واجهت إسرائيل والولايات المتحدة، اليوم الخميس، انتقادات حادة خلال جلسة مجلس الأمن، بسبب المجازر التي ترتكبها ضد المتظاهرين السلميين العزل قرب الحدود مع قطاع غزة، وكذلك بسبب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس والاحتفال المقرر يوم 14 أيار/ مايو المقبل، أي في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، عن قلقه العميق بشأن غياب أفق الحل السياسي وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وحض ملادينوف، في كلمته أمام المجلس إسرائيل على "التقليل من استخدام الذخيرة الحية" وشدد على أن "القوة القاتلة يجب أن تستخدم فقط كآخر خيار".
وذكّر ملادينوف بأن أربعة أطفال على الأقل قتلوا بالرصاص الحي الإسرائيلي. وقد عرقلت الولايات المتحدة مرتين إصدار بيانين في مجلس الأمن يعبران عن القلق إزاء "أعمال العنف" الإسرائيلية في غزة.
وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، إن "خطط الولايات المتحدة الأميركية بإقامة احتفال بنقل سفارتها إلي القدس في 14 أيار/ مايو المقبل، من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وسيتردد الصدى في كافة أنحاء العالم".
وحذّر السفير الروسي من أن "المنطقة برمتها تمر بمنعطف خطير، فالصراعات في سورية واليمن ما زالت عالقة ونحن بحاجة إلى مزيد من الجهود الدولية لتسوية الأوضاع في ليبيا وإعادة الاستقرار إلى لبنان".
واستدرك: "ولكن يبقى في القلب من كل ذلك فلسطين، حيث لا يزال الاحتلال الإسرائيلي قائمًا".
وأردف: "وفي غزة نحن قلقون للغاية إزاء تصعيد العنف في القطاع، ومنذ اندلاع المظاهرات الأخيرة ضد الاحتلال سقط عشرات القتلى من الفلسطينيين وأصيب آلاف آخرون (خلال مسيرات العودة التي بدأت في 30 من الشهر الماضي)".
وتابع المسؤول الروسي: "نحن مستمرون في الدفاع عن الحق السلمي للتظاهر، وندعو إلى ضرورة اتخاذ تدابير لإنقاذ الموقف".
وكعادتها، تبنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الرواية الإسرائيلية التي تحاول تبرير مجازرها وانتهاكاتها من خلالها، واتهمت حركة حماس باستخدام الأطفال "دروعا بشرية"، ردًا على انتقاد إسرائيل لقتلها المتظاهرين العزل خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى.
وزعمت هايلي أن "أي طرف حريص فعلا على الأطفال في غزة عليه أن يصر على أن توقف حماس فورا استخدام الأطفال دروعا بشرية في نزاعها مع إسرائيل"، متجاهلة اللقطات المصورة التي نشرت لقتل القناصة الإسرائيليين المتظاهرين العزل من مختلف الأعمار بدم بارد.
وقالت "يصعب التفكير في عمل أكثر جبنا، حتى بالنسبة لإرهابي، من الاحتماء خلف مدنيين أبرياء". ودعت الأمم المتحدة إلى تحقيق مستقل في "أعمال العنف في غزة".
ومنذ بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى في 30 آذار/ مارس الماضي، استشهد 40 فلسطينيًا برصاص قناصة الاحتلال، وأصيب أكثر من 5500 شخص آخرين، جميعهم من المتظاهرين السلميين العزل.
اقرأ/ي أيضًا | 40 شهيدا و5511 جريحا منذ انطلاق مسيرة العودة
أرسل تعليقك