الناصرة- هديل اغبارية
نشرت منظمة "هناك قانون" الإسرائيلية المنادية بالسلام، تقريرًا يتّهم الجيش الإسرائيلي صراحةً بتهيئة الظروف على الأرض للمستوطنين اليهود ليقيموا المزيد من البؤر في الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في التقرير أنَّ إسرائيل تعزل قطع أراضٍ مُحدّدة في الضفة الغربية، وتمنع أصحابها الفلسطينيين من الوصول إليها، باعتبارها مناطق عسكرية مغلقة ثم تُمررها للجمعيات الاستيطانية لتبني عليها الأبنية دونما ترخيص رسمي من الحكومة، وهو ما يُسمى بالبؤر العشوائية، ومع أنها غير مرخّصة إلا أنَّ الجهات المختلفة في وزارة الدفاع الإسرائيلية المسؤولة عن المناطق المحتّلة، توفر للمستوطنين المياه والكهرباء وخطوط الهاتف والإنترنت، أو في أقله، تتغاضى عن تزويد جمعيات خاصة المستوطنين بهذه الخدمات، والتي تحرم منها عشرات القرى الفلسطينية.
وتّتهم الجمعية الجيش أيضًا، بالتنازل عن سلطاته لصالح المستوطنين وخاصة ما يتعلق بعزل الأراضي الفلسطينية الخاصة وتسييجها ومنع العرب من دخولها.
إسرائيل تعهدت للإدارة الأميركية العام 1990، بعدم بناء مستوطنات جديدة، ومنذ ذلك الحين انتشرت البؤر العشوائية كنباتات الفطر في جبال الضفة الغربية وتطورت لتصبح مستوطنات حقيقية تشمل كافة الخدمات من شوارع وإنارة وتمديدات مياه وكل ما يحتاجه السكان الجُدد الذين ليسوا إلا يهودًا متشددين، أسلحتهم على أكتافهم، وعقيدتهم أنَّ هذه الارض يهودية وأنَّ الوجود العربي فيها هو احتلال غير شرعي.
وبات هذا الأسلوب يعرف بـ"طريق التجريد" أي تجريد الفلسطينيين من ملكيتهم، واستيلاء المستوطنين عليها، وإليكم ما يُجرى، بحسب الجمعية "تلجأ مجموعة من اليمينيين المتطرفين إلى اختيار تلة فلسطينية، فيقيمون عليها عدّة خيم، وينصبون خزان مياه ومولد كهرباء، ما يثير حنق أصحابها الفلسطينيين ممن يتجمعون حول البؤرة ليحدث الصدام، وهنا يتدخل الجيش ويبعد الفلسطينيين ويعدهم ببحث الأمر، تدخل الجيش هذا، يتحول من "منع الصدام بين العرب واليهود" إلى حماية للمستوطنين وبؤرتهم الجديدة، وبالطبع يلجأ العرب إلى أحد المحامين ويقدمون أوراق ملكية الأرض، ويقدمها المحامي إلى ما يسمى لجنة الاعتراضات العسكرية الإسرائيلية".
وتضيف الجمعية: "هذه بدورها تماطل أشهرًا بل وسنوات، تكون خلالها البؤرة قد تطورت وأصبحت تضمّ مساكن متنقلة، بدل الخيم، وخطوط كهرباء وماء وهاتف ثابته، ومدرسة صغيرة وكنيسًا للصلاة، وأحيانًا حظيرة ماشية ومصانع صغيرة وورشًا على مساحة أكبر من تلك التي سيطر عليها المتطرفون في البداية، فقد مدوا الأسلاك الشائكة عدّة دنمات من كل جانب، أصبحنا إذن أمام تجمع سكاني يضمّ عائلات تتمتع بكل الخدمات المطلوبة للحياة الحديثة، وعلى البوابة حارس مسلح أو أكثر، مع برج مراقبة، وتمنح اسمًا توراتيًا مثل "حفاة آشر" أي مزرعة آشر وهو قائد يهودي حارب الرومان".
وتُكمل الجمعية: "الخطر في القضية أنَّ الدعوى المرفوعة لدى لجنة الاعتراضات، تموت مع الزمن والتأجيلات المتلاحقة، فيما يعلن المستوطنون الجدد لكل من يسألهم عن سبب استيلائهم على الأرض أنَّ "الرب منح هذه الأرض لليهود الذين يتسامحون مع الغرباء فلا يطردونهم منها وأنَّ هناك مقطع في التوراة يقول للنبي إبراهيم: لك ولنسلك أعطيت هذه الأرض...."، وهذا يعكس أيديولوجيا خطرة تستند إلى تفسيرات خاصة للنصوص الدينية".
تضيف: "وينعكس هذا في الهجمات التي ينفّذها المستوطنون على الفلاحين الفلسطينيين، باقتحام القرى وإطلاق النار وحرق المساجد والمدارس والسيارات وإطلاق النار في الأزقة والحارات ولا يتدخل الجيش الإسرائيلي إلا حينما يحاصر الفلسطينيون المستوطنين المهاجمين، فيأتي الجنود لإنقاذهم وتتحول المعركة بينهم وبين العرب، حتى الآن بُنيت أكثر من مئة بؤرة عشوائية، ولم يفكك الجيش منها سوى خمسة
أرسل تعليقك