، ولن يتحقق خلاصنا برفع الحصار فقط، أو وقف القصف، بل بسقوط نظام بشار الأسد، والحصول على حريتنا وكرامتنا كسوريين، وكنت أود أن تنقل عدستي وعدسة زملائي الصورة الكاملة للأوضاع في حلب، لكننا عاجزون أمام فظائع الإبادة التي يستمتع بها النظامين الروسي والسوري، في هذه المدينة القديمة، وهذه المدينة الهالكة تدعى حلب، ويسألكم كل من فيها أن تتذكروا إنسانيتكم".
أرسل تعليقك