بعد مرور نحو 6 أشهر على الجريمة التي ارتكبت بحق الفتاتين الشقيقتين صفاء وميسره السلامين، أصدرت محكمة بداية الخليل قرارها على المدان كايد عدنان السلامين بالحبس المؤبد والأشغال الشاقة المؤبدة ودمج العقوبتين وتنفيذ الأشد وهي الحبس المؤبد.
ويقضي الحكم بالحبس المؤبد عن الاتهام الأول المسند إليه؛ وهو القتل تمهيدًا وتسهيلاً لارتكاب جناية، وفي الوقت ذاته قررت المحكمة الحُكم على المدان بالأشغال الشاقة لمدة عشرين سنة عن الاتهام الثانية المسند إليه وهي الشروع بالقتل القصد تمهيدًا وتسهيلاً لارتكاب جناية، وبناءً عليه قررت المحكمة دمج العقوبات وتنفيذ العقوبة الأشد بحق المدان وهي الحبس المؤبد حكمًا حضوريًا قابلاً للاستئناف.
وذكر عمّ الفتاتين عيسى السلامين، خلال حديث لـ"فلسطين اليوم" أنَّ القرار الذي صدر من قِبل المحكمة ترفضه العائلة بشكل قاطع، وأنَّ الجريمة التي ارتكبت بحق الفتاتين صفاء وميسرة لن تقبل العائلة بعقاب لمرتكبها إلا بالإعدام أمام الجميع.
وأضاف أنَّ "كل الفلسطينيين رفضوا هذه الجريمة ونقدر لهم موقفهم، إلا أنَّ القرار الذي صدر من قبل المحكمة غير منصف، وفي حال لم يتم الإعدام للمجرم فإننا سنأخذ حقنا بيدنا وسنعدمه حتى لو كان في السجن، وإنَّ لم نستطع فسنأخذ ثأرنا من والده أو عائلته".
كما أكدت عمة الفتاتين أنَّ "هذا المجرم يجب أنَّ يأخذ عقابه بالإعدام وليس بالسجن، لاسيما وأنَّ محامي المجرم كايد دافع عنه وبكل وقاحه أمام المحكمة"، متسائلة: كيف يمكن لمحامي أنَّ يدافع عن مجرم كهذا؟.
وطالبت العمة بنبرة غاضبة "إنصاف صفاء التي قتلت بعد اغتصابها بدم بارد، وذلك بإعدام القاتل وهو المجرم كايد السلامين، وأنَّ عائلة الفتاتين إنَّ لم تأخذ ثأر صفاء فستأخذه بنفسها".
أما والدة الفتاتين فذكرت بنبرة يملؤها الحزن: "القاتل حَرم ابنتي من طفولتها، فهي لم تتجاوز الـ15 ربيعًا فقط، والجريمة التي وقعت بحق ابنتي لا يمكن تخيلها، ولا يمكن استيعابها، وآثارها لازالت موجودة في البيت حتى اللحظة".
وحصلت "فلسطين اليوم" على نسخة من قرار القاضي والذي جاء فيه: "واصل ضرباته على رؤوسهن حتى افقدهن القدرة على الحركة، هكذا قال قاضي محكمة الخليل قبيل النطق بالحكم بحق المدان السلامين؛ حيث كشف عن تفاصيل وقوع الجريمة وكيف قام بجريمته، توجه كايد إلى المغدورتين وطلب من إحداهنّ قبلة فقالت الفتاتان له هذا حرام ونحن مثل أخواتك فما كان منه إلا أنَّ قام بضربهم بواسطة "بربيج بلاستيكي" كان يحمله بيده وقام بعدها المتهم بالتقاط حجر كبير عن الأرض ووجه ضربة باتجاه صفاء أدى إلى سقوطها على الارض، فحاولت شقيقتها ميسرة إبعاده عن شقيقتها بعد أن شاهدت صفاء على الأرض والدم ينزف من رأسها إلا أن المتهم سارع بضربها بواسطة الحجر على رأسها فوجّه لها عدة ضربات فسقطت هي الأخرى على الأرض فأخذن يتوسلن إليه إلا أنه واصل ضرباته دون رحمة حتى أفقدهنّ القدرة على الحركة أو حتى الصراخ، فكان تارة يدق رأس صفاء بالحجر وتارة أخرى يدق رأس ميسرة، ولم يكتف المتهم بذلك بل تطاول فعله الإجرامي إلى أنَّ قام بخلع ملابس المجني عليها صفاء وهي بين الحياة والموت وأقدم على اغتصابها وهي مدرجة بدمائها؛ حيث بدأ بفعل الاغتصاب وهي ما زالت على قيد الحياة، وبعد الانتهاء من اغتصاب صفاء انتقل المتهم إلى المجني عليها ميسرة التي كانت لا تستطيع الحراك أو الكلام الى انها كانت واعية لما يدور حولها فقام بخلع ملابسها وهتك عرضها من خلال أفعاله التي طالت أماكن العفة من جسدها وهي أيضا كانت مدرجة بالدماء".
ثم حملهنّ المتهم ووضعهن في مجرى سيل ماء جاف بالقرب من المكان ووضع الشوك والقش عليهنّ لإخفاء جريمته وبدم بارد وبهدوء توجّه إلى بئر بالقرب من المكان وغسل آثار الدماء من على ملابسه وتوجه إلى بيته مصطحبًا معه أغنامه وكأن شيء لم يحدث وقام بتغبير ملابسه في البيت وتوجه إلى محل بقالة في المنطقة واشترى علبة سجائر وعلبة كولا وانتقل بعد ذلك إلى منطقة رهط في الداخل للعمل هناك تاركًا ورائه جريمة نكراء تقشعر لها الأبدان تاركًا بذوي المجني عليهنّ مصيبة لاتكبرها مصيبة.
وتم العثور على المجني عليهنّ من قِبل سكان المنطقة؛ حيث كانت ميسرة لازالت على قيد الحياة وشاءت العناية الإلهية أنَّ يبقيها على قيد الحياة للكشف عن الجاني، وعندما علم المتهم أنَّ أمره سوف يفضح لكون المجني عليها ميسرة لازالت على قيد الحياة قام بتغير مكانه، حيث ذهب إلى منطقة النصارية في نابلس وعمل هناك بالزراعة واتخذ له اسمًا مستعارًا إلا أنه نتيجة البحث والتحري تم توقيفه واعترف بجريمته لدى الضابطة القضائية وكذلك لدى النيابة العامة.
أما ميسرة فأكدت أنَّ الحدث الذي حصل لا يفارقها ليل نهار، حتى أنها لا تستطيع الخروج من بيتها منذ 6 أشهر، وأنَّ حالتها النفسية والجسدية لازالت مدمرة منذ وقوع الجريمة، وأنها كانت تطمح في أنَّ تصبح صحافية في يوم من الأيام، إلا أنَّ كايد سلبها هذا الحلم، وأنها تود أنَّ يكون كايد عبرة لغيره كي لا تتكرر الجريمة وكي لا يكون كايد قدوة لغيره إنَّ تم الإفراج عنه، خاصة وأنَّ قرار السجن قابل للاستئناف.
بعد وقوع الجريمة حصلت عطوة عشائرية لعائلة السلامين في مبنى بلدية السموع حضرها كبار عشائر ووجهاء محافظة الخليل وشخصيات رسمية وحقوقية، تم فيها دفع مبلغ 70 ألف دينار أردني عن مقتل الفتاة صفاء السلامين، إلا أنَّ استكمال العطوة للشقيقة ميسرة التي هتك عرضها وضربت وكادت تفارق الحياة لم يتم حتى اللحظة، بحسب قول عم الفتاتين.
فيما طالب شباب عائلة السلامين في بلدة السموع والخارج بإصدار وتطبيق قرار الإعدام بحق المجرم كايد السلامين، حيث رفض شباب العائلة القرار واعتبروه باطلاً ولا يعترفون به، وأنهم قرروا بالإجماع أنَّ الحكم على هذا المجرم هو الإعدام، وإنَّ لم تنفذه السلطة فسوف يعملون لتطبيقه ليلاً ونهارًا بالطريق المناسبة، وسيصلون للطريقة التي توصلهم للمجرم السلامين، وأنَّ هذا القرار عشائري نهائي ولا تراجع عنه وصدر بالإجماع.
أرسل تعليقك