غزة-فلسطين اليوم
في ورشة صغيرة في حي التفاح شرقي مدينة غزة، يقف المواطن رائد الريفي (34عامًا) والذي فقد نظره منذ أربعة أعوام، داخل ورشة "سمكرة السيارات" ليوفر قوت يومه لأسرته.
ويعمل الريفي في الورشة مستعينًا باثنين من العمال، لكن العمل الرئيس يقع على عاتقه دون أن يوقف فقدانه للنظر زبائنه الذين واصلوا القدوم للورشة.
يذكر الريفي، "أنا من 4 سنين فقدت نظري وصرت كفيف ولكني وبعد توقفي عن العمل لم أجد من يقوت أولادي فعدت للعمل بسمكرة السيارات والمفتحين عجزوا عن الشغل الذي أقوم به، لأني أنا عندي خبرة طويلة سمكري من 25 عامًا ليس من اليوم".
وبدأ الريفي تعلم مهنة السمكرة منذ الصغر إلى أن فقد بصره بسبب مرض مفاجئ أصاب الشريان المغذي للعينين.
ويوضح الريفي، "في البداية زبائني خافوا أن يُحضروا سيارتهم فاضطررت لتخفيض الأسعار".
وأشار الريفي، " هذا العمل بحاجة إلى خبرة ليس بمقدور أي شخص أن يمارسه ويعرف الخلل في السيارات رغم أن كثير ناس مبصرين لا يعلمون أين الخلل بالضبط، وبنفس الوقت رضى من الله لما أضع يدي على مكان اعرف أين الخلل، وممكن أنا أعمل سيارات ما شفتها من قبل".
ويستعمل الريفي في عمله حاسة اللمس "يده" حتى يعرف مكان الخلل ويقوم بتصليحه، كما أنه يوجد لديه شابين في الورشة قام بتعليمهما ليساعداه في عمله، خصوصًا القص واللحام الذي ممكن أن يؤذيه جسديًا.
ويتحدث الريفي عن مواقف محرجة حين يمد الزبون يده للسلام على صاحب الورشة فيجد يده في اتجاه أخر لكن في النهاية يؤكد الريفي أن عمله ممتاز.
ويحلم الريفي بأن يرجع إليه نظره وأن يرى أبناءه وخصوصًا ابنته التي لم يراها منذ ولادتها، وأن يحيا حياة سعيدة كريمة كما يعيشها الآخرون.
وحسب احصائية فلسطينية فان عدد فاقدي البصر في غزة نحو 6500 مواطنًا.
أرسل تعليقك