السلطة الفلسطينيّة تستنجد بالأردن لوقف المخططات التهويدية
آخر تحديث GMT 04:16:48
 فلسطين اليوم -

السلطة الفلسطينيّة تستنجد بالأردن لوقف المخططات التهويدية

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - السلطة الفلسطينيّة تستنجد بالأردن لوقف المخططات التهويدية

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
القدس المحتلّة ـ وليد أبوسرحان

لجأت السلطة الفلسطينية إلى طلب استنجاد من الأردن خلال الفترة الماضية؛ للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للحدّ من مخططاتها التهويدية في المدينة، بعد أنَّ باتت السلطة عاجزة عن حماية المدينة، إلا أنَّ حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نجحت من خلال الاستجابة للضغوط الأردنية بشأن وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، لفصل الحَرم القدسي عن باقي مشاكل المدينة وما تتعرض له من تهويد متواصل.

وللمرة الأولى رسميًا، وبعد عقود من إعلان فك الارتباط الأردني الفلسطيني سنة 1985؛ يُمثِّل الملك الأردني الفلسطينيين فيما يتعلق بالقدس والأقصى، بموافقة وطلب فلسطيني رسمي، أثناء الاجتماع الثلاثي الذي عقد الخميس المنصرم في عمان بين الملك عبدالله وجون كيري ونتنياهو، والذي أفضى حسبما أعلن إلى تهدئة وإعلان نتنياهو بالمحافظة على الوضع القائم في الحَرم القدسي، وهو ما تم فعلاً، حيث سمحت إسرائيل في اليوم التالي بوصول المسلمين إلى الحَرم والصلاة فيه دون قيود عمرية، ومن جانب آخر شهدت القدس هدوءًا نسبيًا مميزًا عن الأيام والأسابيع السابقة.

ووفق ما ذكؤه مركز "أطلس للدراسات الاسرائيلية"، الاثنين، ما كان لمشهد التمثيل الأردني للقدس أمام إسرائيل أنَّ يعود لولا فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من ناحية، وشعور السلطة بعجزها عن حماية القدس والأقصى، بعد أنَّ وصلت إلى مرحلة لا تستطيع فيها إطلاق يد المقاومة الشعبية؛ خشية من ارتدادات ذلك عليها، كما لا تستطيع التصدي لانفجار إرادة الشعب.

وفي الوقت ذاته باتت أكثر قناعة أنَّ أميركا، حتى لو أرادت، غير قادرة على مساعدتها بوقف الهجمة الصهيونية على القدس من ناحية ثانية، والسلطة التي كانت مضطرة لأنَّ تفعل شيئًا، غير التوسل لأميركا، واختارت الاستنجاد بالورقة الأردنية من بين كل أوراقها.

ومهّدت السلطة في العام الماضي ووفرت البيئة السياسية المطلوبة لتمكين الأردن من اتخاذ ما يلزم لحماية القدس، عبر توقيع السلطة لمذكرة تفويض فلسطيني للأردن بالاضطلاع بمسؤولياته في حماية القدس والأقصى، لما يتمتع به الأردن من صلة تاريخية بالمدينة ومؤسساتها الوقفية، وأيضًا لما يملكه من تأثير ونفوذ ووزن على الساحة الدولية، وعلى مستوى علاقاته الثنائية الخاصة والمميزة بإسرائيل.

ويؤكد الخبر الرئيسي الذي تناول عقد اللقاء الثلاثي أنَّ الملك عبدالله التقى قبل اللقاء الثلاثي بالرئيس عباس، واتفق الاثنان على أنَّ يمثل الملك الطرف الفلسطيني أثناء اللقاء، كلمات محدودة لكنها عميقة الدلالة، لا سيما أنها لا تأتِ في سياق المساعدة وتبادل الأدوار في ظروف طبيعية؛ بل في ظروف ضعف فلسطيني وفشل المفاوضات وزيادة مؤشرات فشل خيار دولة الـ67، وظهور خيارات وبدائل من بينها خيارات ذات صلة بالأردن؛ الأمر الذي يجعل ذاكرتنا تستعيد تلقائيًا مشهد الوفد الفلسطيني في مدريد تحت المظلة الأردنية، مع فارق أنَّ الفلسطيني في مدريد دخل مضطرًا تحت المظلة الأردنية نتيجة لموقف إسرائيلي أصرّ على ألا يعترف بـ"م. ت. ف" كممثل للشعب الفلسطيني، لكنه اليوم يختار أنَّ يدخل تحتها طوعًا.

والمشهد بكليته وما نتج عنه من تهدئة ميدانية واستجابة فورية إسرائيلية فيما يخص منطقة الحَرم، بالإضافة لما يسرب من أنَّ نتنياهو ينوي زيارة عمان في القريب لاستكمال بحث خطوات التهدئة؛ يعزز صلة الملك بالقدس ويقوي أكثر فأكثر الحضور الأردني، ويظهر السلطة وكأنها امتداد للنفوذ الأردني.

وربما الفلسطيني عمومًا، والمقدسي على وجه التحديد، لن ينظر بحساسية بالغة لأي حضور أردني، كما أنه لن يهتم كثيرًا باستذكار معارك الدفاع عن استقلالية القرار الفلسطيني، لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بحماية مدينة القدس والأقصى، ويمكن النظر للدور الأردني على أنه جزء من العمق العربي، الذي يؤدي واجباته القومية وبدورة الطبيعي في التصدي للهجمة الصهيونية، وهو ترجمة لعمق الإحساس بالمسؤولية وتلبية لنداء فلسطيني دائم للأشقاء العرب في دعم القضية ومناصرتها وحماية القدس.

وبيد أنَّ جوهر ما جرى بحثه في اللقاء الثلاثي وما تم الوصول إليه من نتائج؛ يثير الكثير من القلق ويشكل خيبة أمل كبيرة أخرى، وبتحليل المضمون، واعتمادًا على ما جاء على لسان المسؤولين الأميركيين والأردنيين والإسرائيليين، نجد أنَّ وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، عقب بعد اللقاء أكد: "حديث نتنياهو كان إيجابيًا، والأردن ينتظر الخطوات التي سينفذها"، فما الذي ذكره نتنياهو لتوصف أقواله بالإيجابية؟ هل أعلن عن وقف البناء والاستيطان والاستيلاء على الأحياء العربية ووقف هجمة تهويد القدس والانفلات الاستيطاني؟ أم أعلن عن توقفه عن التوعد للمقدسيين بالمزيد من البطش وتغليظ القوانين العنصرية؟ أو أعلن أنَّ القدس لم تعد العاصمة الموحدة لدولة الشعب اليهودي؟ أو أنه أعلن توقفه عن التحريض ضد الرئاسة الفلسطينية وضد كل مكونات الشعب الفلسطيني؟

إننا نستغرب أنَّ يصف وزير خارجية عربي يرتبط شعبه ودولته بشكل خاص بمدينة القدس، أقوال كبير المتطرِّفين نتنياهو بالإيجابية؛ وحيث أنَّ كل ما قاله نتنياهو واستعد بتنفيذه يتعلق فقط بالمحافظة على الوضع القائم الخاص في المسجد الأقصى، وهو ما حدث فعلاً؛ حيث سمح في اليوم التالي للمصلّين من كل الأعمار بالصلاة في المسجد الأقصى، ونتنياهو هنا لم يتراجع عن قرار سياسي اتخذته حكومته، ففرض القيود على الوصول للمسجد الأقصى من صلاحية الشرطة التي تزعم أنها تحددها وفق الحالة الأمنية، والحكومات الإسرائيلية عامة، وعلى اختلافها، تعلن التزامها بالوضع القائم والتزامها بحرية الصلاة.

وسعى وزير الخارجية جون كيري وتوسط لعقد اللقاء بناء على قلق أميركي من انفجار الأحداث وخروجها عن السيطرة، وطلب أردني وإسرائيلي في محاولة لإطفاء الحريق؛ عقب بعد اللقاء أنَّ "القيادة ملتزمة بإعادة الهدوء إلى المنطقة ووقف الأعمال الاستفزازية، الملك عبدالله الذي استقبلنا، ونتنياهو الذي جاء إلى هنا، والجهد الذي بذلناه على مدار أكثر من ثلاث ساعات تثبت أنهم مهتمون بعودة الهدوء وعدم الانجرار نحو المزيد من التدهور"، وهنا كيري يرحب بالدور الأردني باعتباره طرفًا مسؤولاً عن عودة الهدوء ووقف الأعمال الاستفزازية في القدس.

لكن أخطر ما ذكره كيري يكمن في دفاعه عن سياسات البطش الاحتلالية وتحميله الفلسطينيين مسؤولية التدهور، دون التطرق لممارسات التهويد والاستيطان، حيث أكد أثناء رده على سؤال عن مدى التزام نتنياهو: "أعرب نتنياهو عن التزامه بالمحافظة على الوضع القائم في المسجد الأقصى، كل القادة، وبشكل خاص نتنياهو، أظهروا التزامًا بأنَّ يضعوا حدًا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتقدم في المفاوضات، كيف يمكن أنَّ تكون رئيسًا للحكومة عندما يموت الناس دعسًا في محطات السفر ولا ترد؟ كيف يمكن لك أنَّ تكون رئيس حكومة عندما يطعن شخص ما في الشارع حتى الموت ولا ترد؟ أنا أثق أنَّ رئيس الحكومة الذي جاء إلى هنا يشعر بالقلق وصرّح بأقوال قوية".

وبحسب مركز "أطلس"، فإنَّ اللقاء الثلاثي الذي عزز الصلة الأردنية بالقدس، وأعاد خيار المظلة الأردنية؛ استجاب للسياسات الإسرائيلية بالفصل بين مدينة القدس وبين الأقصى، فركّز اللقاء وانحصر الاهتمام بعودة الهدوء للقدس عبر عودة الوضع القائم الخاص بالصلاة في الأقصى مع الاغفال المتعمد لحقيقة أنَّ ما يجري في القدس انعكاس وردة فعل طبيعية لسياسات تهويد المدينة، حيث لم يتطرق اللقاء للسياسات الاحتلالية الإسرائيلية داخل المدينة؛ الأمر الذي يعني بشكل غير مباشر أنَّ التهدئة ستكون على حساب استمرار معاناة المدينة جراء استمرار سياسات الاستيطان، وكأن ثمة تسليم عملي بالأمر الواقع على المدينة، ولم يبق لنا إلا إنقاذ الأقصى تحت شعار قديم يجدد اليوم "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، أو بكلمات أكثر صراحة "أخذتم القدس فاتركوا لنا الأقصى".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطة الفلسطينيّة تستنجد بالأردن لوقف المخططات التهويدية السلطة الفلسطينيّة تستنجد بالأردن لوقف المخططات التهويدية



GMT 20:24 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

الاحتلال يعتقل شاباً وطفلاً من بيت لحم
 فلسطين اليوم -

إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 03:57 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان
 فلسطين اليوم - تظاهرة تضامنية مع غزة في العاصمة الأردنية عمّان

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday