غزة ـ فلسطين اليوم
أكد وكيل وزارة الثقافة المساعد أنور البرعاوي على أن الوفاء الحقيقي لدماء الشهداء يتمثل بوحدة الشعب الفلسطيني لمواجهة المحتل الغاصب، جاء حديث الوكيل البرعاوي خلال ندوة ثقافية بمناسبة يوم الشهيد الفلسطيني حول "مفهوم التضحية والفداء في التجربة النضالية للشعب الفلسطيني"، نظمتها الإدارة العامة للتنمية الثقافية بوزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع مركز رؤية للدراسات والأبحاث، بحضور لفيف من الأدباء والشعراء والوجهاء.
وتحدث البرعاوي عن فضل الشهداء ومكانتهم، والتضحيات التي قدموها من أجل نيل الحرية والاستقلال وقال: إن الشهداء يعمقون بدمائهم الرابطة الوطنية ويهتفون بصوت واحد نحو القدس". وأضاف أن الشعب الفلسطيني قادر على أن يقدم التضحيات من أجل أن تكون القدس عاصمة دولته المستقلة، مشيراً إلى أن معظم الشهداء في ريعان الشباب لفظوا متاع الحياة لنيل حريتهم واستقلالهم، مقدماً الاعتذار للشهداء الذين ضحوا من أجل فلسطين لما بدر من الشعب الفلسطيني من تفرقة وانقسام، مطالباً القيادة السياسية للشعب الفلسطيني بإنهاء الانقسام بشكل عاجل.
واستعرض الوكيل أنشطة الوزارة المختلفة والقضايا الوطنية التي تطرحها في برامجها، داعياً الأدباء والمثقفين والشباب للمشاركة في فعاليات وزارة الثقافة المتنوعة التي تمس شباب فلسطين بعيداً عن المناكفات. بدوره تحدث الكاتب والأديب عبد الرحيم حمدان عن مكانة الشهيد في الأدب العربي، مشيراً إلى أن معظم الأدباء والشعراء واكبوا جميع قضايا الشعب الفلسطيني ونضاله.
وأشار بأن الأدب ينقسم لقسمين الأول الأدب الذي كتب عن الشهداء، أما القسم الثاني الادب الذي كتبه الشهداء عن أنفسهم، وذكر أهم الشعراء الذين كتبوا عن الشهادة والشهداء كالشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود، والشاعر إبراهيم طوقان وغيرهم. ونوّه إلى أن الشعراء طوروا من أدبهم وأدواتهم وتوصيفاتهم لرفع قيمة أشعارهم التي تتحدث عن سمات الوطن وملامحه، وأوضح حمدان بأن الرواية تحدثت أيضاً عن الشهداء في الأدب الفلسطيني مستعرضاً أهم الأدباء كغريب عسقلاني والأسير هيثم جابر.
من جهته تطرق أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأقصى أكرم أبو خوصة لمفهوم التضحية والفداء في التاريخ المعاصر، مشيراً إلى أن الاهتمام بموضوع الشهادة منذ أن كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وتطور إلى أن كان أول احتكاك عملي أدى لسقوط الشهداء وكان عام 1920. مؤكداً على أن الحفاظ على فلسطين وإعطاء المواطن العربي الانتماء لهذه الأرض، منوهاً كيف واكب الإنسان الفلسطيني مواجهة الاحتلال، وأن مفهوم الشهادة والتضحية لديه اختلفت وأصبحت إظهار لقضيته العادلة. وتحدث أبو خوصة حول الحركات الإسلامية التي أعطت الدم الفلسطيني بعداً دينياً وإسلامياً الذي تعمق بالرغم من الانقسام، وأكد على أن لا يجوز التفريط بالدم الفلسطيني ولا مساومته بالرغم من الاختلاف السياسي والفكري القائم.
من جانبه شدّد مدير عام التنمية الثقافية وسام أبو شمالة على يوم الشهيد يستوجب من الجميع الحس الوطني، وأشار بأن وزارة الثقافة بادرت لإحياء كافة الفعاليات الوطنية بالرغم من الأوجاع والتضحيات اليومية الذي يعيشها الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني لن يوحده إلا دماء الشهداء. وأشار إلى أنه لن يتوقف الدم الفلسطيني حتى تتم العودة لفلسطين، موجهاً التحية لشهداء النقب الذين سقطوا اليوم وقال: إنه يدل أن الشعب الفلسطيني جسد واحد في شتى بقاع الأرض". ووجّه أبو شمالة الشكر لمركز رؤية للأبحاث والدراسات ولجميع المراكز المشاركة التي ترعى المشهد الثقافي وترتقي بالوعي، مشدداً على أنه يجب أن تكون قضية فلسطين حاضرة في جميع ثوابتها وأن توحد الشعب الفلسطيني بالرغم من همومه اليومية.
أما الشاعرة كفاح الغصين تحدثت عن الإشكاليات التي واجهت الأدباء والشعراء والشهداء انفسهم، وكيف تعامل الإعلام عن قضية الشهيد. وتخلل الندوة مداخلات وتوصيات تطالب بتكريم الشهداء العرب الذين استشهدوا من اجل القضية الفلسطينية، ودعم صمود اسر الشهداء بتبني رعاية شؤونهم.
أرسل تعليقك