القدس المحتلة - فلسطين اليوم
يؤمن كثيرون من أهالي بلدة حوارة جنوب نابلس، أن التصريحات التي أطلقها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وتضمنت تهديدات بمحو بلدتهم من على وجه الأرض، بمثابة ترجمة لمخطط يقوده اليمين الإسرائيلي المتطرف ويحاول المستوطنون تنفيذه، باستهداف المنطقة الشمالية من البلدة والتي يمنع أهلها من مجرد "دق مسمار" فيها كما قال رئيس بلدية حوارة معين الضميدي، دون الحصول على موافقة من الجهات المختصة في دولة الاحتلال.
وقال الضميدي ، إن تصريحات سموتريتش والتي أدلى بها بعد أيام من الهجوم الإجرامي الذي شنه مستوطنون متطرفون بحماية قوات الاحتلال وتشجيع قادة مجالس المستوطنات في شمال الضفة، جاءت في إطار تبني وزراء في حكومة الاحتلال لهذه الأعمال الإجرامية وتجاوزهم للحدود والخطوط الحمراء بالدعوة إلى محو هذه البلدة من الوجود.وأضاف، إن "الاعتداء الآثم على حوارة، لم يكن محض صدفة، وإنما كان مخططا له بإحكام، حيث أغلقت قوات كبيرة من جيش الاحتلال حوارة ومنعت الخروج والدخول منها وإليها، قبل أن تسمح لمئات المستوطنين باقتحامها في هجوم عدواني غير مسبوق".
ولفت إلى أن اعتداءات المستوطنين المتطرفين طالت معظم أنحاء حوارة، ولكنها تركزت في الجهة الشمالية منها، والتي تطمح سلطات الاحتلال إلى تفريغها من أصحابها الشرعيين، وذلك من خلال اعتبارها منطقة مصنفة "ج" تخضع لسيطرة الاحتلال الكاملة، ومنع أهلها من البناء أو التوسع أو القيام بأي أعمال في حدود أراضيهم التي هي محط أطماع المستوطنين والاحتلال.ويخشى الضميدي وهو حال كثيرين من أهالي حوارة، أن يكون الاعتداء الذي ارتكبه المستوطنون بعد مقتل اثنين منهم وسط بلدتهم، وتحديدا على الشارع الرئيس برصاص مقاومين فلسطينيين، بمثابة "بروفا" أو تمرين حي لما هو أخطر يخططون لارتكابه.
وأكد الضميدي، أن الهجوم الإرهابي على حوارة والقرى المجاورة لها جنوب نابلس كان بحماية جنود الاحتلال والذين سهلوا على المستوطنين اقتحامهم وتنفيذ اعتداءاتهم.وقال، "نلمس بشكل لا يقبل التأويل المعاملة العنصرية ضدنا من قبل شرطة الاحتلال، فالفلسطيني إذا حمل زجاجة حارقة تتم تصفيته ميدانيا وبشكل مباشر، أما المستوطنون الذين يحرقون المنازل ويعتدون على المدنيين ويهددون حياتهم ويخربون ممتلكاتهم، يتم توفير الحماية لهم من قبل شرطة الاحتلال، ولا يتم اعتقالهم أو ردعهم".وأشار الضميدي إلى أن الأهالي بصدد تشكيل لجان شعبية لحماية بلدتهم، بسبب يأسهم من توفير حماية لهم من هجمات المستوطنين المتكررة.ولفت إلى أن البلدة تعاني من قيام الاحتلال بشكل مستمر بإخطار بعض المنازل والمنشآت فيها بالهدم بحجة البناء بدون ترخيص، ذلك أن ما نسبته 62% من أراضيها تقع ضمن المناطق المصنفة "ج"، ويمنع الاحتلال البناء فيها ويقوم بهدم المنشآت التي تبنى عليها.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك