ينبعث الدخان الأبيض الكثيف المخلوط برائحة شواء اللحوم من مطعم عمر موسى في سوق مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، فيما ينتظر مواطنون من مختلف الأعمار دورهم للحصول على وجباتهم لتناولها على موائد الطعام.
وفي غزة، يعّد عيد الأضحى المبارك مناسبة للمواطنين، لا سيما الفقراء والمحتاجين منهم لتناول اللحوم الحمراء الطازجة، في ظل انتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة.
وقال موسى وهو يصنع أصابع 'الكباب': 'منذ ساعات الصباح يحجز عشرات المواطنين دورهم لأجهز لهم وجبات مختلفة من لحوم الأضاحي التي يحصلون عليها من الأقرباء والجمعيات الخيرية'، لافتا إلى أنه يحصل على 10 شواقل مقابل كل كليو غرام من اللحوم يقوم بشوائها.
وأضاف، 'يستمر الوضع طوال أيام العيد الأربعة وربما لأسابيع مقبلة حسب ما تحصل عليه كل أسرة من أضاحي'، منوها إلى أن هذا العيد يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين على الشواء خوفا من تلف اللحوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
ويعاني سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) من انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لمدة 12 ساعة متواصلة، و6 ساعات وصل.
وانعكس الوضع الاقتصادي والعدوان الإسرائيلي على إقبال الغزيين على شراء الأضاحي هذا العام، رغم انخفاض طفيف في الأسعار قياسا بالأعوام السابقة.
وارتفعت نسبة البطالة بعد العدوان الإسرائيلي، الذي خلف أكثر من ألفي شهيد، إلى 55%، فيما ارتفعت معدلات الفقر إلى 60%.
وقال 'أبو أحمد' الذي ينتظر دوره للحصول على وجبة 'الكباب':' عيد الأضحى فرصة للفقراء لأكل اللحوم الطازجة التي ينتظروها طوال العام.'
وأضاف، 'أنا عاطل عن العمل منذ سنوات، أسرتي كبيرة ولا أقدر على شراء اللحوم الطازجة لارتفاع سعرها فأضطر إلى شراء اللحوم المجمدة.'
وتابع 'أبو أحمد' (45 عاماً)، 'يعتبر عيد الأضحى فرصة لي وللكثير من سكان غزة لتناول اللحوم الطازجة لعدة أيام'، مشيرا إلى أنه يعتمد على المساعدات التي يتلقاها من 'الأونروا' والجمعيات الخيرية.
وتقول تقارير اقتصادية إن حوالي 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات التموينية المقدمة من قبل وكالة الغوث الدولية وجمعيات ومؤسسات خيرية.
وشهد قطاع غزة خلال عيد الأضحى نوعا من التكافل الاجتماعي الذي تمثل بزيارة الأرحام والأقارب، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، والمشردين جراء العدوان الإسرائيلي الأخير.
وحاول الغزيون إيجاد مساحة من الفرح خلال العيد خاصة لأطفالهم رغم صعوبة الأوضاع الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 400 طفل.
وركب الأطفال الأراجيح التي نصبت على مفترقات الطرق بغرض الاسترزاق، فيما آخرون ذهبوا إلى المنتزهات ومدن الألعاب.
ويحتاج أطفال القطاع كما تقول جهات محلية ودولية إلى إعادة تأهيل وتفريغ نفسي، بعد المجاز المرعبة والبشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال خلال عدوانها الذي استمر أكثر من واحد وخمسين يوما.
وفا
أرسل تعليقك