القاهرة - فلسطين اليوم
أوصى مؤتمر الإفتاء العالمي، الذي عقد بالقاهرة تحت اسم "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، بإصدار تشريع يجرم الفتوى الصادرة من غير المتخصصين.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي أعلنه مفتي مصر شوقي علام أمس الثلاثاء، داعيا إلى المسارعة للعناية بتقريب الفقه الإسلامي المعاصر للجاليات المسلمة حول العالم، ورفع الواقع وتقديم الحلول الشرعية المناسبة، بالتعاون مع ذوي الشأن، وترجمة عيون الفتاوى المناسبة لأحوال المسلمين في الخارج إلى لغات البلاد المختلفة، والدعوة إلى الالتفاف حول المرجعيات الإسلامية الكبرى في العالم، وعلى رأسها الأزهر الشريف ومنهجه الوسطي الجامع بين الحفاظ على النصوص والتراث والحفاظ على المقاصد والمصالح.
كما أوصى البيان الختامي باعتماد فتاوى المجامع الفقهية مثل مجمع الفقه الإسلامي بجدة، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ومجمع الفقه بالهند فتاوى مرجعية مع مراعاة تغير الفتاوى بتغير المكان والأحوال والأزمان، مستنكراً الجهود الإرهابية الآثمة التي تحاول استغلال الجاليات الإسلامية أو المسلمين الجدد في تمرير أهدافهم الدنيئة والزج بهم في براثن التطرف والإرهاب.
وأوصى المجتمعون من العلماء والمفتين ومختلف الوفود الإسلامية حول العالم بدعم جولات الزيارات المتبادلة للمفتين المؤهلين المعتمدين وللمتدربين على الإفتاء في قضايا المسلمين في الخارج، والعناية الخاصة بالمسلمين الجدد بإصدار مناهج تعليمية معتمدة لتعليمهم صحيح الدين، وإصدار برامج تدريبية ومعسكرات تثقيفية يرد فيها على فتاواهم وأسئلتهم بشكل صحيح.
كما دعوا إلى إنشاء قاعدة بيانات للمراكز الإسلامية الموجودة في دول العالم المختلفة، مع التعريف بها، والتعاون معها لكونها وسيلة للتواصل بين المسلمين حول العالم، ووسيلة للحوار بين العالم الإسلامي والآخر، والاستفادة من وسائل الاتصالات المعاصرة، خصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي لتبادل الأفكار حول شؤون الجاليات الإسلامية في الخارج والتعرف على مشكلاتهم، ودعم البرامج التدريبية التي تقدمها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لرفع مهارة وكفاءة الدعاة وأئمة المساجد الإفتائية، وإنشاء لجان علمية لتنفيذ توصيات المؤتمر ترفع تقارير دورية للأمانة حول سبل وضع هذه التوصيات موضع التنفيذ.
ومن جانبه قال مفتي القدس محمد حسين، إن الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية يبذلون جهودا كبيرة للتصدي للفكر المتطرف.
وأضاف في كلمته، عن التكوين العلمي والإفتائي للأقليات المسلمة، وأن أبناء القدس يتعهدون بالبقاء على الرباط القوي للدفاع عن القدس قبلة المسلمين الأولى.
وأشار، إلى أن دين الإسلام أتى لنا رحمة بشريعته السمحاء التي تحمي الإنسان وتحفظ له مكانته النابعة من نبي السلام محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن جانبه أوضح مفتي مصر الدكتور علام، أن كبار رجال العلم والمفتين حول العالم طرحوا خلال المؤتمر عددا من المبادرات، بينها إنشاء مرصد للجاليات المسلمة حول العالم، وتقديم الدعم العلمي والفني في إنشاء مؤسسة إفتاء، وبحث عمل برنامج تدريبي لتحسين المعارف والمهارات الإفتائية وإنشاء ملتقى دراسات وبحوث الأقليات المسلمة، وأخيراً تبني ما يعرف بإعلان القاهرة.
واعتبر البيان، ان المؤتمر العالمي هو عبارة عن وثيقة مبادئ للتعاون والتعايش للأقليات المسلمة في بلدان العالم لتمثل مرجعاً للإفتاء والعمل ولتنظم العلاقة بين المسلمين وبعضهم وكذلك مع غيرهم داخل الأقليات المسلمة، حيث شارك في المؤتمر عدد من الشخصيات البارزة وسفراء 80 دولة، ورؤساء الإفتاء على مستوى العالم العربي والإسلامي.
وشهد المؤتمر كلمة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس الحكماء، تضمنت مجموعة من الرسائل الصريحة دار مجملها حول الضرر الذي تسبب به جمود الفتوى ومهابة العلماء والمشايخ من الاجتهاد، والذي قال إنه "ألحق العنت والضرر بجماهير الأمة".
أرسل تعليقك