الجالية الفلسطينية تسعى إلى إغاثة منكوبي الإعصار في أميركا

أطلق "الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين"، وهو الإطار الأوسع والأكثر تنظيما للجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية حملة انسانية لاسناد منكوبي الفيضانات والإعصار الذي ضرب ولاية هيوستن، شملت ابناء الجالية الفلسطينية والعربية بشكل خاص والمتضررين من ابناء الشعب الأميركي من هذه الفيضانات بشكل عام وتحدث عدد من النشطاء وأعضاء الاتحاد عن المبادرة التي تم اطلاقها لاكثر من سبب، اهمها دعم ابناء الجالية وتقويتهم واسنادهم باكثر من مجال اقتصادي وقانوني بعد الاضرار، التي تعرضوا لها سيما وان جزء منهم يعاني بسبب عدم تأمين الاملاك.

وقال الدكتور حنا حنانيا رئيس الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين، إن شعبنا الفلسطيني الذي عانى ويلات التشريد يدرك تماما اهمية اسناد كل المتضررين من هذه الفيضانات والاعاصير، وبالتالي اطلق هذه الحملة للتعبير عن تكاتفه وتضامنه مع كل المتضررين جراء هذه الفيضانات، التي ادت لكارثة انسانية اصابت الشعب الأميركي بكل مكوناته، مشددا على أن الحملة التي تم اطلاقها لا تفرق بين ابناء المجتمع الأميركي في هيوستن اعتمادا على العمل والفكر الانساني، الذي يحمله الفلسطينيون وتربوا عليه في وطنهم فلسطين وانتقل معهم لوطنهم في الاغتراب في الولايات المتحدة الأميركية.

وأشار حنانيا إلى أن الحملة تتضمن ثلاث مراحل، الأولى جمع التبرعات من أجل اسناد ابناء الجالية في الدرجة الأولى، وكل من تضرر نتيجة هذه الكارثة المناخية موضحا ان عدة الاف من ابناء الجالية الفلسطينية، يعيشون في هيوستن مقدما تعازيه لعائلة مواطنة أميركية من اصول فلسطينية والتي قضت خلال هذه الفيضانات.

وأوضح حنانيا أن الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين يطلق الحملة وكله ثقة بتوحد ودعم ابناء جاليتنا وشعبنا الفلسطيني بتقديم يد العون والاسناد للمنكوبين مشيرا ايضا الى ان الحملة تتضمن تقدم مساعدة واسناد من قبل متطوعي الاتحاد ونشطاءه الذين يعملون على مساعدة الأسر على التعرف على حقوقهم والية التواصل مع شركات التامين والجهات الحكومية الأميركية الداعمة ومساعدتهم في التعرف على كيفية تعبئة طلبات الاستفادة من الدعم، خصوصا لمن فقد ممتلكاته ومنزله.

وقال حنانيا إن الجزئية الثانية من عمل الحملة يتضمن ايضا توفير الماوى وحمايتهم صحيا وتقديم الاسناد الطبي لمن يحتاجه خصوصا في الظروف الجوي التي تلي الاعصار والفيضاناتـ مثمنا تعاون ابناء اتحاد جاليات رام الله في الولايات المتحدة بشكل خاص وابناء الجالية الفلسطينية بشكل عام وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من الدعم والاسناد التي تتضمنها حملة الاتحاد، تتضمن اعادة البناء، خصوصا لمنازل فقدها ابناء الجالية الفلسطينية في هيوستن، معربا عن امله بتقديم دعم يساهم في اسناد المنكوبين جراء هذه الفيضانات.

وبيّن يعقوب زايد الناشط الفلسطيني وعضو الهيئة الادارية في الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين انه قام بالاتصال برئيس الاتحاد على الفور، وطلب منه عقد اجتماع طارئ من اجل مناقشة اسناد العائلات الفلسطينية في هيوستن، حيث تقرر عقد اجتماع فوري تم خلاله الاتفاق على تقديم مساعدات للعائلات الفلسطينية المتضررة، نتيجة الفيضانات التي خربت منازل هذه العائلات وأكد زايد ان الاتحاد عينه رئيسا للجنة اغاثة هيوستن التي تم تشكيلها لمتابعة اوضاع المنكوبين عقب الفيضانات على ان الاتحاد وكل امكانياته وموازناته هي ملك للشعب الفلسطيني وابناء الجالية وبالتالي كان لا بد من وقفة اسناد ودعم، مشيرا الى ان الاتحاد يقوم بدعم ابناء شعبنا بداخل الوطن حيث يقدم مساعدات انسانية ومنح طلابية ومساعدات للمؤسسات، لافتا الى جملة من المساعدات التي قدمها الاتحاد لتسع مؤسسات فلسطينية بالوطن خلال الشهر الماضي حيث بلغت قيمة المساعدات نحو 2 مليون دولار.

وشدد زايد على أن ما جرى في هيوستن، أشار إلى أنه لا بد من دعم واسناد ابناءنا في الولايات المتحدة سيما ان الاتحاد هو مؤسستهم وبيتهم المعنوي في الاغتراب بالولايات المتحدة ولا بد من الوقوف الى جانبهم، موضحا ان الاتصالات بدات منذ اللحظة الاولى مع العائلات الفلسطينية عبر المتطوعين من فرع الاتحاد هناك حيث سيتم توزيع مساعدات مالية فور وصول وفد من الاتحاد الى هيوستن بعد ان يتم اعادة فتح المطارات المغلقة بسبب الاحوال الجوية.

وأضاف زايد أن للاتحاد برامج وانشطة تتمثل بجمع ملابس ومساعدات عينية لمساعدة العائلات المتضررة، إلى جانب الانشطة المصاحبة والمساندة لهذه العائلات، والمتعلقة بتعريفها حقوقها وتواصلها مع الجهات الامريكية لارسمية وشركات التامين وغيرها .

وأكد رئيس لجنة اغاثة هيوستن التابعة الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين، أن أي مساعدات يقدمها الاتحاد هي من أموال الاتحاد التي هي ملك للاعضا،ء وحان الوقت لاسنادهم لانهم في امس الحاجة لها في هذه الظروف وفق الامكانيات المتاحة. وأضاف زايد ان الاتحاد يعمل بالتعاون مع مؤسسات واندية فلسطينية اخرى ضاربا مثالا لما عمل عليه في الايام الاخيرة لاسناد ابناء الجالية المتضررين في هيوستن، من خلال التعاون مع مؤسسة الارض المقدسة للتمويل، هولي لاند فنديشن، موضحا أن هذه المؤسسة تعمل على اسناد ودعم طلبتنا في فلسطين وستعمل على مساعدة ابناء الجالية في هيوستن في محنتهم، مضيفا ان هناك محاولات للعمل مع مؤسسات فلسطينية في ديترويت ونيويورك.

وعلى صعيد اخر قال زايد إن المساعدات التي سيقدمها الاتحاد ستقدم لعائلات أميركية، لأن الاتحاد واعضاءه جزء من المجتمع الأميركي وسيعملون على مساعدة كل من يحتاج الى المساعدة كونهم جزء فاعل ونشيط من هذا المجتمع موضحا ان هذه المساعدات الانسانية تساهم بتعريف المجتمع الاميركي بحقيقة الفلسطينين وثقافتهم وهويتهم الانسانية، وسعيهم لمساعدة ابناء مجتمعهم مؤكدا ان هذه الانشطة جزء من التعريف بنا كفلسطينين

ومن ناحيته قال جورج حبيب نائب رئيس الاتحاد الاميركي لرام الله فلسطين ان الاتحاد اعلن حالة الاستنفار والطوارئ منذ اللحظة الاولى لوقوع الاعصار والفيضانات، مشيرا الى ان الاتحاد يمثل 40 الف فلسطيني من مدينة رام الله يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية كما انه يرتبط بعلاقات وثيقة ومتميزة مع كافة المؤسسات الفلسطينية العاملة على الساحة الأميركية، بما فيها بعثة فلسطين الدبلوماسية بواشنطن.

وأشار إلى أن الاتحاد تاسس قبل 60 عاما وهو جزء من ائتلاف المؤسسات الفلسطينية بالولايات المتحدة التي هي ايضا تعمل في مساندة ودعم شعبنا وتساند الاتحاد في حملته، مؤكدا ان حملة اغاثة هيوستن تندرج في اطار فعالياته وانشطته ومبادراته، من اجل شعبنا الفلسطيني في كل اماكن تواجده واينما يكون هناك حاجة يمد الاتحاد يده لنصرة المحتاجين.

وأشار حبيب إلى ان الاتحاد قدم وسيقدم كل ما يلزم لاسناد ابناءنا واخوتنا ابناء الجالية الفلسطينية بشكل خاص وكل من يحتاج للخدمة ويعلم به الاتحاد وفق امكانياته وقدراته ليكونوا قادرين على مواجهة الكارثة الطبيعية التي احدثت دمارا كبيرا، موضحا ان هناك بعثة الاتحاد الطبية وهي البعثة التي تكون جاهزة للعمل باي مكان يرسلها الاتحاد اليه لدعم شعبنا الفلسطيني، مشيرا الى ان البعثة كانت في فلسطين قبل شهر وعملت على تدريب الاطباء بفلسطين كما قدمت مساعدات واجهزة طبية للمشافي الفلسطينية وهي اليوم عل اتم الاستعداد للذهاب الى هيوستن من اجل تقديم خدماتها الى من يحتاجها هناك.

وأكد نائب رئيس الاتحاد الاميركي لرام الله فلسطين ان مبادرة اغاثة هيوستن من قبل منظمة فلسطينية هي مبادرة اولى من قبل مؤسسات او جالية اجنبية في الولايات المتحدة، موضحا انها ليست الاولى من نوعها حيث ان الاتحاد نظم حملة اغاثة قبل سنوات ايضا عند حدوث اعصار كاترينا الشهير، حيث قدم الاتحاد مساعدات للمجتمع الاميركي.

وأعلن حبيب ان الاتحاد نسق وينشق خطواته وفعالياته مع البعثة الفلسطينية الدبلوماسية "السفارة"، ومع السفير حسام زملط الذي تواصل ويتواصل مع الاتحاد والجالية خصوصا في هيوستن من اجل اسنادهم ومساعدتهم، موضحا ان هناك ائتلاف يضم كافة الجاليات والمنظمات الفلسطينية لتنسيق وتعزيز التعاون لخدمة شعبنا وقضيتنا في كافة المجالات.

وأشار إلى وجود تنسيق مع جمعيات اميركية حيث يهدف العمل إلى استثمار العلاقة مع المؤسسات المعتدلة التي تتضامن مع شعبنا، معتبرا العمل الانساني الفلسطيني لاخوته في الجالية وللمجتمع الامريكي بشكل عام يعكس حقيقة الفلسطينين الانسانية والوجه المشرق لهم، موضحا ان هذه المبادرات تساهم بتغيير وجهة النظر الاميركية عن الشعب الفلسطيني مضيفا ان التنسيق مع البعثة والاجتماعات التي عقدت مع السفير حسام زملط قبل شهرين ناقشت تنفيذ فعاليات وانشطة مختلفة من اجل فلسطين.

وبدورهم عبر ابناء وبنات الجالية الفلسطينية في هيوستن عن عميق شكرهم وتقديرهم لمبادرة الاتحاد الرامية، لدعمهم واسنادهم بعد الاضرار التي تعرضوا لها نتيجة الاعصار والفيضانات الاخيرة، والتي ادت لوقوع خسائر مادية وبشرية حيث توفيت مواطنة فلسطينية من عائلة الشكعة تعيش في هيوستن نتيجة الفيضانات وفي هذا الاطار قالت الناشطة النسوية الفلسطينية وفا بابا وهي ناشطة في الاتحاد وكانت من المنظمين لمؤتمر الاتحاد التاسع والخمسين والذي اقيم في هيوستن ان الفلسطينيين في هيوستن يقدرون مبادرة الاتحاد وسعيه لتقديم الدعم والتواصل موضحة ان هذه الخطوة اعطتهم شعورا بمستوى الحرص العالي والمسؤولية للاتحاد وادارته ليس فقط من اجل اهلنا وشعبنا بفلسطين بالداخل والذين يتم تقديم الدعم لهم من خلال البعثات الطبية والمساعدات من اجهزة ومعدات والمنح للطلبة بالجامعات والتدريبات للاطباء بل ان الاتحاد اكد انه بيت كل الفلسطينين في الاغتراب بالولايات المتحدة الاميركية.

وأشارت إلى أن ابناء الجالية عبروا عن ارتياحهم وشكرهم وتقديرهم لخطوة الاتحاد الأميركي لرام الله فلسطين الذي تبرع ماديا الى جانب تقديم خدمات معنوية لابناء الجالية، خصوصا الذين خسروا محالهم ومنازلهم، موضحة ان البعض منهم لم يكن مؤمنا على ممتلكاته مما يعني انه خسر كل شيئ لولا مبادرة الاتحاد التي قدمت مساعدة مالية الى جانب المساعدة بالخبرات القانونية

وأشارت بابا الى ان مجموعة من محامي الاتحاد واعضاءه من محامين ومهندسين اكدوا انهم سيعملون على اسناد الجالية الفلسطينية بالنواحي الهندسية، لاعادة بناء ما تدمر نتيجة الفيضانات فيما سيقوم المحامين بتوفير اسناد ودعم قضائي وقانوني لكل من يحتاج لذلك خصوصا من لم يكن لهم تامينات حيث جاءت الفيضانات بشكل مفاجئ.

وأكدت بابا ان المراة الفلسطينية لها دور كبير في الولايات المتحدة الاميركية حيث تستطيع ان تنقل وتعبر عن الموقف والراي الفلسطيني اينما ذهبت في عملها، كما انها جزء من المجتمع الاميركي الان وقادرة على نقل الصورة والعمل من اجل فلسطين وقضيتها كما انها الحريصة على تربية الاجيال من الشباب المغترب على ثقافتهم والترابط بمجتمعهم، موضحة ان المراة حاضرة في حملة اغاثة هيوستن باكثر من شكل كما ان الاتحاد الاتحاد الامريكي لرام الله فلسطين يعطي المراة دورها بشكل ممتاز.

وبيّنت ان عمل الاتحاد منظم ومهني وهو مدعاة لرفع الراس بفلسطنيتهم وانتماءهم لمدتمعهم وحرصهم على ابناء جاليتهم، مشيرة الى ان هناك تعاون وثيق بين المجتمع والاتحاد كما ان هناك علاقة تعاون مع السفارة الفلسطينية بواشنطن مثمنة ايضا حرص واتصالات السفير الفلسطيني حسام زملط معها كناشطة لمعرفة اوضاع الفلسطينين ومد يد العون لهم في محنتهم بهيوستن.

واشارت الى ان الاعلام الاميركي تابع واقع الجالية ومبادرة الاتحاد لدعم المتضررين موضحة ان العديد من الصحف ومحطات التلفزة والاذاعة تحدثت عن هذه المبادرة من الاتحاد الاميركي لرام الله فلسطين، وأهمية ذلك في تعزيز الحضور الفلسطيني بالولايات المتحدة الاميركية شاكرة الاتحاد ورئاسته على لفتتهم ومبادرتهم المتميزة على مستوى الولايات الأميركية جميعها.