القدس المحتلة ـ وليد أبو سرحان
قرَّر وزير البناء والإسكان في حكومة الاحتلال الإسرائلي، الانتقال للعيش مع المستوطنين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، دعمًا للاستيطان والمستوطنين الذين استولوا أخيرًا على عدد من المنازل والأبنية الفلسطينية في البلدة.
وكشفت مصادر في حكومة الاحتلال، الأحد، النقاب عن أنَّ وزير الإسكان أوري اريئيل، زار الأسبوع الماضي، بلدة سلوان التي يدَّعي المستوطنون اليهود أنَّها أقيمت على أنقاض "مدينة داوود"، وفحص إمكان الانتقال للسكن هناك، دعمًا لجمعية "العاد" الاستيطانية التي تشتري بيوت الفلسطينيين لتوطين اليهود فيها.
وأوضحت أنَّ اريئيل، قال أثناء جولة في الحي الذي استولى فيه المستوطنون على العشرات من الشقق والأبنية الفلسطينية بدعوى شرائها من أصحابها، أنَّه يعتزم استئجار شقة من هذه الشقق للإقامة فيها مع زوجته أيام عدة كل أسبوع، ومواصلة العيش بقية الأيام في بيتهم في مستوطنة أدوميم.
وتعليقًا على أقوال اريئيل، أكدت زعيمة حزب "ميرتس" زهافا جالون أنَّ "هذا الحديث يظهر تصرفًا معدوم المسؤولية من قبل اريئيل، الذي بدلًا من كبحه أعمال الاستفزاز التي ينفذها المستوطنون في المكان، يتحول إلى جزء من هذه العصابة التي تُلقي بعيدان الثقاب داخل برميل من البارود بهدف إشعال مدينة القدس".
وتشهد القدس مواجهات شبه يومية ما بين المواطنين وقوات الاحتلال جراء تصاعد اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على الأهالي والمساجد الإسلامية.
وفي ضوء ذلك، أضافت جالون أنَّ "الحكومة بمجملها تتحمل نتائج تصرفات الوزير اريئيل، والتي هي محاولة إضافية لإحباط أي احتمال للتسوية، هذه الخطوة تضاف إلى سلسلة من الخطوات التحريضية التي أقدمت عليها الحكومة".
ونُقِلَ عن مصدر في حزب الوزير اريئيل قوله "من حق كل يهودي، معنويًا وأخلاقيًا، السكن في كل أنحاء مدينة القدس، كما قال أخيرًا رئيس الحكومة بنفسه".
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دافع عن دخول اليهود إلى البيوت التي اشتروها من العرب في سلوان، قائلًا "إنَّ من حق كل يهودي امتلاك بيت والسكن فيه في كل أنحاء القدس".
ورفض نتنياهو في حينه الانتقاد الأميركي الذي تضمَّن نعت المستوطنين بـ"المجموعة المتطرفة"، وردَّ نتنياهو على الانتقاد الأميركي قائلًا أنَّه "يتعارض مع القيم الأميركية".
وتأتي خطوة الوزير اريئيل في قمة التوتر السائد في القدس، وقد أثارت انتقادًا شديدًا من قبل اليسار، حيث قال ياريف اوبنهايمر، الأمين العام لحركة "سلام الآن"، إنَّ "نية الوزير اريئيل الإقامة في سلوان، تثبت أنَّ المستوطنات اليهودية هناك هي عمل استفزازي سياسي لليمين المتطرف وليست حلًا
إسكانيًا للأزواج الشابة، اريئيل يثبت أنَّ همَّه هو التحريض وإحراق المنطقة".
وكانت مصادر أمنية عبرية، أعربت عن توجسها من هذه الخطوة، محذرة من أنَّ الانتقال إلى حي سلوان قد يفجر الوضع هناك، خصوصًا بعد موجة التصعيد التي تشهدها كل أحياء القدس الشرقية المحتلة.
أرسل تعليقك