دمشق - فلسطين اليوم
بحث د. زكريا الاغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس وفد المنظمة إلى سورية والوفد المرافق معه خلال لقائهم امس مع نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد معالجة أزمة مخيم اليرموك ومن أجل العمل على «تحييد المخيم « عن النزاع العسكري وإخراج المسلحين منه وفك الحصار عنه , بعد سيطرة تنظيم داعش لأجزاء واسعة من المخيم كما بحث المسؤولان فتح ممرات امنة لتسهيل ادخال المساعدات للمخيم كما ناقشا ملف المعتقلين الفلسطينيين في سورية وتسوية اوضاعهم.
ويترأس الوفد الدكتور الاغا وعضوا اللجنة أحمد مجدلاني، وصالح رأفت، وسفير فلسطين لدى سورية محمود الخالدي ومدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير في سورية أنور عبد الهادي.
وقال الآغا لـ›وفا›: إن اللقاء بحث كيفية التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وإيجاد الحلول للمشاكل التي يواجهونها، وأسبابها وكيفية معالجتها، إضافة إلى ما يتعلق باﻷمور اليومية، ومساعدة الفلسطينيين الذين ما زالوا في مخيم اليرموك، وكيفية الوصول إليهم.
ونقل د. الاغا موقف منظمة التحرير الفلسطينية الثابت بضرورة عدم الانجرار إلى الصراع الدائر في سورية الشقيقة والحفاظ على حيادية المخيمات، وعدم اللجوء للخيار العسكري لطرد المجموعات المسلحة التي احتلت أجزاء من المخيم لما لهذا الخيار من نتائج خطيرة سيدفع ثمنها أبناء شعبنا الفلسطيني بهدف إعادة تهجير أبناء المخيم وتدمير ما تبقى منه. مشيراً إلى ان موقف منظمة التحرير ينطلق من قاعدة ان اللاجئين الفلسطينيين ضيوف مؤقتون على الاراضي السورية ولزاماً عليهم عدم التدخل في الشأن السوري الداخلي إلى جانب حرص المنظمة على الحفاظ على حياة اللاجئين الفلسطينيين.
واشار إلى جود اطراف اقليمية ودولية تدعم بعض المجموعات المسلحة معنية بزج المخيمات الفلسطينية في اتون الصراع الداخلي في سورية في مسعى منها لإسقاط حق اللاجئين في العودة من خلال تدمير المخيمات وتفريغها من اللاجئين هذا الحق المشروع الذي دافعت عنه سورية على مدار 67 عاماً وكانت ومازالت صمام الامان له.
وبحث الاغا والوفد المرافق مع الوزير المقداد اليات ادخال المواد الغذائية والادوية للاجئين الفلسطينيين المتواجدين داخل المخيم وكذلك للاجئين الذين نزحوا من المخيم إلى المناطق المجاورة له مؤكداً ضرورة واهمية الاستمرار في فتح الممرات الامنة لإدخال المساعدات للمخيم.
وقال الاغا ان الاجتماع كان ايجابياً وان هناك تفهماً سورياً لموقف منظمة التحرير الفلسطينية حول عدم اللجوء للخيار العسكري لحل ازمة مخيم اليرموك مشيراً إلى ان المقداد وعد في تقديم كافة التسهيلات لضمان ادخال المساعدات للاجئين الفلسطينيين داخل المخيم.
وأكد الاغا حرص القيادة الفلسطينية على وحدة سورية واستقرارها ودعمها للحل السياسي للخروج من ازمتها الداخلية.
كما أكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين القيادتين الفلسطينية والسورية مشيرا إلى استمرار التنسيق بين الجانبين من أجل تخفيف المعاناة عن سكان مخيم اليرموك ومشددا على وجود توافق بينهما حول الوضع في المخيم وطريقة معالجته.
وشدد على احترام القيادة الفلسطينية للسيادة السورية ودعمها للاجراءات التي تتخذها الحكومة السورية للدفاع عن أرضها وشعبها.
من جهته أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الشعب الفلسطيني في سورية يدفع ثمن صموده وإصراره على التمسك بحق العودة وبناء دولته المستقلة وأن الاعتداءات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية على مخيمات الشعب الفلسطيني في سورية من قبل تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” تأتي في اطار تنفيذ مخطط رسمته “إسرائيل” بالتعاون مع الدوائر الغربية وعملائها في المنطقة العربية.
وأشار إلى أن الحكومة السورية قدمت ما بوسعها للتخفيف من معاناة سكان مخيم اليرموك.
وقال إن الحكومة السورية قدمت أماكن الإيواء والمساعدات الإنسانية للسكان الذين خرجوا من مخيم اليرموك وقامت بإيصال المساعدات لمن بقي داخله.
وعلى صعيد اخر اجتمع مساء امس وفد منظمة التحرير الفلسطينية مع وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط في مقر الوزارة بدمشق وبحث الاجتماع اليات ادخال المساعدات الغذائية والأدوية للمخيم توفير مراكز إيواء آمنة للاجئين الذين نزحوا من مخيم اليرموك والذي يقارب عددهم إلى 2800 عائلة فلسطينية.
وكان وفد منظمة التحرير الفلسطينية عقب وصوله العاصمة السورية دمشق عقد اجتماعاً لفصائل منظمة التحرير في مقر السفارة الفلسطينية بدمشق .
واطلعت الفصائل الاغا والوفد المرافق بالتطورات الميدانية والأمنية التي يشهدها مخيم اليرموك كما استمع الوفد من الفصائل شرحاً مفصلاً عن احتياجات اللاجئين والمشاكل التي يواجهونها في المخيم بعد سيطرة داعش لجزء منه واحتدام القتال فيه.
وأكد الاغا ضرورة تعزيز الجهد السياسي الموحد من جميع الفصائل لحماية المخيم والحفاظ على ارواح اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد ان المنظمة والرئيس عباس يواصلان متابعتهما الدائمة للأوضاع في مخيم اليرموك ولجموع اللاجئين في والذين نزحوا من مخيماتهم بالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية وخاصة وكالة الغوث والصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري مشيراً إلى ان الرئيس ابو مازن أصدر قراراً بخصم يوم عمل من كافة الموظفين وخصم 1% من رواتب المتقاعدين، لصالح اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك لتعزيز صمودهم والتخفيف من معاناتهم.
من جهة اخرى قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس انها قامت بتسليم مساعدات لأسر نزحت من مخيم اليرموك في مناطق لم تستطع المنظمة الدولية الدخول اليها منذ نحو العامين.
وقالت (يونيسيف) انها أوصلت حفاضات للرضع وطرود مساعدات لحديثي الولادة وأدوية وملابس أطفال هذا الاسبوع لمناطق قريبة من المخيم الذي فر منه ما يقدر بنحو 2500 أسرة وهو ما زاد عدد السكان بالمنطقة الى أكثر من 50 ألف شخص.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة جولييت توما ان المنظمة الدولية لم تستطع الوصول الى هذه المناطق من قبل لعدم تمكنها من الحصول على اذن بالعبور من الحكومة السورية.
وأضافت: هذه انفراجة لكننا نحتاج لما هو اكثر كثيرا من ذلك. وتقول المنظمة الدولية انها لم تستطع سوى ارسال سبع قافلات عبر خطوط الصراع في سورية هذا العام.
وقالت ان المساعدات مرت بخمس نقاط تفتيش حتى وصلت الى الاسر في يلدا وببيلا وبيت سحم على بعد نحو عشرة كيلومترات الى الجنوب من دمشق.
وأضافت: «الاحتياجات الانسانية في هذه المناطق رهيبة». ومصادر المياه ملوثة وينبغي معالجتها قبل توزيعها بينما لا يعمل سوى 20 في المائة من الابار الموجودة.
وقالت ان الكهرباء لا تتوفر الا لساعة واحدة في اليوم ولا يوجد الا طبيب واحد بالمنطقة مقارنة بخمسمئة قبل بدء الازمة السورية العام 2011.
ووصلت أسعار السلع الاساسية حاليا الى ما بين أربعة وخمسة أمثال ما كانت عليه.
أرسل تعليقك