قال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، إن ما يحدث في القدس من تهويد وتهجير لأهلها، لا يمكن السكوت عليه.
وحذر العربي في مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، استعرض خلاله حصاد عام 2014، من مخططات إسرائيل لتهويد القدس والقضاء على هويتها وفق خطة مدروسة، وتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، واستمرار الاستيطان غير المشروع.
وشدد على أهمية القرار العربي الذي سيتم التصويت عليه في مجلس الأمن بشأن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني محدد، معربا عن أمله بأن يأتي التصويت لصالح الأهداف الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
وأشار إلى أن سفراء المجموعة العربية في نيويورك سيجتمعون غدا الإثنين للنظر في كل هذه التطورات، إضافة الى ما شهده هذا العام من تصعيد خطير للانتهاكات الإسرائيلية، التي طالت كافة مكونات الحياة الفلسطينية، وألحقت أضرارا جسيمة غير مسبوقة بالبنية التحتية.
وقال: قضية فلسطين تبقى الموضوع الأول بالنسبة لنا مهما كانت الأمور الأخرى مشتعلة، ولكن مشكلة هذه القضية، أن الدول العربية لا تستطيع بمفردها حلها لوجود طرف آخر.
واعتبر أن مطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحل الحكومة واجراء انتخابات مبكرة هو استمرار لسياسة تضييع الوقت والهروب من اي تفاوض، منبها أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعتبر عنصر الوقت هدفا استراتيجيا.
وقال إن هناك 192 دولة ينطبق عليها القانون الدولي، لكنه لا ينطبق على دولة واحدة وهي اسرائيل، مؤكدا انه من حق دولة فلسطين التي اعترفت بها الأمم المتحدة في 29/11/2012 أن تنضم الى كل المعاهدات والاتفاقيات.
وأكد العربي انه لا بد للدول العربية أن تشارك في الحملة الدولية للمقاطعة الدولية لإسرائيل، حيث إن هناك دعما عربيا للموقف الفلسطيني، وهذا ما أقره مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير.
وشدد على أهمية مؤتمر القاهرة لإعادة اعمار غزة، الذي عقد في القاهرة تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، منتقدا عدم وجود آلية لجمع ما التزم به الدول المانحة من تعهدات مالية تقدر بأكثر من 5 مليارات دولار أميركي، لسرعة اعادة الاعمار.
وكشف الأمين العام، عن زيارة لوزير خارجية النرويج بروج برندا للقاهرة يوم 8 الشهر المقبل، وذلك للبحث في آليات تنفيذ التعهدات المالية التي حصل عليها مؤتمر القاهرة الدولي لسرعة تنفيذ التعهدات المالية بأسرع وقت .
وأكد أن الجامعة تواصل جهودها لمتابعة ورصد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، وإعداد تقارير حول أوضاعهم، مشيرا إلى أنها شاركت في اجتماعين تنسيقيين للدول المضيفة في الأردن في 15/6/2014، و16/11/2014 لتقديم حزمة أفضل للاجئين الفلسطينيين بعد اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا، لتنسيق الجهود في هذا الشأن، وبحث إمكانية رفع نسبة المساهمة العربية في الموازنة.
وحول قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكد العربي أن الجامعة تواصل إعداد التقارير لرصد وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية، التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال في انتهاك واضح لكافة المواثيق الدولية، ولفت إلى ان مجلس إدارة الصندوق العربي عقد اجتماعا الشهر الجاري لتمويل 30 مشروعا لـ30 أسيرا على هيئة قروض تسدد فيما بعد من تدوير مشاريع الأسرى.
واكد أهمية الخطوات التي شهدها عام 2014 على صعيد المصالحة الفلسطينية–الفلسطينية، رغم ما تواجهه من تحديات، داعيا في الوقت ذاته الى دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد لله.
وعلى صعيد آخر، حذر العربي مجددا من تنامي ارهاب تنظيم داعش، موضحا أهمية القرار التاريخي الصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في 7 سبتمبر الماضي، بشأن حماية وصيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الارهاب والتنظيمات الارهابية المتطرفة.
وقال العربي، إن الجامعة بدأت التحضيرات الخاصة بالقمة العربية المقبلة في دورتها الـ26 التي ستعقد في مصر مارس المقبل، مؤكدا أهميتها التي تأتي في توقيت هام ومتغيرات كبيرة تشهدها العديد من دول المنطقة، ولا بد من تنقية الاجواء العربية والمصالحة المصرية القطرية التي جاءت مؤخرا بجهود مقدرة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح.
وفيما يخص ملف حقوق الانسان، أكد العربي أهمية المحكمة العربية لحقوق الانسان التي جاءت بمبادرة بحرينية واقرتها قمة الكويت الاخيرة، داعيا الدول العربية الى المصادقة على النظام الأساسي لهذه المحكمة، والذي لا يزال يواجه بعض الانتقادات.
وشدد على حرص الجامعة العربية على التعاون مع محيطها الاقليمي والدولي في اطار منتديات وتجمعات لتحقيق المصالح المشتركة، ومن بينها المنتدى العربي الهندي، والعربي مع دول أميركا اللاتينية، والعربي الروسي.
نقلًا عن "وفا"
أرسل تعليقك