تحدّث سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة فلسطين بولات سارسينبايف عن محطات عمله الدبلوماسي خلال الفترة السابقة، وتجربته على وجه الخصوص في فلسطين منذ عام 2012، كأول سفير لجمهورية كازاخستان لدى دولة فلسطين غير مقيم.
وبهذا الخصوص قال السفير الكازاخي لـ'وفا'، 'في عام 2012 أصدر الرئيس نورسلطان نزارباييف قرارا بتعييني كأول سفير فوق العادة ومفوض غير مقيم لجمهورية كازاخستان لدى دولة فلسطين، وعن المستوى العالي للتعاون فقد أعطى الجانب الفلسطيني خلال خمسة أيام، الموافقة على تعييني كسفير'.
وأضاف: اليوم ترى فلسطين في كازاخستان شريكا مهما ذا ثقل سياسي كبير في الساحة الدولية وإمكانيات اقتصادية كبيرة، ويؤكد عمل البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في العاصمة 'أستانا' على الأهمية التي تولى لعلاقات السلطة الفلسطينية المتبادلة مع كازاخستان.
وشدد على ضرورة العمل مستقبلا على تطوير العلاقات المتبادلة مع فلسطين في مختلف مجالات التنمية، بقوله: من أجل تنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقات خلال المفاوضات على أعلى المستويات، على كلا الجانبين التركيز على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الذي لا يتوافق حاليا بالدرجة الكاملة مع الإمكانات المتوفرة.
وأكد 'وجوب العمل على إقامة سلسلة من الفعاليات الهامة، التي من شأنها أن تعزز العلاقات الثنائية بشكل كبير، كعقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية للتعاون التجاري والاقتصادي، وإنشاء مجلس أعمال مشترك'.
وأشار إلى أن مثل هذا التطور للعلاقات الثنائية أصبح ممكنا في المقام الأول بفضل الأساس المتين للتعاون بين كازاخستان وفلسطين بفضل جهود قيادة البلدين، المتمثلة برئيس كازاخستان نورسلطان نزارباييف، ورئيسي دولة فلسطين الشهيد ياسر عرفات ومحمود عباس.
كما ثمن قيادة دولة فلسطين على ما قدمته له من مساعدة كبيرة خلال فترة تأديته لمهمته كأول سفير لجمهورية كازاخستان لدى دولة فلسطين، مشيدا حسب قوله: 'بدماثة الأخلاق التي لمسناها لدى الفلسطينيين بغض النظر عن مناصبهم ووظائفهم، وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي الصعب في البلاد، فأمامي كان هناك دائما أناس مستعدون للعمل لصالح بلدهم وشعبهم، وطنيون حقيقيون يحبون وطنهم الأم'.
وأعرب عن أمله بأن يعم الاستقرار في كافة الأراضي الفلسطينية، وقال: إنني على ثقة من أن الفلسطينيين سيحققون حلمهم بتأسيس دولة فلسطين المستقلة، التي ننتظرها كلنا منذ عدة سنوات'.
كما تحدّث السفير الكازاخي عن محطات عمله السابقة والعلاقات التاريخية بين البلدين بالقول:
- كان في منظومة وزارة خارجية كازاخستان منذ عام 1997، وشغل مناصب رفيعة في الإدارة المركزية لوزارة خارجية جمهورية كازاخستان، كما شغل منصب مستشار لسفارة كازاخستان في دولة إسرائيل، والقنصل العام في هونغ كونغ، والقائم بالأعمال في اليونان.
- في عام 2007 تم تعيينه سفيرا فوق العادة ومفوضا لجمهورية كازاخستان لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وفي عام 2012 كأول سفير فوق العادة ومفوض لجمهورية كازاخستان غير مقيم لدى دولة فلسطين.
- في عام 2012 احتفلنا بالذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان وفلسطين كدولتين بينهما تاريخ أعمق من ذلك بكثير، ويمثل الحوار القائم اليوم بين 'أستانا' ورام الله، نتيجة للديناميكية الإيجابية التي حدثت في السنوات السابقة.
- كانت أسس التعاون الكازاخستاني-الفلسطيني قد أرسيت في عهد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، الذي كان أول زعيم عربي يقوم بزيارة لكازاخستان في فجر استقلالها في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1991.
- في 6 نيسان/أبريل 1992، ومن خلال تبادل المذكرات، أقيمت رسميا العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبعدها بعام تم افتتاح سفارة لفلسطين في ألماطي.
- كان من شأن الزيارة التي قام بها إلى فلسطين الرئيس نورسلطان نزارباييف في كانون الأول/ ديسمبر 1995 أن ساهمت في مواصلة تمتين العلاقات الوديّة بين البلدين، وخلال الزيارة تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين الحكومتين أصبحت تمثل الأساس للإطار القانوني الثنائي.
- تمثلت الخطوة التالية في تطوير العلاقات الكازاخستانية- الفلسطينية في الزيارة الثانية التي قام بها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى 'ألماطي' في 16 نيسان/ ابريل 1999. والتقى الزعيمان الكازاخستاني والفلسطيني في عام 2000 في رام الله.
- على مدى 22 عاما وفلسطين تدعم بنشاط المبادرات السياسية الخارجية لكازاخستان على الساحة الدولية، وتعتبر فلسطين أحد أوائل أعضاء المنتدى الدولي لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا الذي كان صاحب فكرة عقده رئيس كازاخستان نورسلطان نزارباييف في تشرين الأول/ أكتوبر 1992، ويعتبر الوفد الفلسطيني مشاركا دائما في جميع الاجتماعات في إطار هذا المنتدى.
- دعم الجانب الفلسطيني رئاسة كازاخستان لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي)، وكذلك جميع خطوات كازاخستان في إطار المنظمة، بما في ذلك إنشاء معهد 'المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي' ومقرّه في أستانا.
- ساهمت كازاخستان بدورها، وبوصفها البلد- المترئس مساهمة كبيرة في حشد الدعم الدولي لتطلعات الشعب الفلسطيني للاعتراف بدولته وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. فمثلا في عام 2011 صوتت كازاخستان لصالح اعتماد فلسطين عضوا كامل العضوية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفي عام 2012 - لمنح فلسطين صفة دولة مراقبة ليست عضوا في منظمة الأمم المتحدة. وأعتقد أن هذه الخطوات عززت إلى حد كبير موقف دولة فلسطين على الساحة الدولية.
- بالإضافة إلى ذلك، تبذل كازاخستان الجهود من أجل إعادة التأهيل الاجتماعي والاقتصادي السريع لفلسطين، فمثلا، في عامي 2008 و2009 تم تخصيص لصندوق فلسطين للتعليم مبلغ 100 ألف دولار أميركي كمساعدة إنسانية، وفي عام 2011 قدمت كازاخستان مساهمة طوعية بقيمة 200 ألف دولار أميركي لفلسطين عن الأضرار 'سجل الأمم المتحدة للأضرار الناشئة عن تشييد الجدار في الأرض الفلسطينية المحتلة'، ووكالة الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومُنحت السفارة الفلسطينية في 'أستانا' الاستخدام المجاني لمكاتبها في وسط العاصمة.
- يستحق التعاون في مجال التعليم اهتماما خاصا، فوفقا لاتفاق التعاون الثقافي بين البلدين اجتاز 5 طلاب كازاخستانيين في عام 1999 تعليمهم بتخصص 'اللغة العربية وآدابها' في المعهد التربوي الحكومي في قطاع غزة، في حين يتلقى حاليا 19 مواطنا فلسطينيا تعليمهم في الجامعات الكازاخستانية.
- يجري دعم التعاون في مجال الرياضة، إذ يشارك الرياضيون الفلسطينيون في البطولات الدولية التي تقام في كازاخستان. وشارك وفد رياضي فلسطيني في الدورة السابعة للألعاب الآسيوية الشتوية في الفترة بين كانون الثاني/ يناير- وشباط/ فبراير 2011.
- في أيار/ مايو 2011 تم نقل القضايا المتعلقة بتطوير التعاون الكازاخستاني- الفلسطيني إلى سفارة كازاخستان في المملكة الأردنية الهاشمية، بعد أن كانت تلك القضايا في السابق من اختصاص سفارة كازاخستان في إسرائيل.
- في كانون الأول/ ديسمبر 2011، ولأول مرة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، نظم في مدينة رام الله حفل استقبال رسمي لمناسبة الذكرى العشرين لاستقلال جمهورية كازاخستان.
وفا
أرسل تعليقك